مساءاً جلست ميرا في غرفة مكتبها بمنزل عاصم
ميرا بتعب : عايزه قهوه يا رحمه معلش
رحمه : ثواني وتكون عندك ياهانم ربنا يوفقك يارب
ميرا بإبتسامه : يارب
فتحت احدى ادراج مكتبها واخرجت رزمة أوراق أخرى وأخذت ترتبها على المكتب أمامها
حتى أخرجت روزمة أخرى ولم نجد مكان تضع تصنيف أوراقها فيه لتجلس ارضاً وتبدأ بوضع أوراق ذلك المريض ارضاً وتسترجع صعوبة علاجه وقساوة حالتهمنذ شهران
ميرا تجلس في مكتبها منتظره دخول مريضها الأول اليوم توكم تحب أن تلقبهم هي بدلاً من مريض "مُحتاج لمساعدتي"
ليدخل ذلك الرجل بهيبته القويه ذو بنيان جسدي قوي ولكن يبدو أن فقد من حيويته الكثير ف نظرة الانكسار تلك تعبر عن الكثير
دخل الرجل لترحب به ميرا
ليردف : ا..انا حا... حاتم
ركزت ميرا في كونه يقطع كلماته وكل كلمه تخرج من فمه يصحبها انتفاصه بسيطه لجسده فعلمت ان حالته بالتأكيد ناتجه عن جرح كبير
ميرا : تحب نبدأ جلستنا ولا نتعرف شويه كمان
حاتم : ا... انا. مح... محتاج حد... حد يسااعد...يساعدني.... ان... انا تع.... تعبان.... اا .... اوي
ميرا : وانا ده دوري اني اساعدك ترجع حاتم الي على مايبدو عليه ومن الي انا شايفاه انه جان جدا وجنتل كمان
تمدد هو أمامها وبدأ يقص عليها قصته بتشجيع كبير من ميرا تحثه هلى ان يكمل كلما توقف
Flash back
عاد حاتم من عمله مساءاُ ليدخل شقته بفرحه ف وأخيراُ عاد ليلتقي بزوجته العزيزه اللتي حارب الجميع لأجلها ابتعد عن عائلته وتم حرمانه من إرث والده بسبب عصيان حاتم لأوامر والده في ترك محبوبته بسبب عدم تلائم العائلتين اجتماعياً فهو من عائلة غنيه مرموقه يعرفها الكثير وهي من عائلة فقيره جدا تعمل لأجل قوت يومها أُعجب بها منذ رائها في شركة والده عدة مرات او بالأصح توقعته هي في شباكها
ليخيره والده بين عائلته وورثه وبين تلك التي احبها
ليختارها هي ويذهب معها بعيداً عن أهله وكل ممتلاكته بعد أن تخلى عنها لأجلها هي فقط
فتح باب شقته ودخل ليسمع زوجته حبيبه تتحدث مع احدهم
حاتم : احم احم... حبيبه انا جيت انتي معاكي حد ياحبيبتي
حبيبه : اه معايا صاحبتي
حاتم : طيب خلاص خدوا راحتكوا انا خارج
كاد هو يخرج ولكن اتته تلك الوخزه اللتي يشهر بها في قلبه بين الحين والأخر ليجلس على أقرب كرسي يضع يده على صدره ويتنفس بعمق لعله يهدأ ذلك الألم
اتته صوت ضحكه عاليه من حبيبه ليبتسم ف هو يسعى فقط لإسعادها منذ تعرف عليها
ولكن أتى خلف تلك الضحكه سيل من الكلمات اللتي بدلت حياته
حبيبه : يابنتي والله انا مش عارفه اعمل ايه اصلي لو طلبت الطلاق مش هيطلق ده دايب فيا دوب كده ف شكلي هخلعه
صديقتها : ليه يابنتي كده انتي بتقولي انه بيعاملك كويس
حبيبه : بس بعد ايه انا كنت بوقعه فيا وانا متوقعه انه يعجب بيا بس إنما ده وقع جدا وبقى خفيف خالص قلت حلو ولما قال هيتجوزني مكنتش بنام من التفكير ف حياتي بعد كده ولا لما اجيبله ولد ياخد الورث ده كله بس الخايب الدلدول ابوه خيره بيني وبين العز الي هو فيه قام اختارني وساب كل الهنا الي كنت بحلم بيه ف معتش يلزمني ومشكلتي الكبيره بقى انه مبيحسش او عامل نفسه عبيط ده انا بعامله اسوء معامله وده مبيحسش وشغال دلع ومحن
صديقتها : انا مش، عارفه انتي مش فرحانه باللي بتقوليه ليه هو حد لاقي... وبعدين يابنتي مش يمكن يصحح علاقته بأهله
حبيبه : مانا فكرت ف كده وسألته قالي لا يمكن وكرامتي وبتاع
ثم أطلقت ضحكه عاليه : قال يعني انا الي محافظه على كرامته اوي ده انا ممرمطاه على أمل يطلقني واروح اشوفلي حد تاني ولا اشوف ليه
صديقتها : يخربيتك ياحبيبه يخربيتك استني اما اقفل الباب كويس اخرسي يكن يرجع من برا
وقف حاتم وخرج لحمود وجهه جامد بلا اي تعبير دموعه تسقط في صمت فقط
خرج هو ليسحق تلك العلبه الحاويه على قلاده ذهبيه منقوشه بإسم حبيبه
ويخرج للخارج جلس هو على احدى درجات السلم ويضع يديه على قلبه ويبكي في صمت شريط من الذكريات يُعرض أمامه لتصرفات حبيبه محبوبته العزيزه وكيف كانت تعامله بجفاء وهو يتحمل على نفسه او لم يكن هو يرى ذلك الجفاء ف حبه هو عمي عينيه عنما حوله
