النهاية السعيدة ....

41 1 0
                                    

مرت خمس سنوات و الآن سمر تقف خلف أختها في يوم زفافها و عينيها ممتلئة بالدموع فقد مر الزمن بسرعة و لا تزال تشعر بأن الامس قريب و تسمع صوت طفولتها هي و اختها و اليوم تقف أمامها عروس جميلة بأفضل طلة ، خلال هذه الخمسة أعوام حدث الكثير و فقد الكثير ، لكن بقت القلوب على رونقها الأصيل مترابطة ، و الآن تمتلك ثلاثة اطفال منصور و مازن تؤام و ياسمين فتاة جميلة هي الأصغر ، شقية جدا عكس منصور الذي يختلف عن تؤامه مازن كثيرا ، و رزقت شروق بصبيان جميلان جدا يشبهون عمار كثيرا ، و مراد أصبح فتى مشاكس و حنون ، أيهم اليوم هو يزف عريسا لمن أخذت قلبه منذ زمن طويل جدا ، لا يمكن وصف فرحته أبدا ، و الآن مروة تتوج ملكة على عرشه و هو لا يمكنه تصديق ذلك لو لم تكن أمامه الان ، عماد سعيد جدا لأن أولاده كلهم الان كونوا أسرهم حتى آخر العنقود مروة اليوم عروس و لا يمكن وصف فرحته هو و سمية و الان سعيد لأن حنين و فداء سعيدات في قبورهن ، أجل الجدة حنين توفيت بعد صراع مع المرض و التقدم في السن لكنها كانت سعيدة لأخر لحظة بلم شملهم الذي تشتت لزمن ، و عمار يمسك بيد مروة الأخرى لا يصدق أن صغيرته أصبحت أفضل فنانة في جيلها و اليوم اجمل عروس ، كما ان سعادته لا توصف و أخته الحبيبة قربه و حبيبة عمره سمر بالجانب الآخر له و كل عائلته بالرغم من المفقودين إلا أنهم لازالوا مع بعضهم البعض أسرة طيبة ، شادي كان يشعر بالغبطة فهو سعيد بمروة التي كانت أكثر من أخته الصغرى و ربما سعيد بها أكثر من شادي شقيقه الأصغر الذي لا يصدق أنه كبر بهذه السرعة و اليوم هو يتزوج ، إنها نعم كثير لا تعد ، يرى السعادة في أعين الجميع و خصوصا والدته التي تحب سمر و مروة من زمن طويل و تضعهن في خانة البنات من اللحم و الدم لدرجة انها كانت تساعد في تجهيز مروة أكثر من أيهم ، إن الحياة حقا تمضي بسرعة كبيرة ...
.
.
.
.
.
أما ساريز فقد أصبحت اجمل قرية و أكثر القرى تطورا و هذا بفضل الشباب الطموحين الذين حرصوا على التعليم فيها و تطوير سبل التعليم قبل كل شئ و الترابط بين أسرة القرية في كل وقت فهذا ما سوف يجعلها أفضل ..
.
.
.
.
.
أغلقت ياسمين مذكرات والدتها و هي في طريقها الى الجامعة التي تريدها في بلدة أخرى ، إذن لم تكن حياة والدتها سهل و ربما حكمة لها أعطاها لها والدها في هذا الوقت لكي تقرأها و تستطيع أن تحفظ نفسها في بلاد غريبة و بعيدة عن أعين أهلها لكنها ليست بعيدة عن أعين ضميرها ، كانت تحب والدتها و تحترمها لكنها اليوم أصبحت تراها خارقة و قديسة بين النساء لأنها لم تكن تعلم قصة والدتها المرحومة قبل الآن ، فكانت تعلم أن والدتها فقط مرضت و ماتت و هي في زهرة شبابها و لم تعلم أنها مرت بالكثير خلال رحلة حياتها القصيرة ، بكت من دون أن تشعر ، فقد إشتاقت