الفصل التاسع عشرسأل د. صالح ندى... عن قرارها بشأن إستمرارها مع سيف من عدمه
قالت ندى /أنا بحب سيف يابابا وحبى لسيف مش مشروط بصحه أو شكل أو حتى عمر...... أنا هاكمل مع سيف.... هاكمل وعارفه إن المشوار صعب..... بس سيف يستاهل......
تهللت أسارير د. صالح وربط على كتفها وقال
/كنت متأكد إنك هاتعملى كده لأنك نبته من أصل طيب......
بس لازم تكونى عارفه إنه هايحاول يبعدك عشان يهرب من إنه يضعف تانى و يهرب من إنه يعترف لنفسه بحبك.
ندى /طيب لو كان فعلا مش بيحبنى يابابا.....؟
قال لها/ يابنتى إنتى مابتشوفيهوش وهو راجع من الشغل ملهوف يسأل عليكى ولا لما بيقعد يوصى عمرو عليكى وهو بيوصلك أنا أبوه وبأكدلك إنه واقع لشوشته ..... طيب أقولك على حاجه؟ الرحله بتاع النهارده دى عملها علشانك مخصوص عشان تفكى عن نفسك شويه...... هو بس اللى مش قادر يصدق إنه ممكن يحب ويتحب تانى.... ودى بقى مهمتك..... إنك تغيرى ذكرياته السيئه دى بذكريات تانيه حلوه تجمعكوا.
ندى /طيب أنا المفروض أعمل إيه دلوقتى؟
د. صالح/إنتى هاتستنى هنا وأنا هاجيبهولك لحد عندك يصالحك
وكمان عايز أشوف رد فعله لما يعرف إنك سبتى البيت........
ندى /طيب ماهو ممكن ييجى يصالحنى عشان خاطر حضرتك بس.
قال لها /لأ ياندى سيف عمرة ماعمل حاجه غير لو هو عايز يعملها حتى لو أنا ضغط عليه وهو مش عايز يعملها هيلاقى حل يخليه مايعملهاش دا إبنى وأنا عارفه صدقينى............
ولما ترجعى معاه البيت هانعمل خطه إنك ماتديلوش فرصه أنه يهرب حاصريه بوجودك فى حياته
وأنا هبقى معاكى على طول ماتقلقيش.
ندى بتوتر/ أنا خايفه أفشل وساعتها هانجرح قوى يابابا.
د. صالح/لو إنتى بتحبيه بجد عمرك ماهتفشلى صدقينى....
ثم نهض وقال لها أنا هامشى دلوقتى وبكرة إن شاء الله هاجيبه وأجيلك عشان ترجعى البيت...
ندى /ماشى يابابا ربنا يخليك لينا يارب
إبتسم وربط على خدها وقال
/ربنا يبارك فيكى ياندى..... ثم إنصرف على وعد بالعوده.**كان سيف يقف بسيارته على هضبة المقطم مكانه المفضل عندما يريد الإنفراد بنفسه
كان عقله يدور فى دوائر سوداء مغلقه.... عن الغدر والخيانه والخيبة والإنكسار.....
كان شريط حياته يمر بذاكرته
كأنه فيلم سينمائى........ رأى نفسه وهو ضابط ناجح جدا....
خاطبا"لفتاة جميلة من أسرة كبيرة تحبه ويحبها أو هكذا تصور حينها.... رأى نفسه راقد على فراش المرض مبتور الساق وعاجز..... ورأها تقف أمامه بكامل زينتها تمزق قلبه ورجولته بدم بارد.......
رأى نفسه وهو يعيش بلا روح
ولا حياة............
ثم رأى نفسة وهو يعقد قرانه على ندى....
رأها وهى تبكى فى حضنه عند وفاة والدتها....
رأها كنسمة رقيقة هبت على صحراء حياته فبعثت فيها الحياة.....
رأى لقاؤه مع علا اليوم فى الباخرة.......وتعجب كيف كان يحب تلك المخلوقة فى يوم من الايام وشعر بالإشمإزاز يجتاح صدره عند تذكر نظراتها الجريئه له......
رأى ندى.... وهى تسأله عنها تذكر وهو يدفعها...... كيف فعل هذا بها كيف طاوعه قلبه........ كيف كان على قلبه غشاوة ليفعل ذلك......
حدث نفسه أنه لابد أن يعتذر لها.... لكنه أيضا لابد أن ينهى هذا الزواج حتى لا يكون سبب فى صدمتها فهى أرق من أن تكتشف أن زوجها مبتور القدم
يعيش بقدم صناعى.......
كما أنه يعلم جيدا أنه كلما مر وقت كلما تورط أكثر بتعلقه بها
وهو لا يريد أن يذبح مرة أخرى
منها بالذات..... إن إحساسه تجاهها لم يختبره من قبل حتى عندما كان مرتبط بعلا.......
إحساسه بندى مختلف تماما...
هو لايريد أن يأتيه الأذى من ناحيتها...... لا يريد أن ترفضه لعاهته وعجزه.... يريد أن يفترقا وهى لا تعلم شئ عن نقصه وعجزه.........ثم أنه لايعلم عنها أو عن مشاعرها شئ.... فمن الممكن أن تكون لا تزال متعلقة بخطيبها السابق وسأل نفسه... هل ندى كانت تحب محمد؟ أم كان إرتباط تقليدى؟
لم يصل لإجابة لأسئلته......
لكنه لا يستطيع أن ينهى زواجه بها الان......
لابد أن يطمئن على نجاحها وحصولها على وظيفة مناسبه.
كان يعلم فى قرارة نفسه أنه يتحجج لتطول فترة بقاؤه بجانبها... وفكر أنه لابأس من
من البقاء بجانبها لفترة وجيزه
مادامت نواياه طيبة ولكن عليه أن يضع بعض الحدود بينهما ......... فهى ليست لها أى ذنب فى شئ وليس عليها أى لوم.