الفصل الثالث عشر

257 23 0
                                    


الفصل الثالث عشر
استيقظت ندى مرة اخرى لتجد
مريم وشهد بجوارها...... تلفتت لتبحث عن سيف فلم تجده فخيل اليها انها كانت تحلم بوجوده  جوارها....
قالت مريم /شدى حيلك ياندى بقى مش كده.
شهد /يابنتى فوقى كده وفوضى امرك لله...... ثم اردفت
دا حتى سيف ماسابكيشى  ولا لحظه من انبارح.
قالت ندى وهى تجاهد لتنشيط عقلها / اومال هو فين سيف؟
شهد /هو خرج ووصانا عليكى قبل ما يمشى وقال مش هايطول.
مريم /ياندى يا حبيبتى الدنيا مش هاتقف.... اجمدى كده انتى طول عمرك جدعه.
قالت ندى والدموع تغرق وجهها/مش قادرة يامريم..... مش عا.....
قطع حديثها دخول سيف وبصحبته والده بعد أن طرقا الباب
د. صالح/السلام عليكم.....
رددن السلام جميعهن.... فقال
/إزيكوا يابنات؟
فرددن الحمد لله
قال ازيك يا ندى  دلوقتى؟ ... عامله إيه يابنتى؟
اجابته ندى بصوت متحشرج من أثر البكاء/الحمد لله يادكتور
قال لها وهو يقترب ليجلس بقربها ويضع كفه على كتفها/لا بقى دكتور دى زمان انما دلوقتى انتى مرات ابنى ياعنى
تقوليلى يابابا والا انا مانفعش ابقى بابا؟
قالت وهى ماذالت تبكى /العفو حضرتك تشرف اى حد.
قال لها :
/خلاص يبقى من النهارده انا بابا صالح وانتى بنوتى الحلوه.
نظرت له نظرة امتنان وحركت رأسها بالموافقة
تكلم سيف أخيرا وقال / ازيك ياندى؟
قالت /الحمد لله..... ثم اردفت
انا متشكرة جدا لحضرتك.... البنات قالولى انك فضلت جنبى انبارح طول الليل انا مش عارفه اشكرك ازاى..... حضرتك تعبت نفسك جدا.
قال سيف /أولا  أنا ماعملتش غير اللى المفروض يعمله أى  راجل فى الظروف دى مع مراته ... ثانيا  إيه كمية حضرتك اللى قولتيها دى؟ هو  فى واحده تقول لجوزها حضرتك بردو......
احمرت وجنتاها ولم تعقب.
قال د. صالح لمريم وشهد /معلش يابنات ممكن تلموا حاجة ندى اللى فى المستشفى عشان هاتروح النهارده.
قالت ندى وهى تبكى
/انا مش هامشى من هنا مش عاوزه اروح البيت من غير ماما وانفجرت بالبكاء.
قال سيف /ومين قالك انك هاتروحى بيتكم؟ انتى هاتيجى البيت عندنا تعيشى معانا أنا وبابا وعمرو.
قالت ندى بإعتراض/لا مش هاقدر أجى عندكم البيت.
قال سيف/
هو أنا باعزم عليكى؟
ياندى مش هاينفع تعيشى لوحدك.... وإحنا كاتبين الكتاب
يعنى شرعا انتى مراتى وأنا أخلاقى ماتسمحش إن مراتى تعيش لوحدها.
تدخل والده لتلطيف الحوار
/ياندى يابنتى أنا كمان باطلب منك إنك تيجى تنورى بيتى هاتعيشى معانا معززه مكرمة
إحنا عايشين لوحدنا بعد ما مامة سيف إتوفت.... صحيح فيه ست بتيجى تنضف وتطبخ مرتين فى الاسبوع بس البيت مافيهوش روح يعنى إنتى هاتيجى تنوريه وتبقى
تحت رعايتى وحمايتى انا وسيف  لحد ماتخلصى دراستك وتتخرجى وساعتها ابقى قررى هاتعملى إيه؟ نظرت ندى لصديقتيها اللتان كانتا لا يقلان عنها ارتباكا......
قالت شهد بإندفاع /بس ندى مش شويه عشان تروح بيت جوزها كده من غير فرح!
قال سيف بعصبيه /أنا ماقولتش كده.
تدارك والده  الموقف وقال/ طيب معلش يابنات ممكن تيجوا معايا مكتبى نشرب حاجه على ماسيف وندى يتفاهموا براحتهم.
تقدمت مريم بالخروج فورا أما شهد فكانت تتحرك ببطئ وهى تنظر لندى حتى تأخذ منها الموافقه على تركها بمفردها مع سيف.
أشارت لها ندى بالذهاب فإنطلقت للحاق بمريم والدكتور صالح...... أما سيف فإقترب من ندى..... وجلس على نهاية الفراش وقال/إسمعينى كويس يا ندى...... أنا لما طلبت منك تيجى عندنا البيت كان عشان خايف عليكى تقعدى لوحدك
وده مش معناه اننا نتمم الجواز
لأ... إنتى هاتعيشى معانا فى البيت ليكى أوضتك المستقله
إنتى عارفه طبعا إن جوازنا كان
فى ظروف غريبة..... والحقيقة إننا تقريبا مانعرفش بعض.....
فأنا شايف أن وجودك معانا فى البيت هايكون فرصة كويسه إننا نتعرف على بعض أكتر
وكمان أبقى مطمن عليكى
وأوعدك  إنك بمجرد ماتتخرجى وتبقى قادرة تواجهى الحياه لوحدك ساعتها ليكى مطلق الحريه انك تختارى
ننفصل بهدوء  وساعتها هاتخدى حقوقك كامله
أو تختارى نكمل مع بعض......  وقتها هاعملك  فرح وبيت مستقل وكل اللى المفروض يتعمل.
بس عاوزك تعرفى حاجه مهمه
انا وعدت  والدتك إنك أمانه فى رقابتى وانبارح وعدتك  انى هافضل دايما جنبك وقت ماتحتاجينى هاتلاقينى..... مهما كان إختيارك قولتى إيه؟
كانت ندى تستمع له وهى غارقة فى احساس غريب لا تعرف تصنيفه.... خليط من الامتنان والإعجاب والخوف
ترى فى عينيه لمحة انكسار تظهر للحظات ثم تختفى خلف قناعه الجامد الخالى من التعابير......
انتبهت على سؤاله لها فقالت /
طيب الناس هاتقول ايه؟
قال لها /الناس هاتقول انك قاعده فى بيت جوزك.
فكرت قليلا ثم قالت /طيب لو رفضت اجى البيت عندكم؟
قال /أخلاقى ماتسمحليش انى اتخلى عنك فى الظروف دى وكمان مش هاسمح لمراتى تعيش لوحدها وخصوصا انها ممكن تكون  معرضه للخطر فى اى وقت.... عشان كده الاختيار مش إنك تيجى تعيشى معانا والا لأ... الاختيار إنك بعد ما أطمن عليكى وعلى مستقبلك
هاتفضلى معانا والا هاتختارى تبعدى.
ظلت ندى صامتة لبعض الوقت
ثم قالت/ معلشى هو حضرتك بتعمل معايا كده ليه؟ ليه بتساعدنى كده؟
قال/أولا لأنى عمرى ماتأخرت عن حد محتاج المساعده....
ثانيا... مش عارف ليه حاسس انك مسؤله منى من أول يوم شوفتك فيه.... فقولت يمكن تكون دى إشارة يمكن تكونى
الإنسانه اللى هاتصالحنى على الدنيا من تانى.
قالت /مش فاهمه... إشارة إيه وصلح ايه؟
قال ليشتت انتباهها لانه شعر أنه تكلم أكثر من اللازم /مش وقته ياندى الكلام ده.... شوفى هاتعملى ايه؟
قالت وقد نجح فى جذب انتباهها بعيدا عن كلامه السابق/ معاك حق انا هاجى أعيش معاكم.... لأنى بصراحه مش هاقدر ادخل البيت من غير ماتكون ماما فيه ثم أجهشت فى البكاء.

وميضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن