انقضت جلسة ميرا الأخرى وخرجت هي مع نبيل من العياده
وعند ملك فالجامعه
انهت ملك اخر محاضراتها ولحسن حظها لم تكن مع تميم
ولكن لسوء حظها أيضاً كان بيناظر خروجها أمام بوابه الجامعه بسيارته
اخرج تميم رأسه من السياره واردف بدون تفكير : ملك
التفتت هي بدهشه على ندائه اسمها الذي احببته تواُ عندما نُطق من بين شفتاه
ملك : نعم
تميم : تعالي اوصلك.... انا اصلا عندي معاد مع ميرا
ملك : بس انا معايا عربيتي ملوش داعي
تميم : انا مُصر
تنهدت هي واومأت بالموافقه
اغلقت باب السياره بعد أن دلفت لها
انطلق تميم في اتجاه بيتها في صمت حتى قطعه هو
تميم : علفكره انا مبشربش الشاي.
نظرت له ملك بإستغراب
ليسترسل هو : اقصد يعني عشان امبارح لما طلبته منك... انا... انا كنت عايز اكلمك فعلاً بس في ايه مش عارف فلقيت ده الي طلع معايا
أطلقت ملك ضحكه عاليه على توتره المفرط بالأمس وهو يطلب منها الشاي وتوتره وهو يشرح لها ماحدث الان
ملك : انا كمان كنت مستنيه كلامك بس... ا
وأكملت بغموض : يمكن احسن ليا وليك انك مقلتوش
نظر لها هو بإستفهام ولم يُعلق
وصل تميم لينزل كلاهما من سيارته
استقبله عاصم استقبال حار وجلست معه ميرا
ميرا : مبدئياً كده انا عايزه اقولك ان أول جلسة مشيت كويس جدا جدا على عكس ماكنت متوقعه بس المشوار قدامنا طويل ومفتوح وانا مش حابه نضغط عليه لأن شخصيته صعبه وعنيده ومش بسهوله ناخد منها الكلام ومش بسهوله يتقبل بروتوكول العلاج
تميم : مش مهم الطريق وطوله وصعوبته المهم نهايته ونتيجه
ميرا بإبتسامه : هتبقى كل خير ان شاء الله... المهم انا اديته روشته مبدئيه كده فيها ادويه بسيطه لبعض الانفعالات وحالات الإغماء الي بتحصله وشدة الأعصاب وغيره ودول مهمين جدا يا تميم عايزاك تحافظ على مواعيدهم ودواعيهم كويس جدا والأهم من ده كله بقى تعاملك معاه هيمشي بالمسطره زي مثلا...... ا
واسترسلت ميرا حديثها عن تكمله خطوات علاجه مع تميم
عاد تميم لبيته وهو يفكر في حديث ميرا
وما ان دخل حتى وصله صوت صراخ احدى العاملات صعد الدرجات ركضاً ليفتح جناح سليم ويجده يعنف احداهن
سليم بصراخ : مش هو حذرك وقالك اوعي تيجي هنا تاني هو عبيط واهبل انا بقى مبرحمش
ركض تميم ليبعدها عن يديه بعنف ويخرج بها
تميم بتأسف : انا بتأسفلك والله هخدلك حقك بس انزلي انتي دلوقتي
نزلت هي بسرعه بينما دخل تميم للغرفه ليرسم قناع الاندهاش من فعلة سليم ويبدأ في حديثه كما أخبرته ميرا
تميم : دايقتك في ايه دي
سليم : انت ازاي تدخل كده الاوضه
تميم : بتطمن عليك واشوف عملتلك ايه دي
سليم : لا ملكش دعوه وبعدين مهما حصل ان شاء الله تسمع ضرب نار هنا متدخلش سامع؟
تميم : خلاص تمام.. بس ممكن اعرف هي عملت ايه
جلس سليم بإنتصار وقال : مبتفهمش كل شويه طالعالي بأكل وادويه وتقولي الدكتور أمرني وزفت أمرني
تميم : خلاص مش هتطلعلك تاني بس انت كده هتاكل ايه
سليم : مش هتزفت اكل حاجه
تميم : خلاص براحتك بس وادويتك؟
ضحك سليم بسخريه : ادويه ليه بقى وهو انا هكمل مع العبيطه الي عامله نفسها دكتوره دي
تميم : خلاص براحتك برده
وتركه وخرج نظر سليم للباب بإستغراب من ردود أفعال تميم الغريبه ولكن لم يعلق
بينما ابتسم تميم بإنتصار عندما وجد نتيجه حديثه فالحال وفي عيون سليم
في بداية الجلسه الثانيه سليم مع ميرا
اوصله تميم للعياده ورحل
ميرا : اتفضل... بتحب القهوه اعملك معايا انا ونبيل
سليم : نبيل مين
إشارة ميرا نحو نبيل ليلتفت سليم ويراه
صرخ سليم وهو يتجه نحو نبيل : واااو ده قمور اوي انتوا بتحبوا بعض صح... الله يابختك.. شكلي هخطفه منك
ذُهل كلاً من ميرا ونبيل لينظروا لبعضهما بذهول
ميرا : لا ده صديقي وفي معزة اخويا واكتر
سليم : اممم يعني الطريق مفتوحلي بما انه مش تبع حد
ميرا : انتي وشطارتك بقى
سليم : يبقى اتفقنا... ممكن اخد رقمك بقى يانبيل
أشار نبيل ب لا وهو يتراجع للخلف عندما وجد سليم يتقدم نحوه
غمزته ميرا بغضب ليستجيب له ويعطيه رقمه
هتفت ميرا : بالتوفيق ليكوا ربنا يوفقكوا بس مش يلا بقى نبدأ جلستنا احنا
دخل سليم خلف وتركوا نبيل يضرب اخماس في اسداس
ميرا : خدتي الادويه بقى مقولتليش بقى انتي اسمك ايه
سليم : اسمي سمر
ميرا : طيب خدتي ادويتك زي ماكتبت لك يا سمر؟
سليم : اه
ميرا : طب كنا وصلنا لفين ف الحكايه كملي من عند..... ا
Flash back
اخذ ابو احمد يرفع ملابس الصغير عنه
وسليم يطلق في صرخات عاليه فزعه
كممه ابو احمد بيديه ليكف عن الصراخ ولكنه لم يكف عن المقاومه مبتعداً عنه
ليضربه ابو احمد بغضب عدة ضربات قويه افقدته وعيه
وربما فقدانه لوعيه في تلك اللحظه رحمه له
وببشاعه اُنتُهِكَت برأه الصغير واُغتُصِبَت طفولته
سحبه عتله من قدماه ليلقي به في تلك الغرفه الكريهه مجداداً بعد أن انتهى منه ابو احمد
استيقظ سليم وهو يأن بوجع ليجد نفسه فوق تلك الأرضيه الصلبه المبلله وقد عاد للظلام مجدداً
تحسس سليم جسده برفق وهو يقف ولكنه لم يجد ملابسه ومن الرحمه اللتي حلت عليه انه لم يكن هناك اضاءه ولو كان هناك لكان رأى رضوض جسده وتلك الدماء اللتي ينزفها من سائر جسدها وكان ليرى تلطخ المياه على الأرض بدمائه
وبعد ساعات من الانتحاب أخذه احدهم جراً لأبو احمد ابو احمد : جبله اي خرقه يلبسها عشان متوصيلي عليه حالاً وينزل مع العيال النهارده
تهللت اسارير سليم ظناً منه انه سينزل وسيذهب مغادراً
ولكن تغير كل شئ عندما وجد نفسه يرتدى تلك الملابس الممزقه العفنه ويهوي احدهم به ارضاً ليقف وسط بعض الأطفال
ثم يزج بهم للخارج ومع كل منهم بعض الأكياس
أخذه احد الأطفال معه وهو يطبطب على كتفه : انا فارس وانت اسمك ايه
سليم : سليم
فارس : ازيك يا سليم انت شكلك تعبان خالص تعالى نبيع الي معانا دول بسرعه وناخد شويه من الفلوس نجبلك دواء
اومأ سليم بتعب ليمشي مع فارس في وسط بعض السيارات وهو لا يفهم شئ يمشي فقط
حتى انتهوا مساءاً أخذه فارس لإحدى الصيدليات
فارس : يا عمو لو سمحت اخويا تعبان ممكن تشوف عنده ايه وتديله الدواء وانا هديك فلوسه
وافق الطبيب على مضض من منظر اولئك المشردين ثم أعطاهم الدواء
أخذه فارس وساعد سليم على ارتشافه
