في تلك الليلة نمت و لأول مرة لم يراودني حلم أبي الذي أصبح جزء من نومي ل عشرة أعوام متتالية رأيت كابوس مخيف لا بل هو مرعب لدرجة الموت رأيتهم يأخذون قطعة روحي مني » مروتي تؤخذ مني ... لا مستحيل لن ادعهم كانت اختي بالكابوس تناديني سمر أرجوك لا تتركيني و تترجاني سمر انقذيني منهم ياسمر و أنا أصرخ بكل ما أوتيت من قوة .... فزعت كثيرا مما رأيت فانتصبت من مكاني ووقفت متصلبة كأني أصبت بشلل منعني من الحركة وأنا فقط أراقب صغيرتي النائمة قربى . . . .
بدأت شلالات غزيرة وساخنة بالتساقط من جفوني ... اشعرتني بمرارة لم اتذوقها من قبل ... لقد تذوقت كل أنواع الألم فقد صرت يتيمة مرتين ولكن ما لا أستطيع تحمله هو فقدان صغيرتي وابنتي و عائلتي مروة حبيبه قلب أختها وروحها . . . . ¡¡¡ خطرت ببالي كثير من الأفكار حتى شعرت بالصداع و تسطحت بالقرب من مروتي و غفوت ~~~~
.
..
.في الصباح استيقظت كالعادة لاقوم بروتيني اليومي وكانت عيناي منتفختان من البكاء سألتني مروة عن السبب فاجبتها أنه الغبار ... مع أنها كانت صغيرة لكنها لم تقتنع بكلامي و لكني حاولت أن أغير الموضوع بأي طريقة حتى لا أقلق روحي مروتي ....
ذهبنا كالعادة للمدرسة وكان الدرس عن العائلة بدأت بشرح معنى العائلة للصغار وأنا اتذوق المرارة بداخلي واكبته أعاصير هائجة بقلبي . . .
سألني يمان ببراءة ولكن يا انسة سمر انتى و مروة ليس لكما عائلة كيف تعلمين معناها ??خطرت غضة في حلقي و تلعثمت كثيرا وغضبت قليلا ولكن ماذا عساي أن أقول و هو طفل صغير لا يعلم شئ ولا يقصد أن يؤذي مشاعري أو أختي ... بعد أن أخذت نفسا عميقا أجبته :
اسمعني جيدا يا يمان العائلة ليست فقط وجود ام و أب و إخوة حولك ربما تكون عائلتك في صديق يحبك أو جد و جدة يحبونك ربما تكون في اخت أو أخ لك مثلي أنا و مروة و ربما يكون لك أهل ولكن ليس لك عائلة فمفهوم العائلة غير الأهل
سألني بحيرة ممزوجة ببرائته اللطيفة كيف
فقلت له : يعني يا صغير ان العائلة هي الحب والأمان و الراحة أما الأهل هم من ربوك و اتو بك لهذه الحياة ربما يكونون لطيفين و ربما لا و ربما تكونون سعيدين وربما لا و ربما تحبون بعضكم و ربما تكرهون بعضكم و لكن العائلة سواء كانت مكتملة الأهل أو لا ففي كل الحالات هي سعيدة هل فهمت يا صغيري
رد ببلاهة : أجل
فقالت له مروة : أنا و اختي سمر أسعد عائلة بالكون
فاجبتها كيف يا نور عيني
ردت بطفولية : لأن العائلة هي الحب ونحن نحب بعضنا كثيييير ربما أكبر من هذا الكون
ضحكت عليها وقلت معك حق يا عزيزتي
.
.
.
إنتهى الدوام على خير ولكنني تعلمت درس من هؤلاء الأطفال هو أن العائلة فعلا هي الحب لذلك لن افرط في قطعة قلبي وكل عائلتي مروة
.
.عدنا إلى البيت وجهزت الطعام و ندهت لمرروة لكي تأتي و تأكل ... فأتت و لكن بينما نحن نتناول طعامنا طرق الباب .. ذهبت وفتحته وإذا بالسيدة هنادي !!