وعند حبيبه اكملت هي لصديقتها : انا الصراحه اتعرفت على واحد غني ومعروف كان شريك حاتم قبل كده بس بقى بينهم عداوة الفتره الأخيره وكان رقمه معايا وكلمته وقعته وهو كمان لم عرف اني مرات حاتم حبني ووقع هو كمان ومستني اللحظه الي هتطلق فيها عشان يتجوزني
صديقتها بخبث : طب وساكته ليه بصي انتي ت..... ا
واخبرتها بخطه سامه تمكنها من الفرار منه
مساءاً دخل حاتم للمنزل بعيون متورمه من شدة البكاء
حبيبه : انا مش هتعشى لو عايز تاكل اعمل انت انا هنام
لم يجب حاتم ودخل لينام
نظرت هي له بإستغراب ف في عادته عندما تخبره بتلك الكلمات يخبرها : استني يابيبه هحضر انا العشاء ليا وليكي اوعي تنامي من غير عشاء ياروحي
وغيرها من الكلام المعسول وبالفعل يقف هو ويحضر العشاء بعد يوم عمل شاق يمتد ل10 ساعات يستيقظ صباحاً دون إفطار او حتى توديع منها ويخرج يعود مساءاً لتخبره بأنها ستنام ولن تخضر العشاء فيحضره هو مضطراً بيأكل شئ يملئ بطنه ويغنيه عن وجبة الغذاء اللتي يفوتها دائماً لإنشغاله
ولكن الليله ذهب هو لينام دون قول شئ
كاد رأسه ينفجر من شدة التفكير حتى أنه لم يشعر بنفسه وهو ينام من شدة الإعياء استيقظ صباحا لم يجدها بجانبه
حاتم : غريبه يعني ايه قامت تعملي فطار؟
وقف هو متجهه للمطبخ فلم يجدها
حاتم : حبيبه
ولم تجب عاد هو للغرفه ليلتقط هاتفه ليحادثها ولكن لفت انتباهي ورقه موضوعه أسفل هاتفه
التقطها وامسك بها يقرأ ماخطته يد تلك الحقيره
حبيبه : طيب يا حاتم بدون مقدمات انا مش عايزه اجرحك بس انا مسافره مع الإنسان الي حبيته بجد والي لقيت نفسي معاه ياريت تطلقني في أقرب وقت وورقتي تسيبها عند بيت اختي ولو مطلقتنيش مقداميش غير الخلع... انا عايزه ابقى حره واعيش حياتي مع الإنسان الي يستحقني
وختمت كلماتها القاسيه بتوقيعها
سقطت الورقه من يديه اخذ جسده يهتز بعنف وينتفض بقوه ليصرخ فجأه ممسك بصدره : اههه قلبي اههه
احس هو بروحه تُنتزع من جسده شعر وكأنه يود الإستسلام أمام تلك الغيمه السوداء اللتي تسحبه لأسفل لربما ينتهي كل ذلك الألم
ولكن اتاه صوت احد الجيران الذي هرول مسرع اليه عندما سمع صراخ حاتم
: استاذ حاتم انت كويس في اي عندك
لم يسمعه حاتم بل سقط ارضاً مرتطم بالأرض بقوه
اخذ الرجل يركل الباب بقوه عندما سمع ذلك الإرتطام وبعد محاولات عديده ولاقوة ذلك الرجل الجسديه استطاع كسر الباب ليدخل بسرعه يبحث عنه ليجده ممدد ارضاُ حمله بمساعدة احد الجيران الذي صعد عند سماعه لإرتطامات عديده عند شقة حاتم
واتجهوا للمشفى
دخل حاتم في غيبوبه ولكن للأسف لم تتعدى بضعة ايام كان يتمنى ان تأخذه تلك الغيبوبه لسنوات عديده يبتعد فيها عن التفكير في اي شئ
استيقظ هو ليجد طريقه حديثه أصبحت هكذا لا يستطيع نطق الكلمه كامله من المره الأولى ولاحظ تلك الهزات العنيفه اللتي تأتيه فجأه عرف بعدها انها حالات صرع ناتجه عن صدمه نفسيه وعصبيه شديده
ومنذ ذلك الحين وهو لم يستطع إكمال حياته بمرضه ذلك حتى القرار اللجوء لميرا
End flash back
أنهى هو حديثه الذي طال كثيراً بسبب صعوبة حديثه وبكائه الشديد لينظر لميرا واللي للمره الأولى لك تستطع كبت دموعه حتى يخرج المريض ثم تنفجر هي وكأنها نسيت اكثر من عشر سنوات دراسه وتعلمها كيف تكبت دموعها ان حازت حالة المريض على استعطافها
ولتكون صادقه ذلك هو الشئ الوحيد الذي فشلت فيه ف هي تتألم لتألمهم تبكي لبكائهم وتحزن لحزنهم ولكن كان يظهر كل ذلك بعد انتهاء جلستها معهم كي تكتمل مراحل علاجهم
ولكن في حالة حاتم اللتي زادت صعوبتها مع حالات صرعه وصعوبة حديثه وبكائه الشديد وهو يقص عليها ماحدث وايضا صعوبة قصته
أدارت هي وجهها تعض شفتيها تحاول كتم دموعها وبعد دقيقه التفتت هي بعيون حمراء لتتنفس بهدوء وتحثه على التنفس هو أيضاً
وتبدأ في خطوات علاجها معه
أنت تقرأ
انفصام نفسي
Romanceماضيهما مؤلم تخطته هي لتصبح طبيبة والتجأ لها هو قد تحتوي الرواية على بعض المشاهد الغير مناسبة لمن هم اقل 16 عام بقلمي.. ميرا🖤