لأمها التي فقدتها و هي في سن الخامس عشرة من عمرها ، وجدت في عمتها الكثير من الحب و الحنان و خالتها لم تترك يدها ، لازالت تتذكر كيف أن خالتها مروة مرضت مرضا شديد بعد وفاة والدتها سمر و لم تستطع أن تتحمل كل هذا و بسبب هذا كادت ان تموت هي الأخرى حتى أنها حزنت أكثر منهم جميعا و الآن تعلم السبب فمن تمتلك أختا مثل والدتها لن تخاف من مواجهة العالم أبدا ، و لكن خالتها مروة لم تتخطى الأمر للان و أصبحت حزينة الملامح بالرغم من أنها تحاول أن تبدو عكس ذلك ، و هي تفهم مشاعرها لكن وعدت نفسها أن تكون قوية و شجاعة ، داعمة للجميع مثل والدتها و لن تخاف كن مواجهة اي شي فهي إبنة سمر الشجاعة و القوية ..
.
.
عمار قد ودع إبنته بعد أنا أعطاها مذكرات أمها التي توفيت قبل ثلاثة أعوام ، و هو تبدو عليه لمحة حزينة و لكن مخلوطة ببعض الراحة ، فقد تركت له سمر فتاة جميلة تشبه والدتها في كل شئ ، صحيح أنهم جميعا لم يفيقوا من صدمة وفاة سمر للان و لكن تركت لهم طاقة كبيرة عليهم أن يعيشوا بها من أجلها ، كان الله اختار روحها الطيبة لتلقاه ، فقد تعبت و واجهت أكبر من طاقتها و ربما هذا الذي سبب لها مشكلة في القلب و التي كانت سبب في ذهابها عن دنياهم ، لكن ستظل اجمل وردة نبتت و اقوى فتاة وجدها ، لن ينساها ابدا و سيعمل على تربية ابنائه مثل والدتهم و سيكونون من أفضل الشباب كما تمنت لهم أن يكونوا ، و عليه أن يحافظ على أخته الصغرى مروة فهي وصية سمر ، هي لم توصي على أبنائها بقدر ما كانت توصي على مروة فهي إبنتها الأولى ، و مروة تدهورت حالتها النفسية بعد بعد وفاة سمر و مع أنها تحاول أن تعيش إلا انا باتت حزينة الملامح و منكسرة و هو يعلم أنها تعيش من أجل ياسمين فقط ، فبعد سمر أصبحت ضعيفة جدا و مرهفة المشاعر بطريقة مبتزلة جدا ، لكنهم جميعا قربها و لن يتركوها أبدا ، فقد كانت وفاة سمر كسرة لهم جميعا و لكن سيمضون على دربها و على درب الأمل الذي كانت تعيش عليه و تمد الناس به ، و لن ينسوا ابدا سمر التي كانت سبب في تغيير كثير من الأشياء في حياتهم و التي أدخلت باقات السعادة لهم جميعا و للآخرين ، اليوم هي ترقد في أحضان والديها مرتاحة هناك ....
.
.
.
.
كل فتاة منا تحمل داخلها سمر ، يمكنها مقاومة الظروف و الأشياء و الناس و الدنيا ، كل منا تحمل طاقة جبارة فيها ، سمر ليست حكاية و لكنها أيضا حقيقة تكمنفي دواخلنا لو تصرفنا كأننا حفيدات مريم ، خديجة و عائشة ، كلنا ذات طاقة و مواهب أخلاقية كبيرة ، كلنا نستطيع أن نقف بعد السقوط ، أن نصبر المفقود ، أن نحقق اي عهد قطعناه داخلنا أو مع أحد ، سمر هي انا و انتِ و هي و هن و نحن و اللائي و كلنا فقط نحتاج أن نثق بالله ثم أنفسنا ثم الناس ...

🎉 لقد انتهيت من قراءة سأعتني بك يا اختي 🎉
سأعتني بك يا اختيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن