استيقظت مروة مبكرا والتي وجدت نفسها بينا أحضان أختها التي تحب ، كان يبدو على سمر السهر و الأرق فهي لم تتذوق طعم النوم أبدا و هي ساهرة على راحة اختها ، عندما رأت سمر شقيقتها بخير اطمئن أخيرا قلبها و باتت تشعر بالراحة اللامتناهية ، لذا حضرت الإفطار بنفسها بالرغم من تعبها و حتى قبل أن يستيقظ الجميع ، ثم غسلت مروة و بدلت لها ملابسها و أيضا بدلت ملابسها هي و من دون شعور أي شخص ذهبت لمنزلها و رتبته ، ثم عادت و جلست في مكانها ولكن بعد رؤية مروة بخير وهي تقفز مثل القرود ، ذهب عنها كل التعب ، و جلست تشاهدها وهي تلعب بمرح ، كانت في غاية السرور ، ومن دون أن تشعر وجدت نفسها تنسرق إلى عالم الأحلام ببطئ ، فهي في أقصى درجات التعب ... ، بعدها استيقظت الجميع وجدوا سمر قامت بتحضير كل شيء و رحمدوا الله على صحة مروة التي ايقظتهم بضجيجها ، وجوا سمر نائم فلم يوقظها أحد لأنها تستحق قسطا طويلا من الراحة لذا تركوها تنعم بقليل من الراحة فقد عانت ليلة البارحة جدا ....
.
. عندما استيقظت سمر كان الوقت عصرا ولكن لتعبها و شعورها بالصداع الشديد لم تتناول اي شئ ، فقط اطمئنت على شقيقتها و صدعت غرفتها لتنام و تأخذ قيلولة ربما تطول للمساء أو للغد ربما .....
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.....
في اليوم التالي شعرت سمر براحة كبيرة ، فقد أخذ جسدها ما يريد منها ، اول ما بحثت عنه هو أختها التي كانت تلعب مع عمار ، ذاك الفتى الذي تيمت به عشقا ، يلعب مع مروة كأنه طفل في العاشرة من عمره ، يبدو صغيرا ، ضحكت عليهم و ذهبت لتغتسل و تنضم للجميع فهي في غيبوبة منذ يوم كامل، ، ضحكت على نفسها ثم ذهبت ...
وجدت شروق في وجهها و كانت تثرثر بسرعة ، حتى كادت أن تشبهها بمروة و لجين من سرعتها ، لم تفهم شيء منها ولا كلمة سوى أنهما يجب أن تذهبا للسوق معا فهي تحتاج لأغراض و سمر أختها لذا هي مجبورة للذهاب معها رغما عنها ، ضحكت لأنها بات لديها ثلاث اطفال لجين و مروة و شروق ، فهن أكثر الأشخاص إزعاجا في الأرض عندما يتعلق الأمر بسمر ، وهي تحبهن كثيرا ... ، قطعت حديث شروق التي يبدو أنها لن تسكت أبدا و أخبرتها أنها ستذهب معها ، ولم تجد إلا شروق وهي تقفز فيها فرحة وهي تحتضنها .. ،
لاحظ عماد تغيير شروق وهو سعيد ، فقد أصبحت من فتاة إنطوائية إلى كتلة من الإجتماعيات ومن صامتة إلى اكبر ثرثارة على وجه الأرض لكنها لن تسبق مروة طبعا ، تذكر صغيرته التي يريد أن يأخذها معه إلى الميناء فقد وعدها أنه سيريها السفينة التي بناها هو و المرحوم شقيقه منصور ، لذا بدأت عيناه في البحث عنها ، و عندما وجدها تلعب مع عماد ضحك على إبنه الذي بات يشتكي من كثرة الفتيات و هو الوحيد ، مع أنه يحبهن جميعا ولكن يرى أن هذا ليس عدلا أن يكون هو الفتى الوحيد في المنزل .... ،
.
.
.
.
.
.
.
....
خرجت الفتيات للتبضع ، تقريبا اشترت شروقا أكثر مما يلزمها ، اما سمر التي كانت متعبة من تسوق أختها الذي لا ينتهى أقسمت أنها آخر مرة تخرج معها للتبضع ، أخذن قسطا من الراحة في مقهى قريب و قررن أن يتناولو المثلجات في هذا الجو ...
خرجن يتحدثن بعد أن أخذت سمر بعض الكتب من المكتبة و اختارت أن تشتري ساعة غريبة الشكل لعمار فهو يحب الأشياء الغريبة ، يضعها في غرفته لتبقى ذكرى منها ، و اشترت لمروة دمية جميلة و تخيلت مروة وهي تطلق عليها اسما مضحك كعادتها ... و قررن أن يتمشين في إلى المنزل و هن يتحاورن و يضحكن بعمق .. ،
اخذ عماد مروة للميناء و ذهب معهم عمار ، كانت مبهورة جدا بالسفن و السمك في البحر و تسأل ألف سؤال ، حتى البحارة احبوها ، كل مكان تذهب له ترش سحرها الخاص و تجعل الجميع يحبونها ،
رأت شخصا بدأ مألوفا لها ثم اقتربت منه رويدا رويدا حتى رأت وجهه وصرخا معا في نفس الوقت : انت
مروة : يالهي هل انت حي
أيهم : لا بعثت مرة أخرى
مروة : الرحمة كنت أظن أنني ارتحت منك
أيهم : الرحمة لا تطول الشياطين
ثم بدأ الشجار المعتاد والذي عندما سمعه عمار و عماد و أيضا شادي الذي كان مشغولا جاء يركض فما الكارثة التي ارتكبها شقيقه رأس المصائب هذه المرة ، فكر أنه لا يمكن له أن يتركه ثانيتين إلا و افتعل مشكلة مع أحد لذا ركض بكل قوته و عندما وصل "
ماذا يحدث ها ماذا فعلت يا فتى !!
ذهل الكل من خوف شادي فهم لا يعرفون أيهم جيدا ، طفل شقي ، عرف عمار شادي مباشرة ولكن عندما رأته مروة قفزت بكل قوتها عليه و تركت أيهم يقلب عيناه و كانت تتحدث بسعادة و سرعة و شادي يقبلها و يضحك عليها "
أخي أخي اشتقت لك كثيرا ، هل تعلم أنني كبرت ، هل تعلم أن طولي زاد كثيرا ، أين كنت كل هذا الوقت ، لقد وعدتني أن تراسلني لكنك لم تفعل هذا ، انا غاضبة منك كثيرا .... و إستمرت بالحديث و عماد مذهول ، فمن هو هذا الفتى و لما مروة تناديه اخي ، واضح أنه يحبها كثيرا ....
استمر حديث شادي و مروة لوقت و عمار و عماد واقفين كالاصنام ، و أيهم يغيظ في مروة بحديثه ، بعدها حمحم عماد ليجذب انتباههم وقتها انتبهت مروة و تحدثت بسرعة : هل تعلم يا بابا هذا اخي و هل تعلم انه يحبني كثير ... ، ولم تترك لأحد فرصة الحديث حتى سلم شادي على عمار و تفاجئ عماد من معرفته ب إبنه ، يبدو أنه الوحيد الذي لا بعرف شئ ...
عرف عمار والده و شادي على بعض و أخبره ما قالته له سمر فأصر عماد على أن يذهب شادي و اخيه معهم و ليشربا كوبا من العصير الطازج لذا توجه الجميع إلى المنزل .....
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
دخلت سمر و شروق المنزل و سمعن ضحكهم الذي يصل حد السماء ، اصابتهن الحيرة لذا توجهن للصالة مباشرة و كان المشهد لطيفا و الالطف وجود صغيرها أيهم الذي هب بسرعة نحو سمر يعانقها و هي تبكي ، تذكرت الايام الخوالي ، الجدة و القصص ، الدمى و رائحة ساريز و ازهار البنفسج التي كانت تعم المكان و منتشرة في كل الأنحاء ، تذكرت الخالة رجاء و شقاوتها ، حنانها الذي تمده بكل حب و عطف ، حقول الحنطة التي لعبت فيها ، الطائرات الورقية و السماء الصافية ....، عادت بها الذاكرة إلى سنين باتت مثل الضباب في حضورها ، بعيدة جدا لكنها مليئة بالسعادة ، ضمت أيهم بكل قوة و شوق و قبلته في كل أنحاء وجهه ولم تفق إلا على مروة الاي تشاركهم العناق و بعضها ينضم لهم شادي و يقولون بصوت واحد : إلى اللانهائية و ما بعدها ..، و دموعهم تختلط مع الضحكات الصادقة ...
وجد الجميع أن شادي فتى خلوق و مهذب و حتى عمار تبددت مشاعر الغيرة داخله ليست كلها ولكنه فهم أن شادي يرى في سمر شقيقته التي أحبها بكل صدق ، و احترم عماد عائلة شادي التي كانت سند لامه و بناتهبعد الله في الدنيا ، حكى لهم شادي عن علاقته بسمر وعلاقة ياسمين و رجاء و والده أسامة و العم منصور ، كيف قضوا الايام ، ذكرياتهم مع الجدة نداء و عطائها الكبير ، مقالبه في سمر و شجارات أيهم و مروة التي كانت تنتهي بلعبهم سويا ، كان كلما ذكر ياسمين يقول امي ، فهي فعلا كانت أما له عندما مرت بهم فترة و رجاء مريضة ، ظنوا أنها لن تنجوا ، لكن بفضل الله تعافت ، في تلك الفترة كانت ياسمين نعم الصديقة الداعمة و المربية اللطيفة ، لم تفرق بينه هو وسمر و يزن ، أخبرهم أنه و سمر كل ذكرى ميلاد ليزن كيف يرفعون الشموع على القوارب ، ذكريات كثيرة جميلة و حزينة ، لكنها قوت علاقاتهم و زادتها قربا ....
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
شادي و سمر طول الجلسة كانا مثل الاخوة يتجادلان و يتفقان ثم يتشاجران و يتصالحا ، ضحك الجميع عليهم بشدة ، و اتفقوا على أن يزورهم أسرة رجاء كلها و أن يحضرو معهم كيوي الكلب الذي أصبح ضخما على حسب حديث أيهم و شادي ...
.
.
.
.
أنت تقرأ
سأعتني بك يا اختي
ChickLitموت . فراق . يأس . وداع . أمي . أبي . أخي . رحلوا جميعا تركوني . تركوا مروة اختي الصغيرة عائلتي مسئوليتي كنزي آخر ما تبقى لي من ذكريات الاحبة سأعتني بك يا اختي