سانده فارس حتى مكان مكوثهم تحت رحمة عتله وابو أحمد ورجالهم
استيقظ سليم بعد عدة ايام من روتين يومه يستيقظ على ركلات احد الرجال الذي يكمل ابراحه ضرباً حتى يان جسده ثم يركض للخارج ومعه الكوكايين لبيعه ويخرج ليركض بين المشتريين وفي آخر اليوم يعود بالنقود يسلمها للرجال ليبقى ف النهايه بعض ملاعق الطعام اللتي تكاد تُرمى له ارضاً وينام وهو ينتحب على شكل حياته الجديد والذي يتمنى انتهائه ولكن اليوم استيقظ على صراخ احدى الفتيات ليعرف هو الصوت فوراً وقف هو بفزع ليهز فارس : فارس الحق مش ده صوت منه
استيقظ فارس ليدقق فالصوت حالما اومأ له بنعم
وقف سليم ينتفض بخوف على كل صرخه تصرخها تلك الصغيره لا يعرفون ما يحدث لها ف الخارج
ولكن قطع تفكيره فتح الباب ثم جثة احدهم تطير فالهواء ساقطه ارضاً
نظر لها سليم بفزع وهو يرى تلك الجثه الممده ارضاً تأن بوجع يظهر على وجهها المكدوم كاد ينظر بنظره ولكنه أدرك انها عاريه جزوا بها هكذا عاريه
نظر لفارس وهو مازال يفكر ليحاول إيجاد اي شي يغطيها به
اخرج فارس احد الأكياس البلاستيكية من جيبه ليلتقطه سليم ويثقب طرفيه وحاول الباسها اياه بحرص والصغيره ارضاً تصرخ بوجع
منه : اههههه اههه ايدي اههههه هموت
ترك سليم يديها بفزع بعد أن كان يحاول إدخالها بالكيس ولكنه لحظ تلك العظمه البارزه منه صرخ فارس : دي مكسوره
وقف سليم واخذ يركل الباب بقوه وهو ينادي لينضم له فارس حتى فُتح لهم الباب بعد مده ليصرخ سليم : منه.. منه ايديها مكسوره
نظر الرجل لهم بضجر ليذهب لها ويجرها ارضاً من يدها اللتي اشاروا له بأنها مكسوره
والصغيره تتلوى بين يديه بألم
اخذ سليم يضربه بقوه وهو يركله في قدمه بضعف : سيبها بقولك سيبها
نظر له الرجل بغضب ليسحبه هو أيضاً معها وتركهم في غرفه ابو احمد
ابو احمد وهو يتمطع : جبتها تاني ليه.. دي بنت كلب قعدت تتلوى تعبتني معاها
اجابه الرجل : ماهي مش مبطله برده خد ظبطها بقى وخلي العسل يتفرج عايزينه يطلع من رجالتنا
اومأ ابو احمد وهو يقف وينظر لهما بتسليه
End flash back
بكى سليم وكأنه لم يبكي من قبل عندما عادت له تلك المشاهد من جديد
لم يكن لميرا ان تفعل سوا ان تواسيه بكلماتها المهدئه حتى هدأ وبدأ ينظم أنفاسه
ميرا : وزي اول جلسة احنا اتفقنا اننا بنحكي عشان احنا صحاب وكل جزء بنحكيه احنا بنمسحه من ذاكرتنا وكأننا مشفناهوش قبل كده او حتى مرينا بيه.. دلوقتي قطعنا شوط كبير بس احنا لسه بس بنفتكر الي مدايقنا ومأثر فينا والي هو ماضي وخلص خلاص وحالياً بننساه
ثم اكملت بمزاح : وليك عليا يا سيدي اول مانخلص مهمتنا بنجاح احكيلك طفولتي كمان الي كانت صعبه جدا جدا وهحاول انساها معاك هتساعدني؟
سليم بإبتسامه : هساعدك
ابتسمت هي بدورها وأخذت تقص عليه حلولها للتخلص من ملاحقة الماضي له وتأثيره عليه وبعض الادويه اللتي اضافتها له واطمئنان عام على حالته
أنت تقرأ
انفصام نفسي
Romanceماضيهما مؤلم تخطته هي لتصبح طبيبة والتجأ لها هو قد تحتوي الرواية على بعض المشاهد الغير مناسبة لمن هم اقل 16 عام بقلمي.. ميرا🖤