ملكت خاطري

الفصل السادس ( مَلَكَتْ خَاطِرِي )

بعد إلحاح كبير من فراس وافقت اماليا على عرضه لتوصيلها لمنزلها ... وفي السياره رمق فراس اماليا التي تبكي بهدوء وصمت فتساءل " معلش انا عارف انه سؤال رخم ... بس ااا "

مسحت اماليا دموعها من عينيها ووجنتيها وقاطعته " هو تميم باشا عملي ايه عشان اعيط كده صح ؟! "

رفع فراس حاجبيه بدهشة " انا كنت هقول كده بالحرف ! "

تنهدت اماليا وسردت " كنت ماشية امبارح وبدور على تاكسي ومكنتش لاقية عشان الوقت كان قريب من نص الليل زائد ان انا كان لازم اطلع عالشارع العمومي لإن فرصة اني الاقي تاكسي كانت هتبقى اكبر ف مشيت لحد ما طلع عليا واحد و .."

صمتت قليلاً لتردف بنبرة مهزوزة معلنةً عن بكاء قريب " كان عايز يتهجم عليا ... انا كنت اول مرة اتعرض لحاجة زي دي، حاولت اقاومه وزقيته وقع روحت ضربته بالكعب اللي في رجلي على دماغه اتفتحت واغمي عليه ... لقيت تميم باشا واقف ورايا وبيقولي ايه اللي انتي عملتيه ده ! ... قولتله الي حصل و ..."

قاطعها فراس " اتأسفلك و وصلك .. "

نفت الاخرى برأسها " لأ ... عرض عليا مرتين ولما رفضت راح مشي وسابني "

تجهمت ملامح فراس" ازاي يعمل حاجة زي كده ! ... وانتي روحتي ازاي ؟! "

بدأت اماليا في النحيب وقالت بتقطع " اس ... استنيت لما ... امجد جالي وروحني "

سحب فراس مانديلاً ورقياً واعطاها اياه " طب ممكن تبطلي عياط وتهدي ... محصلش حاجة لكل ده، وبعدين انتي المفروض تفتخري باللي انتي عملتيه ... واحده غيرك كان زمان الشاب ده عمل فيها حاجة مش كويسة ... خلاص بقى متعيطيش "

مسحت اماليا دموعها بالمنديل " اصل انا عندي هيموفوبيا "

اتسعت عينا فراس وحاول كتم ضحكاته ولكنه فشل " انتي هتبقي ضابط وهتضربي بالنار وانتي بتخافي من الدم ؟! "

ضحكت الاخرى على موقفها ... حقاً الامر اشبه بقصص الاطفال ... شخص طبيعي وجبان تلدغه حشرة فيصبح بين يوم وليلة خارق ولا يخشى شيء ... ولكن الامر مختلف معها ... فهي مازالت تخشى الكثير وهي تعترف بذلك

****

اما عن مليكة فأتسعت عيناها عندما رأته يرتدي قميصاً ونكزت الاخرى لتحملق به غير مصدقة ... فقد نجحت الخطة " شوفتي مش قولت لك "

" بصراحة انا مكنتش واثقة من اللي انتي عملتيه "

" و اهو جاب نتيجة "

" بس بقى عشان جاي"

اقترب زيد منهن فصمتن حتى نطق " ايه يا بنات ما تروحوا تلبسوا ولا انتوا مش جايين البارتي بتاعت بالليل ؟! "

نفت مليكة برأسها فسارعت لمى بالقبول " طبعاً جايين احنا زهقانين اصلا ومش لاقيين حاجة نعملها "