Part14🖤

126 14 2
                                    

طأطأ عاصم رأسه بأسى على ذلك الماضي الأليم
ودُهشت ميرا مما استرسله تميم
تميم : وده الي حصل ومن وقتها وده حالنا
ميرا : بس لسه نص الحكايه مستخبي عند سليم
تميم : بس ده محدش يعرفه الا هو
ميرا : انا.. انا عايزه اساعده ممكن تقنعه يجيلي وانا اباشر علاجه؟
تميم : شرف ليا ياميرا انا هضبط الوضع وهبقى ابلغك ان شاء الله
ميرا : تمام... متقلقش هو يعني ان شاء الله هيتحسن
اومأ لها بإبتسامه وهم بالرحيل
عاصم بحزن وهو يودعه : متزعلش مني انا حكيتلك الي كنت اعرفه من اخباركم بس النص الباقي من حكايتي انا كمان يخص ميرا وملك
طبطب تميم على يديه برفق : ملوش لزوم نفتكر الماضي وبعدين كفايه عليا اني بقيت على معرفه بحضرتك
رحل تميم وصعدت ميرا لأعلى لترى ملك نائمه على سريرها
ملك : احكيلي بقى
ميرا : احكيلك ايه
ملك : الحكاوي الي بتحكيها انت ودكتور تميم من ساعات
ميرا : لو كان عنه كنت قلتلك بس كل ده كان عن اخوه سليم
ملك : سليم مين
ميرا : فاكره الي كنت قلتلك انه هجم ف العياده
ملك : اه افتكرت
ميرا : هو ده سليم اخوه
ملك : بتهزري ازاي ده دكتور تميم جنتل خالص ازاي يبقى اخو الحمار التاني ده
ميرا وهي تنهرها : متقوليش كده حرام عليكي يا ملك
ملك بإستغراب : هو في ايه
ميرا : مش هقدر اقول بقت تعتبر أسرار مرضى
ملك : ماشي يا ميرا عشان انا عارفه بس انك مخلصه في شغلك مش هسأل بس متزعليش نفسك
ابتسمت لها ميرا : حاضر يا روحي
ملك : تصبحي على خير ده انا مقتوله تعب
ميرا : وانا والله ربنا يعينك
ترجل تميم من سيارته متجه لجناح سليم فتح الباب ونظر له
تميم : سليم
سليم : في حاجه يا تميم
تميم : من بكره هتبدأ علاجك مع دكتوره ميرا هبقى اقولك عالمعاد بالضبط وهتنضبط يا سليم غصباً عنك والا وربي هتشوف اسود ايام حياتك
سليم : ياااي ايه النبره دي.. وبعدين انا موافقه خلاص متزعقش بس
تميم : مشفش خيالك برا يا سليم والاكل الي يتحط بتاكل والدواء الي هيتكتبلك يتاخد مش عايز واحد فالميه تقصير والا وربي
قاطعه سليم : اففف هو كل حاجه والا والا ماقلتلك خلاص ماشي تمام حاضر طيب اقول ايه تاني
تميم : متقولش
خرج وأغلق الباب خلفه بعدة موصدات له كما فعل مسبقاً لجميع مخارج ونوافذ الفيلا وتقريباً قام بتغيير اغلبية رجالة لشكه انهم كانوا متواطئين مع سليم لهيربوه في مرات هروبه السابقه واليوم قد اتخذ قراره سيقسى عليه بقوه وسيقسى على نفسه هو حتى يتم سليم علاجه ويعود كما كان
