الفصل السابع والعشرون
//أبلغ حسن شقيق مريم سامح
بموافقة مريم عليه..... فطار فرحا...... وطلب من حسن جلسة لتعارف الأهل لتحديد موعد لشراء الشبكة ولتحديد يوما لحفل الخطوبه وعقد القران والإتفاق على التفاصيل....... وقد كان
وتم الإتفاق على عمل حفل صغير فى منزل مريم خلال إسبوع على أن يكون حفل الزفاف حفلا كبيرا.//كان عمرو يخط السطور الأولى فى حياته الجديدة بعيدا عن أصدقاء السوء مستعيضا عنهم بأخيه الذى هو صديقه فى نفس الوقت والذى كان غيابه المفاجئ سببا فى ما وصلت إليه حياته من إستهتار وتفريط فى حق الله..... ثم عاد إليه أخيه مرة أخرى ليكون بجانبه فى أصعب أيام حياته ليشد عضده........
بدأ عمرو البحث والدراسة فى
أمور دينه الذى كان لايعلم
عنه سوى القشور...... فأصبح أكثر إلتزاما وتعقل وإنشرح صدره للعلوم الشرعية فقرر دراستها بشكل أكاديمى.....
إكتشف عمرو أن مامضى من عمره لم يكن حياة بل كان موات... وأحب حياته الجديدة وأقبل عاليها........
************
//دخل سيف إلى المطبخ
فوجد ندى تقوم ببعض الأعمال
فهم أن يخرج..... فقالت ندى
/خير ياسيف كنت عاوز حاجة؟
سيف بعصبية/كنت عاوز أعمل قهوة.
ندى بإبتسامه /بس كدا.... وعندك واحد قهوة على الريحه
وصايه لسيف باشا اللى منورنا
النهارده.
إبتسم سيف بإندهاش من تصرفها..
شهقت ندى وقالت/حاسب ياسيف!
سألها سيف بفزع وهو يلتفت حوله /أحاسب من إيه؟
قالت وهى تضحك بصوت عال /حاسب ماتبتسمش...... أحسن ماتعرفش تكشر تانى.
عقد سيف حاجبيه ونظر لها بغضب.... ثم إنصرف وهو يقول بصوت غير مسمع لها....
/أنا غلطان إنى وقفت وإتكلمت معها.... حتى وصل إلى غرفته
فدخلها وأغلق بابها ثم بعد قليل إبتسم وقال/البنت دى مجنونه وهاتجننى معاها.
بعد عدة دقائق......
طرقت ندى باب غرفة سيف وهى تحمل صينيية بها القهوة وقتعتين من كيك البرتقال.
فتح سيف الباب وهو ممتعض
لتقول له ندى بإبتسامه رقيقه
/إتفضل القهوه.
قال سيف/متشكر غيرت رأيى مش عاوز قهوه.
قالت / ماتبقاش قفوش بقى على فكرة أنا ماكنتش أقصد أضايقك أنا كنان قصدى أضحكك عشان تخف التكشيره شويه .
قال /قفوش!.... لأمش هابقى قفوش خلاص....
ثم تناول منها ماتحمله وهو يقول....
/متشكر.
قالت /العفو...... ثم وقفت على أطراف أصابعا ومالت قليلا لتهمس بجانب أذنه...وتقول
/أصل بجد إبتسامتك حلوه قوى... تجنن.
ثم إنصرفت مسرعة من أمامه
وتركته مأخوذا بكلماتها....
ظل على حاله هذا عدة ثوانى
حتى إستجمع عقله ليقول/لأ كده مش هاينفع خالص.... أنا مش قادر أكمل كده لازم
أتصرف و أبعدها عن حياتى فى أسرع وقت.//كانت شهد فى حالة نفسية سيئة كانت لاتكف عن التفكير فى عمرو ولوم نفسها على رفضه....... وفى نفس الوقت تقدم لخطبتها شاب من نفس منطقتها السكنية.... كان طبيبا بيطريا معروف عنه حسن الخلق ومن أسرة طيبة السمعة
وقد لاقا طلبه ليدها إستحسانا وترحيبا كبيرا من والديهاوأختها...... فى حين طلبت شهد منهم إعطائها مهلة للتفكير وعمل إستخارة......
لكنها كانت من داخلها تعلم أنها لن تقبل الارتباط بشخص وهى مازالت تفكر فى آخر....... وقد أخبرت صديقتيها بتقدم خاطب لها وبأنها قامت برفضه فدار هذا الحوار بينها وبين ندى فى الهاتف....
ندى / وبعدين ياشهد هاتفضلى ترفضى العرسان لحد إمتى ممكن أعرف إنتى عايزه إيه بالظبط؟
شهد بحزن/ولا حاجه ياندى أنا بس مارتحتلوش؟
ندى /إنتى لسه بتفكرى فى عمرو صح؟ قولى الحقيقه.
قالت شهد بيأس / أيوه يا ندى لسه بافكر فيه..... إرتاحتى؟
بافكر فيه مش عارفه أخرجه من تفكيرى.... ومش قادره أدخل حد تانى حياتى.... بقيت حاسه إنى زى المتربطه بحبال
لاعارفه أفكها ولاعارفه أعيش بيها..... ثم إنفجرت فى البكاء
أسرعت ندى تقول /طيب إهدى ياشهد أرجوكى.... ظلت ندى تحاول تهدئتها مده ليست بالقصيرة حتى هدأت قليلا....
فقالت ندى / إسمعينى كويس ياشهد... أنا كنت عايزه أكلمك
من فتره بس قولت أما أتأكد الاول.....
شهد/تتأكدى من إيه؟
ندى /بصى ياستى.... عمرو من يوم ما طلب منى أكلمك وهو حاله إتغير خالص... بصراحه ياشهد بقى واحد تانى... بقيت أشوفه بينزل يصلى كل الفروض فى المسجد حتى الفجر.... وعرفت كمان إنه بيحاول يدرس علم شرعى وحقيقى أنا كنت مستغربه ولما سألته قالى إنه كان عايش من غير هدف وأخيرا لقى معنى لحياته لما قرب من ربنا.
قالت شهد بفرحه ودموع معا
/بجد ياندى الكلام ده؟
ندى /أه والله زى مابقولك كده. كده.
شهد/وماسألتهوش إيه سبب التغير؟
ندى /الصراحه لأ.
شهد /طب والبنات؟
ندى /يابنتى باقولك إلتزم.
شهد/طيب تفتكرى لسه بيفكر فيا؟
ندى /مش عارفه؟ بس هو إنتى
غيرتى رأيك والا إيه؟
شهد/والله لو زى مابتقولى كده
يبقى أغير رأيى طبعاً أنا ماكنتش أتمنى أكتر من كده.
قالت ندى /يعنى أجسلك نبضه؟
شهد بخجل /ماشى.
أنهت شهد مكالمتها مع ندى ذهبت لوالدتها لتخبرها برفضها
للشاب الذى ينتظر ردها..... فهى فى كل الأحوال كانت سترفضه
لكنها كانت تماطل عسى أن تقنع نفسها بنسيان عمرو..... وهذا مالم يحدث.أما ندى بعد أن أنهت المكالمه ذهبت مباشرة إلى غرفة عمرو
وقامت بالطرق على بابها.....
فهتف هو من الداخل /إدخل ياللى بتخبط.
قالت /أنا ندى ياعمرو.
بعد لحظات فتح لها عمرو الباب وهو يقول /خير ياندى فيه حاجه؟
قالت/كنت عايزه أتكلم معاك ينفع؟
قال /طبعا ينفع تعالى نقعد.... وتحرك متجها لغرفة المعيشه وهى خلفه..... وبعد أن إستقرا
سألها بقلق/خير ياندى؟
قالت/بص ياعمرو من غير لف ولا دوران كده إنت لسه عايز ترتبط بشهد؟
قال بلهفه/بتسألى ليه ياندى؟ هى كلمتك عنى ؟
ندى /بصراحه ياعمرو أنا كنت باتكلم مع شهد من شويه وقالتلى إن فيه واحد متقدملها و أنا شايفه إن بعد التغير الى حصلك ده وإلتزامك لو إتقدمتلها تانى هى
أكيد هاتوافق وخصوصاً إنى حسيت من كلامها لما كنت باقولها عليك إنها مش رفضاك إنت هى كانت رافضه تصرفاتك بس...... والحمد لله إنت إتغيرت للأحسن.
قال /وهى موافقه على اللى متقدملها ده؟
ندى /هى ماتقدرش توافق عليه وهى بتفكر فى حد تانى ياعمرو.
عمرو بلهفه / إنتى تقصدى إنها بتفكر فيا ياندى؟
ندى بإبتسامه /وكل لبيب بالإشارة يفهم يا أخ عمرو.
نهض عمرو قال بفرحة /بجد ياندى .......
يعنى لو إتقدمتلها تانى هاتوافق؟
ندى /إن شاء الله ياعمرو ربنا يجمع بينكوا بالحلال ويسعدكوا.
قال/يارب ياندى يارب.
فى هذه اللحظه عاد سيف من عمله فسمع أصوات تأتى من غرفة المعيشة فتوجه إليها مباشرة و دخل عليهما... وألقى السلام.... فإندفع إليه عمرو وقال له بلهفه/سيف.... أنا عايز أخطب ياسيف.
قال سيف بإبتسامه/ ياسلام دا يوم المنى ياحبيبى... بس عايز تخطب مين؟
عمرو/شهد.... عايز أخطب شهد ياسيف.
قال سيف بإستنكار/مش دى اللى رفضتك؟
قال عمرو/لا ياسيف هى كانت رافضه تصرفاتى الغلط بس.
قال سيف/وإنت عرفت منين إنها مش هاترفضك تانى؟
عمرو /ندى إتكلمت معاها.... وهى اللى عرفتنى.
نظر سيف لندى وقال بإستخفاف/والست ندى شغاله خاطبه الأيام دى.
تخضب وجهها بالأحمر من الغيظ وقالت /أهو بسللى وقتى معلش أصل جوزى مش فاضيلى...
ثم إنصرفت مغاضبة.
نظر سيف فى إثرها بإندهاش من طريقة كلامها... فى حين قال عمرو/ماكنش يصح ياسيف تتريق عليها كده.
قال سيف /سيبك إنت..... ها كلمت بابا والا أكلمه أنا؟
عمرو /لا لسه ماكلمتوش بس هاكلمه أول مايرجع من الشغل إن شاء الله......
سيف /ماشى تمام إبقى عرفنى
هاتتفقوا على إيه؟
عمرو /حاضر ياسيف بس صالح ندى عشان خاطرى.
سيف/ربنا يسهل.... ثم تحرك إلى غرفته وهو يفكر فى وضع حد لما يحدث.... فاليوم حدثته
وكأنهما زوجين فعليين وهذا يعنى أنه يجب أن يحدثها حديث مباشر حتى يقطع عليها
حبل الأمل فى الإستمرار معه....