في الصباح الباكر استيقظت سمية كعادتها و كانت تنظر من النافذة و شد انتباهها سمر التي كانت تجلس بحديقتها بحيرة كبيرة فنزلت بسرعة لتسلم عليها وتعلم ما يشغل بالها ...
سمية : صباح الخير
ردت سمر ب ابتسامة لطيفة : صباح الجوري يا خالتى ... كيف حالك
فردت سمية : بخير والحمد لله و كيف انتي ومروة الشقية
ردت بضحكة مشرقة : بخير يا خالتى
سمية : أقبلت عطلة منتصف العام ماذا سوف تفعلين
سمر : سوف أقدم للجامعة
سمية : جيد و أي مجال تتمنين ان تدرسي
سمر : أود دراسة المحاماة فأنا لدى رغبة كبيرة للدفاع عن الأبرياء
سمية : فليوفقك الله يا ابنتي ... ولكن ماذا يشغل عقلك
سمر : كنت أفكر أنني أدرس بالمنزل و فقط أذهب لأقدم الامتحانات ولكن ما يشغل بالي مروتي أين سوف أتركها عندما تحل أيام الامتحانات
سمية : بسيطة يا بنتي اتركيها عندنا
سمر : ولكن ألن تزعجكم فأنا أعلم أنها ثرثارة و مشاكسة
سمية : ومن قال أنها ستزعجنا بل أنتما مرحب بكما في أي وقت و مروة طفلة و لعلمك أنا أحب الأطفال الثرثارين ف اختي لجين عندما كانت صغيرة كانت أسوأ من مروة و مروة تذكرني بها كثيرا
سمر : وأين هي الآن
سمية : في مدينة بعيدة قليلا ولكن بقدوم الربيع سوف تكون معنا هنا و أعلم أنها ستحب مروة كثيرا هههههه
سمر : هههههه وانا امتحاناتي سوف تكون بالربيع كما يقال هنا
سمية : إذن ستبعد مروة لجين عني قليلا هههه
سمر : شكرا لك ياخالتي فلولاك لا أعلم ما سيحدث لنا
سمية : أنتما مثل ابنتاي لذا الابنة لا تقول شكرا لأمها
تعانقتا عناقا أشعر سمر ب إحساس افتقدته من زمان حتى دمعت عيناها وشعرت بذلك سمية فسالتها سمية لما البكاء
فردت : حضنك يشبه دفء أمي رحمها الله
فرحت سمية.كثيرا وقالت : وأنا بمقام أمك يا عزيزتي
سمر : أجل انتي كذلك
سمية : ما هو سبب سر زراعة الاوركيد في حديقتك
سمر : كانت أمي تعشقه وكان أبي كل مرة يعود من العمل يحضر لها اوركيدة
سمية تذكرت أختها وردت : وأختي أيضا كانت تحب الاوركيد
ثم ودعتا بعضهما و دخلت كل واحدة لدارها
.
.
.
.
.
.
.
..
.
امضت سمر عطلة منتصف العام كلها بالدراسة و الإجتهاد و كانت تخرج في نزهة مع مروة حتى لا تشعر بالملل والضجر و تلاعبها أحيانا ..... و ها هي العطلة إنتهت وبدأت الدراسة من جديدة و سمر بالصباح تذهب للمدرسة و تعود تحضر الغداء و تساعد مروة بالدراسة و في فترة المساء تدرس و هكذا مضت الأيام كلها و سمر تجتهد بدراستها حتى تتخرج بمستوى عالي يسمح لها بالوقوف بثبات فسلاحها هو العلم الذي لولاه لما استطاعت أن تجد عمل أو أن تتواصل مع عالم مختلف عن عالمها السابق و انقضى الشتاء وحل الربيع بألوانه الزاهية البراقة التي يعشقها الجميع وقد أصبحت حديقة سمر جميلة تسر كل من يمر بها ويتمنى أن يجلس فيها وقت ولو قصير .... واقتربت امتحانات سمر وتبقى لها أيام قليلة جدا و كانت تدرس بجهد كبير ولكن مع هذا لم تهمل واجباتها اتجاه أختها الصغيرة التي تعشق اسمها و سمية لم تنسى وعدها لسمر فقد ذكرتها ان تترك مروة عندها ولحسن الحظ استطاعت سمر إقناع مروة لأن عمار كان موجود و أخبرها أنه سيقوم بتدريسها الرسم وإلا لن ترضى مروة الابتعاد عن أختها التي تجد فيها ملجأ من كل العالم
.
.
.
.
.
.
بدأت فترة الأمتحانات التي كانت سوف تمتد لشهر كامل و سمر تجتهد وكل يوم تترك مروة عند سمية و أحيانا يقوم عمار بشرح الأمور التي تستوقفها هو كان مبهور جدا من سمر التي تفهم بسرعه البرق وربما سوف تصبح شيئا أكثر من المهم بالمستقبل وكل يوم يزيد إعجابه بالفتاة التي قاومت كل قوانين الحياة الظالمة و المرهقة والتي جذبته من أول لقاء لهما في القطار حيث كان يسترق النظر لها بين الفينة و الأخرى .
.
.
. أصرت سمية على سمر الا تطبخ أو تقوم بأي عمل وهي بفترة امتحانات وكانت ترسل لهما الطعام كما أنها ترسل الخادمة بالصباح لكي تنظف المنزل الذي هو بالأصل نظيف و مرتب و أحيانا تذهب سمر للقصر و تترك سمر قليلا مع عمار لكي تدرس .
كان كل من بالعائلة سعيد جدا بوجود سمر و مروة بحياتهم فقد اضافتا لمست لم تكن موجودة ... حتى شروق الانطوائة كانت سعيدة و تدرس مع سمر في بعض الأحيان فهي تدرس المحاماة أيضا و تساعدان بعضهما في الدراسة من الجو الذي لا يخلو من المزاح و اللطائف و قد لاحظ الكل تغيير شروق و زيادة حيويتها و قد أصبحت اجتماعية بعض الشئ والفضل يعود لسمر طبعا .... حتى عماد كان يرى في مروة و التي وجدت مكانا في قلبه روح أخيه منصور المرحة و يجد حنان سمر مثل ياسمين وعطفها كمنصور و أما بالنسبة لحنين تحسنت صحتها التي ضعفت مذ فقدت ابنتها التي لا تعلم ماذا فعلت بها الحرب هي و عائلتها ... كانت ترى بسمر ابنتها ياسمين كثييرا .
.
.
. انقضت نصف الامتحانات و اقتربت النهاية لذا سمر ضاعفت جهدا و بيوم وهى عائدة من الامتحانات وجدت البنك وفكرت لما لا تضع المبلغ الذي تملكه أفضل من يضيع أو يتعرض للسرقة و هكذا سوف تضع كل مال حتى يصبح أكبر و أكبر فهي لا تعلم ما قد تفعله الأيام وعليها أخذ حيطتها فقد تذوقت ما يكفي وأيضا الظروف قد تطحن بهما لذا عزمت أمرها ان تحضر غدا النقود و التي هي مبلغ محترم و تضعه في البنك
.
.
ّ . وفي صباح اليوم التالي قامت أبكر حتى لا تتأخر و كي تزور البنك بطريقها فذهبت ل سمية واخبرتها ان مروة نائمة ولا تريد ايقاظها بوقت مبكر كهذا و طلبت منها أن ترسل أحد يجلس معها فوافقت فور معرفتها بسبب خروج سمر بوقت مبكر كهذا .
.
.
. بعد قليل ايقظت سمية عمار و أرسلته لمروة فهي لا تطمئن للخدم و أيضا كانت شروق مشغولة أيضا مع سمر الامتحانات و رافقت سمر منذ الصبح فتجهز عمار ودخل المنزل بعد أن أعطته أمه النسخة التي تركتها لها سمر و وجد أن سمر حضرت كل شئ لمروة و جلس يتأمل مبتسما وجد صورة لفتاة صغيرة مع والداها وجدتها و رضيعة و فتى صغير ففكر أنهم ربما هم عائلة سمر و لاحظ أيضا أن سمر تشبه أمها كثيرا فمن يراها لوهلة سيظن أنها هي .
.
. استيقظت مروة التي وجدت عمار يتأمل بالصورة فقالت ب إبتسامة بريئة : صباح الخير
فرد عليها : صباح الورد لأجمل وردة
فضحكت و قالت : هذه صورة والدينا و تقدمت نحو عمار الذي اجلسها على رجليه و قالت هذه أمي وهذا أبي و هذه أنا وأختي سمر و هذا أخي يزن ... تقول مروة أنهم بالسماء و يرونا و سوف يحزنون لو بكينا أو تالمنا لذا يجب علينا الابتسامة دائما فهم سيتالمون لو رأونا هكذا ... ابتسم عمار لبرائة مروة و ذكاء سمر فقال : أجل صحيح .. أختك سمر ذكية جدا
فقالت بطفولية : أجل أجل هل تعلم أنها تكتب قصص رائعة
فقال ب إبتسامة : حقا
فردت : أجل أجل فسمرتي رائعة و لا يوجد مستحيل معها فهي الفتاة القوية الخارقة كما كانت تسميها جدتي
ضحك عمار على كلامها وقال : أنا أرى ذلك
فقالت : أنت لم ترى شيئا ... وبدأت تقص عليه القصص عن سمر الشجاعة و هو يصغي لها بكل إهتمام و رغبة في سماع المزيد .
أنت تقرأ
سأعتني بك يا اختي
ChickLitموت . فراق . يأس . وداع . أمي . أبي . أخي . رحلوا جميعا تركوني . تركوا مروة اختي الصغيرة عائلتي مسئوليتي كنزي آخر ما تبقى لي من ذكريات الاحبة سأعتني بك يا اختي