فى سيارة سامح....... كان يقود السيارة و عمرو يجلس بجانبه
وكانتا الفتاتان تجلسان فى المقعد الخلفى يغطى وجهيهما الحزن
نظر عمرو لشهد وقال /البقاء لله يابنات شدوا حيلكم
بادلته شهد النظرات ولم تنطق بكلمه.
فتداركت مريم وقالت /الدوام لله متشكرين قوى.
فاسرع سامح يقول /انتوا صاحبات الدكتورة ندى من زمان؟
قالت شهد تخاطبه /احنا جيران ومتربيين سوا حضرتك.
رفع عمرو حاجبه وهو ينظر اليها فى مرأة السيارة.
اكمل سامح حتى لاتضيع فرصة التعارف....
/وبتدرسوا معاها فى نفس الكليه؟
اجابت مريم هذه المرة /انا معاها فى صيدله لكن شهد فى تربيه؟
ابتسم عمرو ابتسامه خفيفه بداخله وقال اسمها شهد وتدرس بكلية التربيه اذا.
بعد عدة دقائق....... كانوا قد وصلوا
فقالت شهد/على فكرة لولا الوقت متأخر فعلا و استاذ سيف أصر انكوا توصلونا عمرنا ماكنا ركبنا معاكوا.
قالت مريم وهى تنظر لشهد نظرة غضب /هى قصدها اننا متشكرين على التوصيله...
عن اذنكوا...... ثم سحبت شهد ورائها وانصرفت.
انطلق سامح بالسيارة.... وبعد وقت يسير قال له عمرو وهو ينظر اليه و يضيق عينيه
/اي ياهندسه هى الصناره غمزت وهانفرح بيك قريب ولا ايه؟
قال سامح بارتباك/قصدك ايه؟قال عمرو /قصدي ايه؟ دا انت مانزلتش عينك من على البنت اللى اسمها مريم من ساعة ماركبت العربية؟ طلعت مش سهل ياهندسه وغمز له بعينه.
خبطه سامح على رأسه بيده وقال له /ولااااا خليك فى حالك احسنلك.
قال عمرو /ماشى ياعم الله يسهلوووو.
قال سامح/ يسهلوووووو... ياأخى اتنيل...... اتنيييييييل.
ضحك عمرو على سامح ولم يعلق لانه كان يفكر فى الجنيه الصغيره.//اما عند البنات......
فكانت مريم فى غرفتها تستلقى على فراشها بملابسها دون ان تبدلها...... تفكر فى هذا الشاب التى تشعر انها تنجذب اليه من
يوم أن رأته وقت عقد القراناما بالنسبه لشهد...... فكانت تجلس مع والديها واختها وخطيب أختها بردهة منزلها حيث كان الجميع يتبادلون الاحاديث الا انها كانت شارده مرة تفكر فى ندى وماحل بها ومرة اخرى فى عمرو.
//فى اليوم التالى
فتحت ندى عينيها وهى لا تزال بين النوم واليقظه كانتا عينيها تؤلمانها.... وجسدها متصلب نظرت حولها لتجد سيف يتمدد على الاريكه التى أمامها....... ففزعت فى بادئ الامر الا ان استعاد عقلها احداث اليوم السابق فانقبض قلبها من الحزن ونزلت دموعها بدون صوت لتغرق وجهها.....
إن شعورك عند اول استيقاظ من النوم بعد فقد عزيز عليك
واكتشاف انه ليس حلم بل واقع مرير لا محالة منه.... هو احساس من اصعب مايكون.
نظرت ندى لسيف وهى لا تدرى لماذا هو نائم هكذا...... لكن عقلها ليس فى حاله تسمح له بالتحليل هى تشعر انها تائهه
كأنها تقف على ارض رخوه لاتستطيع الوقوف بإتزان عليها
لذلك ظلت تبكى والدتها فى صمت غير عابئه بمن جاء او رحل بجانبها.
بعد دقائق قليله تململ سيف فى نومته فتنبه الى صوت بكائها المكتوم....... فاستيقظ دفعه واحده.... وجلس وفرك عينيه ثم ذهب وجلس بجوارها وقال/اهدى ياندى.... طيب انتى ليه ماصحيتنيش اول ماصحيتى.....
ربط على كتفها وقال /كفايه ياندى لو سمحتى......
اندفعت ندى فى البكاء بشده وهى تقول... ماما ماتت ماما ماتت.. وظلت تردد هذه الجمله
حتى طلب سيف من احدى الممرضات اعطائها مهدئ مرة اخرى..... فنامت ندى والدموع تغرق وجهها.
وجد سيف والده يدخل عليهما
لينظر لندى ويسأل سيف /لسه بردو منهاره؟
سيف /ايوه يابابا ومش عارف اعمل لها ايه؟
قال والده /ماتقلقش هى بس عشان متعلقه بوالدتها قوى
اول ماتصحى هاجى واتكلم معاها وان شاء الله تهدى
ثم سأل سيف /انت مش هاتروح شغلك.؟
قال سيف /هاروح ساعه كده اظبت الدنيا واجى بس مش هامشى غير لما صاحبات ندى ييجوا.
قال والده /همه بره وطلبوا منى اشوفك صحيت عشان يدخلوا لندى.
قال سيف /طب كويس قوى هامشى انا بقى دلوقتى وحضرتك تابع ندى على ماجى لو سمحت.
قال والده /ماتقلقش ياسيف روح شغلك وانا وصاحباتها معاها.
انصرف سيف...... فقال والده لنفسه/يارب ياسيف يكون اللى باتمناه اتحقق وتكون ندى هى تذكرة رجوعك للحياه من تانى.
ثم ذهب لمواصله عمله فى المستشفى بعد ان سمح لشهد ومريم بالمكوث مع ندى.