وفي بداية يوم جديد
ذهبت ميرا لعيادتها بحماس منتظره جلسة سليم الأولى معها
ميرا : صباح النور يا بيبو
نبيل : صباح الورد على عيونك.. بس ايه الروقان ده
ميرا : مش عارفه الصراحه
نبيل : اليوم النهارده خفيف خالص جلسة واحده بس دي على المغرب متقوليش جايه تقعدي معايا؟
ضحكت ميرا :  هقعد معاك برده عادي بس انا في جلسه عندي كمان دقايق
نبيل : لمين مفيش حاجه متسجله عندي
ميرا : اه ماهو جديد لسه سجله عندك بقى  وهبقى اقولك المواعيد بعد مااتفق معاه
نبيل : تمام ادخلي وانا هجيبلك القهوه نشربها مع بعض قبل ماييجي
ميرا : تمام
خرج نبيل بعد أن احتسى قهوته مع ميرا واتجه ناحية مكتبه
تميم :  صباح الخير
نبيل : صباح النور اتفضل يافندم
دلق تميم يليه سليم
هتف نبيل فور رؤيته لسليم بغضب : انت تاني؟
اتجه ناحيته بغضب ليوقفه تميم مهدأً له : معلش انا بعتذرلك عن الي حصل مسبقاً بس احنا جايين في معاد لدكتوره ميرا
نظر نبيل له شزراً وهو يتوعد لسليم ليردف بعمليه : طيب اتفضلوا اقعدوا على ما ابلغها
اذنت ميرا بدخولهم ليدلفوا ثم يستأذن تميم فوراً بعد أن إشارة له ميرا
ميرا بإبتسامه : اهلا وسهلا انا دكتوره ميرا جاسر اتعرف بيك؟
سليم : انا سليم الغندور يا عسل لحقتي تنسيني
تنفست ميرا واردفت : اهلا يا سليم ملحقتش انسى بس احنا في جلستنا الأولى ف هنتعامل اننا اول مره نشوف بعض ونتعرف وهنبقى صحاب
اومأ هو بنفاذ صبر : طب شوفي شغلك يلا
ابتسمت هي واشارت اه ليتمدد هناك : اتفضل عالشازلونج هترتاح اكتر
سليم بعناد : لا انا مرتاح هنا اتفضلي
ميرا : اكيد زي ماتحب امممم..... طيب نبدأ بقى احكيلي
يا مستر سليم عن حياتك قبل 16سنه
سليم : ايه يخليني احكي
ميرا بهدوء : هو فعلا مفيش حاجه تجبرك على ده بس انا قلتلك احنا بنتعرف وهنبقى صحاب ف اعتبر ده فضولي وانا عايزه اعرف اكتر عن حياتك
سليم بمكر : الفضول بيبقى متبادل في تعارف الصحاب ولا ايه.. ف انا كمان عندي فضول
ميرا : طيب احكيلي وانا مستعده لسؤالك
سليم : حيث كده بقى انا هروح عالشازلونج
وقف هو وذهب هناك بينما جلست ميرا على كرسيها امامه وترقبت لحديثه
تنهد هو بقوه ثم اوظف نبرة تحمل حزن دفين : من 16
سنه انا كان عندي 13 سنه ف الجنينه تميم دخل وانا فضلت برا خرجت من البوابه الصغيره اللي ف الجنينه بتمشى ولأول مره منغير الحراسه الي بابا كان بيخنقنا بيهم طول الوقت
تنهد بأسى : او ده الي كنت فاكره... المهم خرجت و.......
