الفصل الأول

1.4K 40 3
                                    

صباحاً فى عربة المترو الخاصة بالسيدات.... كانت تقف ندى وصديقتيها مريم وشهد فى طريقهن للذهاب الى الجامعة....
شهد/بت يامريم.... انا هاموت من الجوع... ماتقبى بسندوتش من اللى طنط زيزى بتتحفك بيهم كل يوم.
ندى / ياشيخه شهد.... هاتكلى وإنتى وأقفه فى المترو يامفجوعه؟
شهد/شيخه فى عينك شيفانى لابسه عمه؟
أخرجت مريم لفافة من حقيبتها وأعطتها لشهد وهى تبتسم وتقول..
/ سبيها ياندى براحتها.. الف هنا ياشوشو
قالت شهد وهى تأخذ منها اللفافة وتقوم بفتحها /تسلميلى ياقلبى طول عمرك حونينه يا مريومه.
أدارت ندى وجهها بعيدا" وهى تحركه علامة اليأس من تصرفات شهد ومريم..

****ندى؛ تدرس بكلية الصيدلة بالفرقة الرابعة... متفوقة.... طويلة محجبة متناسقة القوام تميل للنحافة.... لديها بشرة خمرية اللون و لها عينان جميلتان عسليتي اللون برموش كثيفة بشدة ولها طابع حسن بمنتصف ذقنها.... محجبة و هادئة الطباع ذات روح خفيفة
تقيم مع والدتها بعد وفاة والدها وهى كما يقولون (مقطوعة من شجرة)

****أما مريم؛ فهى تدرس مع ندى بنفس الكليه ونفس السنه الدراسيه.... متوسطة القامة ذات بشرة فاتحة اللون وملامح رقيقة وشعر بنى طويل.... وجهها ضحوك وخجولة جدا وهى غير محجبة تقيم مع والدتها بعد وفاة والدها ولديها شقيق واحد متزوج ولديه طفلان.

****والثالثة أصغرهم هى شهد؛ تدرس بالفرقة الثانية بكلية التربيه قسم لغة عربية.... قصيرة القامة بيضاء لديها بعض النمش بوجهها وملامحها دقيقة منمنمة
محجبة وملتزمة...... مشاكسة وجريئة وسليطة اللسان
دائما و لاتفكر فى الكلام قبل قوله..... تعيش مع والديها وأختها.

الثلاث فتيات صديقات منذ الطفولة يسكنون فى نفس المنطقة ويذهبون الى الجامعة سويا...

عند وصولهن الى الجامعة تفرقن كل واحدة ذهبت لكليتها
على وعد بلقاء يجمعهن فى المساء في بيت إحداهن...

//فى كلية الصيدلية
أدركت ندى ومريم المحاضرة الاولى بالكاد.....و بعد إنتهاء المحاضرة
وقبل دخولها المعمل إتصلت ندى بخطيبها محمد الذى يعمل معيدا" فى نفس الكلية.
ندى /أيوة يامحمد انت فين؟
محمد/أنا فى المكتب ماتيجى شوية.... وحشتينى
ندى بخجل / مش هاينفع يامحمد عندى معمل دلوقتى هاخلص واعدى عليك فى المكتب.
محمد /ماشى ياندى أنا قاعد شوية باخلص شوية حاجات خلصى وأنا مستنيكى ياحبيبتى
ندى بخجل/تمام يامحمد..سلام

شردت ندى تفكر فى محمد وكيف أصبح خطيبها بعد أن طاردها طويلا بكلماته المعسوله التى كانت تتصدى لها بشده.. حتى أنه صارحها بحبه وأنه يريد أن تخرج معة وعندما رفضت.... أخبرها أنه يريد خطبتها و كان يختبر أخلاقها بطلبه منها الخروج.... وعندما أخبرت والدتها وصديقتيها تحمسوا له جدا حيث أنه ذو مكانه علميه مرموقة ومن أسرة عريقة فوالده عميد كلية صيدلة بجانب أنه رجل أعمال معروف أيضا.... ووالدتة سيدة مجتمع مشهورة
لذلك تحمسوا جميعا وأقنعوها بأن الارتباط بشخص مثله فرصة كبيرة...... أما هى فكانت سعيدة بإهتمامه بها كان لطيفا تفرحها إطرائاته وتحب حبه الظاهر لها بالاضافة إلى وسامته لذلك وافقت على الخطوبة التى تمت منذ شهرين وفى أضيق الحدود بسبب سفر والدة محمد خارج البلاد... على وعد منه لها بحفل زفاف كبير عوضا عن حفل الخطوبة المهدور........
إنتبهت على صوت مريم وهى تخبرها أن المعمل قد أُجل اليوم لعدم وجود المعيد....
ذهبت ندى مباشرة الى مكتب محمد حيث أنه انتهى يومها الدراسى بإلغاء المعمل......
اقتربت من الباب وكان غير محكم الغلق وقبل أن تدخل سمعت كلمات بالداخل جعلتها تتصنم فى مكانها.......
فتاة ما تتكلم بصوت مرتفع/يعنى كنت بتقول إنك بتحبنى لحد ماتاخد غرضك منى
محمد/والله أنا ماضربتكيش على إيدك وعلى فكرة أنا مصورك وإنتى معايا فيديو ولو مالمتيش الدور هابعتهم لاهلك ... فاسمعى الكلام أحسنلك.
الفتاة /إنت قولتلى هاتتجوزنى..... حرام عليك دا أنا حبيتك بجد.
محمد/وهو أى واحد يقولك باحبك وهاتجوزك تسلمية نفسك يارخيصة؟
لم تتمالك ندى أعصابها وفتحت الباب بعنف ودخلت والدموع تملأ عينيها الجميلتان.......
عندما رأها محمد... إرتبك ثم قال/خير ياندى مالك؟
قالت الفتاة بإنفعال /هى دى اللى سبتنى عشانها؟...لأااااا إنت بتحبنى أنا وهاتتجوزنى أنا وإنقضت على ندى التى تراجعت
قبل أن يندفع محمد ليفصل بينهما.....
أخذت الفتاه فى الصراخ بهيستيريا.... إنت بتحبنى أنا
أنا المفروض إبقى مراتك مش هي....
حاول محمد إن يسكتها لكنها كانت خارج السيطرة تماما فى حين أن ندى كانت غير مستوعبه لمايحدث معها.......
بدأ الطلاب فى التجمهر أمام باب المكتب..... حيث جذبهم صوت الفتاه العالى...
إستجمعت ندى شجاعتها عندما إستوعبت الموقف..... فتقدمت من محمد ثم خلعت خاتم الخطبة والقته فى وجهه بقرف ثم خرجت تجرى والدموع تملأ عينيها......
قال محمد /إستنى ياندى هاشرحلك...... لكنها كانت قد ذهبت......
جلست الفتاة الاخرى منهارة على أحد الكراسى فاستدرك محمد الموقف ثم قال للطلبة المتجمهرون أمام باب مكتبه
/خلاص يادكاترة مافيش حاجه
دى خناقة بنات وخلصت لو سمحتوا إتفضلوا من هنا خلاص...
ثم أغلق الباب فى وجوههم.....
نظر للفتاة بشر... ثم قال/اما إنتى بقى هاعرف ادفعك تمن اللى عملتيه ده ازاى... ثم سحبها من زراعها بعنف واخرجها من مكتبه ثم أغلق الباب ورائها وجلس على الكرسى ووضع وجهه بين كفيه
وهو يتوعد للجميع.

//وصلت ندى الى بيتها وهى لاتدرى كيف وصلت......
استقبلتها والدتها .... حيث أن والدها توفى وهى فى الخامسة من عمرها وليس لديها أخوة او اخوات....... فهى تعيش مع والدتها آمال الموظفه بالسجل المدنى ومريضة القلب ايضا....
قالت امال بلهفة وهى تحتضن ابنتها /مالك ياندى ياحبيبتى بتعيطى ليه فيكى إيه ياقلبى
ردى عليا ياندى طمنينى ياروحى....إنتى كويسه
أجابت ندى بدموع خوفا على والدتها لانها تعلم مدى ضعف قلبها /مافيش ياماما......أنا كويسه ماتتخضيش.
أمال /كويسه إزاى وإنتى مقطعه روحك عياط؟ طمنينى ياحبيبتى.
ندى ابتعدت عن حضن والدتها وأخذتها وجلستا على الاريكه وقالت والدموع تغرق وجهها...هاقول لك ياماما........................
إنتهت ندى من سرد ماحدث معها وهى تبكى بشده.....
ضمتها والدتها لصدرها بقوة ثم قالت لها/أنا عارفه ياحبيبتى إن اللى حصل ده صدمه كبيرة ليكى وليا أنا كمان بس عاوزاكى تفكرى كده كويس وتعرفى إن اللى حصل ده خير وإنه ربنا بيحبك..... علشان بينلك محمد على حقيقته قبل ماتتجوزيه.... فكرى كده إنتى دلوقتى على البر مجرد خطوبه وإتفشكلت إنما لو كنتى إتجوزتيه وخلفتى منه مثلا وبعدين إكتشفتى إنه بالقذارة دى كنتى هاتعملى إيه؟ وكمان الحمد لله إنكوا مش مخطوبين من زمان يعنى لسه ماتعلقتيش بيه قوى.... صدقينى ياندى إنتى ربنا أنقذك وبعد عنك الشر
.... بدأت ندى تهدأ قليلا..... فقالت لها والدتها /قومى ياحبيبتى صلى واشكرى ربنا إنه أنقذك..... وأنا هاقوم أجهز الأكل... ثم قبلتها على جبينها
همت ندى بالقيام..... إلا أنها سمعت نغمة هاتفها..... أخرجته من الحقيبة.... لتفاجأ بإتصال من محمد..... نظرت إلى والدتها
التى أخذت منها الهاتف وأجابت على الإتصال....
/ألو... إسمع يادكتور محمد كل شيئ نصيب وإنت نصيبك مش معانا لو سمحت خرج ندى من حياتك زى ماهى خرجتك من حياتها.... وشبكتك هاتوصلك لحد عندك
محمد /ياطنط فى سوء تفاهم لوسمحتى عاوز أكلم ندى عاوز أشرحلها الموضوع...
إختطفت ندى التى كانت تستمع اليه الهاتف من يد والدتها وقالت/هاتشرح إيه إن شاء الله......دا أنا سمعت وشوفت ماحدش قاللى... بقولك إيه لحد كده وكفايه أنا ماعنديش إستعداد أكمل حياتى مع واحد زبالة زيك......ثم إنهت المكالمة..........وألقت بنفسها فى حضن والدتها وهى تبكى بشده

وميضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن