الفصل الرابع عشر
//بعد مرور اسبوعين
كانت ندى قد تأقلمت بعض الشئ على الحياة مع أسرتها الجديده لكنها مازالت تعتبر نفسها ضيفة عليهم فكانت تقضى معظم الوقت بالغرفة التى خصصها لها د. صالح..... والتى كانت ملحق بها حمام داخلى......فكانت تخرج منها عندما يستدعيها د. صالح لتناول الطعام فقط......
كانت واجمة طوال الوقت لاتتحدث الا للرد على كلام موجه لها...... وكان عمرو ووالده يحاولان إخراجها من حزنها ببعض المزحات بينهم والتى كانت تقابل بإبتسامة شاحبة منها أو يقوم د. صالح أحيانا بإشراكها معه فى إعداد طبخة ما وإدعائه بعدم معرفة الوصفة.....كانت تعلم جيدا أنه يدعى ذلك لعلمها المسبق من كلام عمرو أمامها أن والده يعشق الطبخ ويجيده بشده
إلا انها كانت تسعد بمشاركته
وبمحاولته لإخراجها من حزنها
أما الجامعة....... كانت لاتذهب اليها إلا لحضور سكاشن العملى فقط أما المحاضرات فكانت تآخذها من مريم عن طريق الهاتف.... وكان عمرو يقوم بتوصيلها بناءاً على أمر مباشر من سيف... أما سيف نفسه فكان معظم وقته يقضيه خارج البيت إما فى العمل أو مع صديقه سامح.... وإذا حدث وإلتقيا على مائدة طعام كان يكتفى بسؤالها كيف حالك بوجه خال من التعابير... لتجيب هى أن الحمد لله...... كانت تشعر انه يتعمد عدم الالتقاء بها بل ويتعمد تجنبها أيضا!
وبالرغم من أنها كانت تحاول شغل معظم وقتها فى الاستذكارأو محادثة صديقتيها هاتفيا إلا أنها كانت دائمة التفكير فيه...... كانت تحدث نفسها بأنه بعد مافعله معها أثناء وفاة والدتها أصبحت لا تراه مخيفا كما فى السابق... بل أصبحت تراه رمزا للرجولة والشهامة ولاحظت مؤخرا أنه أصبح لديها فضول غريب تجاهه بل إنها بدأت تتتبع أخباره بلهفة عندما تأتى سيرته أمامها بين والده وأخوه .... لكنها لاتستطيع حتى الان توصيف مشاعرها تجاهه ......لما يؤلمها تجاهله لها؟.... ماتفسير تلك النظرة التى تراها فى عينيه عندما ترفع نظرها اليه فاجأه؟...... كيف يفكر هو بها؟....... كانت هذه الأسئلة تدور بعقلها دون إجابات.
هى لم تشعر للحظة انها غير مرغوب بها..... لذلك بدأت تحاول
أن تتصرف بود أكبر معهم كرد للجميل.........
قررت أن حزنها لها وحدها أما هم فلا ذنب لهم أن يتحملوا وجومها أكثر من ذلك... عليها رفع العبئ عن كاهلهم قليلا
حتى سيف لا يستحق منها سوى كل خير.......
رغم أنها لا تعلم لما هذه المعامله الجافة؟
لكنها باتت متأكده أن سيف... لن يمر بحياتها أبدا مرور الكرام.
***************
//فى الجامعة عند شهد....
كانت تلاحظ وجود عمرو كل يوم أمام باب كليتها ماعادا الايام الذى يقوم فيها بتوصيل ندي..... كان يقف
بعيداً يستند على سيارته.......
ينظر اليها حتى تستقل سيارة النقل الجماعى التى تقلها يومياً الى منزلها..........
بعد ان عادت الى منزلها وانفردت بنفسها..... حدثت نفسها/وبعدين بقى فى أبو طويله ده هو عايز إيه منى .... هو فاكرنى واحده من الاشكال اللى يعرفهم؟
_طيب وأنا إيه اللى يأكدلى أنه يقصدنى أنا مش يمكن بييجى لحد من أصحابه؟
_بس دا بيبقى مركز معايا جدا
ومش بيبقى معاه حد بيبقى واقف لوحده؟
_وبعدين بقى؟ أنا هادوش دماغى ليه؟ ماهو حر يقف مكان ماهو عايز أنا شاغله نفسى ليه؟
ثم حركت رأسها وقالت روح بقى من دماغى يا أخى زهقتنى
دخلت أختها عليها وهى تفعل ذلك فقالت/ بت يا شهد انتى بتكلمى نفسك؟! والله كنت عارفه انك مجنونه ههههههه
قالت شهد/مجنونه! أنا مجنونه
ثم إقربت من أختها وهى تقول هاوريكى المجنونه دى هاتعمل إيه وقامت بعضها من ذراعها..... صرخت أختها وهى تنادى على والدتهما
/الحقينى ياماماااااااااا
أتت أمهما مسرعة ثم قالت بخيبة أمل بعد ان رأتهم يجريان وراء بعضهما /عوض عليا عوض الصابرين يارب...... يالا يابت منك ليها ورايا ع المطبخ زمان ابوكوا على وصول والاكل لسه ماخلصش....... ثم انصرفت تتبعها الفتاتان وهن يدفعن بعضهما.****************
كان سيف يجلس مع صديقه سامح فى إحدى الكافيتريات
قال سامح بفرحة /الواد أمير كلمنى النهارده وبيقول إنه هاينزل الشهر الجاى.
قال سيف /بجد؟ والله
وحشنى ال...... بقاله سنتين مانزلش.
(أمير صديقهم الثالث يعمل مدرس بالخارج... أسمر البشره لديه شعر خفيف فى مقدمة رأسه أقرب للصلع قصير نسبيا مسيحى... متزوج من ماجى من سبع سنوات وليس لديهما أبناء.)
قال سامح /ما أنت عارف ياسيف مابيحبش ينزل عشان أهله بيضايقوا مراته عشان موضوع الخلفه.
تنهد وقال سيف /أيوه عارف... ربنا يرزقهم بالذريه.
قال سامح /اللهم آمين...... المهم
إنت أخبارك إيه؟
قال سيف/عادى يعنى مافيش جديد.....
سامح/يا سيف ماينفعش كده إنت بتهرب منها والا من نفسك؟
سيف /من الاتنين....... أنا لسه مش قادر أتقبل وجودها فى حياتى.
سامح /إنت خايف ياسيف... خايف تقرب عشان ماتنجرحش تانى.... إدى لنفسك فرصه وإديها هى كمان فرصه البنت شكلها بنت حلال ماتخسرهاش ياسيف.
قال سيف منفعلا /خلاص ياسامح قفل على الموضوع ده أنا مش عاوز اتكلم فيه...
ثم إنتفض واقفا وقال أقولك أنا ماشى.......
سحبه سامح من يده وأجلسه مجددا وقال / أقعد بس ياسيف أنا ماقصدش خلاص ياسيدى مش هاتكلم خالص.
جلس سيف دون ان يجيبه ثم
أخرج علبة سجائره وأشعل واحدة وأخذ يدخنها فى صمت.
قال سامح /باقولك إيه أنا هاطلب أكل تاكل معايا؟
كان سيف يشعر بالجوع فعليا فقال بهدوء/هاناكل إيه؟
سامح/أنا هاطلب مكرونه فرن وحواوشى.. ورز بلبن عشان أعرف أتعشى فى البيت... إنت هاتطلب إيه؟
رفع سيف حاجبيه بإندهاش وقال / لسه هاتتعشى فى البيت؟
سامح/أومال أفوت المسقعه بتاع أمى؟ إنت حصل فى دماغك حاجه؟ أبدا لن يكون.
ابتسم سيف ابتسامه من ابتساماته العزيزه جدا وقال/أنا هاطلب شاورمه.
قال سامح وهو يتلمظ/ياسيدى
خلاص هاطلب شاورمه معاك.
قال سيف /يعنى كانسلت الحوواشى والمكرونه؟
سامح /ياعم لأ كانسلت إيه بس صلى على النبي ياعم..... ثم نادى على النادل وطلب منه ما إتفقوا عليه.