Flash back من 16 سنه
خرج سليم من البوابه الخلفيه ف الحديقه بدون حراسه
زادت خطواته بهلع عندما رأى تلك السياره بجانبه واحده ينظر له من نافذتها وهو يردف بصوت به لذة الانتصار : وأخيراً جه يومك يا ابن الغندور
تلقفه احدهم من الباب الخلفي للسياره وقام بتكميم فمه ليمنع صرخات الصغير العاليه من صم اذانهم
ترجلوا من السياره هؤلاء الوحوش ومعهم الطفل الباكي وهو يصرخ : سيبوني انتوا مين سيبونييي
اوقفوه ارضاً لتخونه قدماه ويسقط ارضاً من شدة فزعه ومازال بكائه يزداد
ليصرخ احد الرجال من خلفه : عفارم عليكوا يارجاله جبتوه أخيراً وابنه البكري كمان
ليرد احدهم عليه بفخر : اه والله ياكبير وبعد 8 شهور مراقبة ليهم
رد قائلاً : المهم انه جاب نتيجه مش عايز حس حد من رجالتك عن فيلته اخفي رجالتك من كل مكان مش عايز فرصه يقدر يعرف بيها مكاننا
ليضحك بعدها بقوه وهو يقول : وانا هبقى اصبره كل كام يوم كده بفيديو للقمور ده وهو بيتروق على ايدينا
ارتجف سليم بقوه وهو يسمع كلمات ذلك المخيف
ليحمله احدهم ويلقي به بقسوه في إحدى الغرف ذات الرائحه الكريهه ضيقه للغايه وارضيتها مبتله بمياه قذره
وقف سليم في زاويه الغرفه ينتحب في خوف
قضى الصغير ايام قليله في تلك الغرفه بلا طعام ولا ماء ولا حتى شعاع واحد للشمس وبالتأكيد بلا نوم
حتى فُتح الباب بقسوه واندفع احدهم يسحبه جراً من على الأرض
سليم بصوت ضعيف من شدة الإعياء : سيبني يا عمو ارجوك سيبني
ضحك الأخر بقوه : مش بتاعتي دي يا قمور وبعدين ده انت متوصي عليك من فوق من فوق اوي كمان
رُمي سليم ارضاً أمام قدم احدى الرجال الذي ما ان رأه حتى صفر بإعجاب
الرجل : اوبا ايه يا عتله ده.. ده شكله ابن ناس خالص عرفت الأشكال دي منين ياض
عتله : والله ده انا لسه مستلمه من المعلم حماده حالا بيقولوا انه وصلهم من راجل كبير اوي فالدوله يا ابو احمد
ابو احمد : ده انا مزاجي بيجي على العيال النضاف دول
ثم اخذ يمصمص لسانه قبل أن يردف : طب بقولك يا عتله طرقنا انت بقى خليني اشوف كيفي مع العسل ده
غمز له عتله بضحكه وهو يرحل : بقى بتاعك يا باشا
خرج عتله ورفع سليم رأسه المرتجف عن الأرض لينظر لذلك الضخم المرعب امامه
بينما انحنى ابو احمد عليه ليوقفه ويجلس هو على ركبتيه امامه
ابتسم ابو احمد ابتسامه كريهه ليفصح عن بعض أسنانه الفضيه
اخذت يده تمُر على جسد الصغير بجرأه بينما ينتفض سليم بقوه
ابو آحمد : اهدى يا قمور لسه الي جاي كتير وده الي هتترعشله بجد بقى
End Flash back
انتفض سليم أمام ميرا واخذ جسده يتشنج بقوه وهو يبكي وتزداد شهقاته مع كل انتفاضه
نظرة له ميرا بعيون تحبس فيها دموعها وهي تمُد له كوب المياه
امسكه هو بيد مهتز ولكن سقط ارضاً متهشماً اثر انتفاضه قويه من جسده
لم تعي ميرا الا وهي تمسح على رأسه بلطف مردده له كلمات مهدأه
ميرا : خلاص براحه خالص... اتنفس اتنفس معايا اهو بص
وأخذت تتنفس ببطئ امامه
ميرا : كله عدى صدقني كله عدى وخلص خلاص اهدى خالص
سكن قليلا واخذ صدره يعلو ويهبط بقوه محاولاً تنظيم أنفاسه
ساعدته ميرا ليرتشف بعض المياه
ميرا بهدوء : كفايه كده النهارده عشان مضغطش عليك احنا ه.... ا
وأخذت تشرح له جدولهم للجلسات المقبله وهو يومأ لها بالايجاب بصمت
أعطته هي بعض اسماء الأدويه المهدئه والملينه للأعصاب ونوع منوم جيد لشكوته عن قلة نومه
رحل هو بهدوء غريب يتعاكس مع ثورته عند دخوله
نظرت ميرا للفراغ الذي خلفه بعد ذهابه بشرود وتفكير

انفصام نفسي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن