الفصل الحادى عشر
مرت عدة أيام......
كان سيف خارج القاهرة يتابع
أفراد الامن التابعين لشركته
فى مدينه من المدن الساحليهلم يحاول الاتصال بندى لكنه كان يهاتف والدتها يوميا للاطمئنان على حالتها الصحيه... والتى كان من الواضح انها تتأخر باستمرار
كانت دائما ما توصيه بندى خيرا وهو كان يطمئنها ويتعلل عن عدم زيارتها بانشغاله بالعمل
خارج العاصمه..... فكانت أمال تدعو له دائما بالسعادة وصلاح الاحوال....... وكانت دعوتها له تشعرة بالراحة وانشراح الصدر
الى ان اتى يوم......... استيقظ
فيه سيف على اتصال هاتفى من والده يخبره بوجوب الحضور لدخول والدة ندى فى مرحلة الاحتضار...... فزع سيف بشده
فقد كان فى تلك المده القصيرة قد تعلق بأمال وأحبها.........
عاد سيف على وجه السرعة
وتوجهه الى المستشفى مباشرة.... ليجد والده يحاول تهدئة ندى وابعادها عن والدتها كانت ندى فى حالة انهيار شديده وهى تنادى على والدتها... التى من الواضح انها فارقت الحياه.......
وتقول /ياماما ردى عليا بالله عليكى...... ياماما انتى عارفه انى ماليش غيرك ماتسيبينيش لوحدى...... ياماما انتى وعدتينى انك مش هاتسبينى زى بابا..... طيب قومى وانا
مش هاعيط انا هاسكت اهو بس قومى عشان خاطرى ......
عشان خاطر ندى حبيبتك.....
اخذت تردد ذلك وهى تحتضن والدتها..... وتبكى بشده
كانتا شهد ومريم تبكيان بشده و تحاولان تهدئة ندى ايضا دون جدوى
فأمر د. صالح احدى الممرضات
بإعطائها إبره مهدئه حتى لا تصاب بالانهيار العصبى......
نامت ندى بعد ان سرى مفعول الأبره فى جسدها....... فحملها سيف برفق شديد ليضعها على الفراش بغرفه جانبيه وطلب من صديقتيها الانتباه لها......
ثم ذهب ليقوم بإنهاء اجراءات الدفن............. اعد كل شئ ثم عاد الى ندى التى كانت على الفراش نصف راقده وهى تبكى بوهن فى صمت وصديقتيها بجوارها تبكيان ايضا فى صمت
طلب من صديقتيها الانتظار خارج الغرفه...... ثم اقترب من ندى.... وجلس امامها على طرف الفراش..... ثم قال لها
/انا عارف انك انسانه مؤمنه وعارفه كويس ان والدتك ان شاء الله فى مكان أفضل من هنا..... وبعدين هو قطر و كلنا راكبينه وكل واحد بينزل لما محطتته تيجى...... فاحتسبى واسترجعى..... وبعدين لو كانت الدنيا تستاهل كان سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام كان فضل عايش فيها ماكنش مات...... وهو مافيش حد اعز على الله منه فى البشر
اهدى واستعينى بالله وادعيلها.
نظرت له ندى بعيون غارقةفى الدموع وقالت /بس هاتوحشنى قوى.... دى وحشتنى من دلوقتى......انا بقيت فى الدنيا لوحدى من بعدها....... ثم سرت رعشه قويه فى جسدهاوتعالى بكاؤها وشهقاتها.......
وقالت /انا بردانه قوى اخذ جسدها فى الانتفاض
ارتبك سيف للحظه ثم دون شعور منه ضمها الى صدره واخذ يربط على رأسها وظهرها حتى شعر بها تهدأ قليلا
فقال /ماتخافيش يا ندى انا جنبك ومعاكى مش هاسيبك انا هابقى أمانك طول ما انا عايش وده وعد منى...... وظلا على هذا الوضع عدة دقائق......حتى شعر سيف بهدوء ندى وبثقل جسدها
فازاحها ليجدها ذهبت فى ثبات
من اثر المهدئ والبكاء.....
وضعها برفق ودثرها جيدا ثم انصرف ليكمل اجرائات الدفن والتى تمت فى هدوء و حزن شديد..... بوجود عدد كبير من جيران أمال وزملائها فى العمل
الذين شهدوا لها جميعا بالطيبه وحسن الخلق.
ظلت ندى طوال اليوم بالمستشفى كلما أفاقت تبكى بشده وتنادى على والدتها......
فيعطونها مهدى واوصلوا لها محاليل وريديه حتى لا يحدث لها هبوط في الدورةالدمويه
كانتا صديقتيها بجانبها تبكيان حالها ووالدتها التى كانت بمثابة
ام لهما.
عاد اليها سيف مرة اخرى ليطمئن عليها فوجدها نائمه فاكتفى بسؤال صديقتيها عن حالها.......
خرج من الغرفة ليجلس امامها
على كرسى من الكراسى الموضوعه لانتظار مرافقين المرضى.......
بعد عدة دقائق جاء عمرو وسامح ليجلسا بجانبه ... ربط عمرو على ظهره وقال/ كان يوم طويل قوى يالا نرووح ياسيف.....
عشان ترتاحلك شويه انت جيت من السفر على هنا مارتحتش..... تعالى نروح ونيجى بكرة ان شاء الله.
قال سيف /روحوا انتم انا هبات هنا.
عمرو باندهاش / تبات هنا ليه ياسيف....؟وجودك زى قلته.
قال سيف بنبره حاسمه /انا مش هاسيب مراتى لوحدها..... قوم روح
انت وهو وابقى قول لبابا ياعمرو عشان مايقلقش..... ثم تذكر.... اه صحيح استنى هابعتلك البنتين صاحبات ندى توصلوهم....
الوقت اتأخر.
دخل سيف الغرفه بعد ان استأذن وطلب من شهد ومريم ان تنصرفا واخبرهما ان اخوه وصديقه سوف يوصلهما لبيوتهما
اعترضن فى البدايه الا ان سيف أصر و اخبرهما ان الوقت قد تأخر وانهما قد يتعرضا للخطر فى الطريق... فاقتنعتا وانصرفتا الى حيث عمرو وسامح بالخارج
اغلق سيف الباب خلفهما جيدا ثم خلع سترته وتمدد على الاريكه بمقابلة ندى..... وهو يقول لنفسه /ياترى ياندى الدنيا مخبيالى ايه معاكى؟ ..... انا وعدتك انى هافضل جنبك بس هل انتى هاتفضلى جنبى ولا هاتهربى لما تعرفى الحقيقه؟
انا هاحاول ماتعلقش بيكى
عشان لماتقررى تسبينى مايكونش الالم شديد..... شعر بغصه فى حلقه فازدرد لعابه بصعوبه وتنهد واغمض عينيه لاستجلاب الراحه التى هى بعيده كل البعد على شخص قلبه يتألم.