رحبت بها وادخلتها و حضرت الشاي وجلست معها بينما مروة كانت تلعب بدميتها التي صنعتها لها جدتي رحمها الله
تحدثت السيدة هنادي قائلةً :
سمر اسمعيني يابنتي جيدا انتي تعلمين كم أحبك واختك وكم كانت جدتكما عزيزة على قلبي واني احبكما بقدر أكبر مما أحب احفادي حتى لذلك استمعي لي جيدا
قلت لها : تفضلي ياجدتي
قالت : أنا أعلم كم تحبين اختك ولا تودين مفارقتها وأنا والله لا أحب أن يفرقكما أحد ولا استطيع تحمل ذلك لذا اسمعيني عليك مغادرة هذه القرية
قلت :ماذا !!
قالت : أجل يا بنتي عليك فعل هذا .. انتي لا تعلمين السيد امين جيدا وأنا احذرك منه لقد توعد لك انك سوف تندمين وهو لن يتهاون أو يفرط في فرصة لتفرقتكما بما أنك رفضتي الزواج وخالفتي أمره .. هو مغرور لدرجة أنه لا يحب أن يقول له أحد لا فهي لا توجد بقاموسه المبجل لذا أنصحك يا بنتي أن تغادري انتي ومروة ومن دون علم أي أحد وعليك التصرف بطبيعية حتى لا يشك بك أي أحد وأيضا لا تذهبي للقرى المجاورة فهو بالتأكيد لن يتركك ولكن عليك بالذهاب للمدينة
قلت : ولكن كيف وأنا لا أعلم الطريق وليس لي أحد فيها وانتى خير العارفين
ردت : منذ أيام وأنا أفكر بهذا إي أن سيد امين زارني قبل زيارتنا جماعة لكم و قد أخبرني ان لم اخبرك فسياتي هو بنفسه و فعلا قد أتاك بنفسه ولكن أنا خططت لكل شئ ولا أريد أن تفقدا بعضكما بعد أن فقدتما كل شئ .. اسمعيني جيدا هناك عربة تقل الفواكه لقرية تبعد مسافة كبيرة منا وهي تسير لمدة نصف يوم ... قومي بالفجر انتي ومروة واركباها من دون أن يشعر بكما أحد و في منتصف الطريق ستجدان صوت صافرة كبير اتبعانه وستجدان القطار وخذي هذه النقود
... ولكن هذا كثير كيف لك أن تتدبري امرك ونحن لم نترك لك قرش واحد
أجابت : عزيزتي سوف اعتني ب روز و ماري وابيع الحليب وهكذا ساعوضه كنت أعلم أنك لن تقبلى و أنا فكرت انك لن تستطيعي تركهما هنا وحدهما دون طعام أو أي شئ والآن وداعا يا عزيزتي واعتني بنفسك و ب اختك
ودعتها وكان عناقا حميميا وحارا يشكي من الشوق الذي سوف يأتي في المستقبل
.
.
.
. ظلت مروة تلعب إلا أن تعبت ونامت وأنا لم أخذ سوى أغراض مهمة وبعض الذكريات التي لن استطيع تركها خلفي فهي بقايا من أحب وآخر ما يذكرني بهم. . أمي . أبي . جدتي . يزن
.
.
.
.
. لم أستطع هذه الليلة أن أنام من التفكير بكلام الجدة هنادي. و الأفكار تتخبط بعقلي حتى غفوت من التفكير و راودني نفس الكابوس حتى فقت وأنا اتعرق بشدة كأنني كنت بفرن و سمعت صيحة الديك الأولى أيقظت مروة التي كانت تغط في نوم عميق
سألتني : إلى أين نحن ذاهبون
اجبتها : إلى مكان أفضل يا عزيزتي
سألت : ولكن هنا المكان جميل وساشتاق ل أصدقائي
اجبتها : وأنا أيضا ولكن علينا ذلك يا روحي إلا تتذكرين درس العائلة تبقى دائما مع بعضها
فاحتضنتني بقوة وقالت : إذا كنتي معي سوف اذهب إلى أبعد مكان
بادلتها العناق الذي فصلناه بعد مده و أخذنا اغراضنا وبعض من الطعام الذي سوف يلزمنا لرحلتنا الطويلة ثم ودعت روز و ماري وذهبنا نحو العربة التي تسللنا إليها مثل اللصوص وانطلقت بنا إلى مجهول لا نعرف ما يخبئه لنا ولا نعلم ماذا ستفعل بنا الحياة بعد و أين نذهب في المدينة وهل سنجد مأوى يحتوي جسدينا الهزيلين
لا يهم كل هذا فكما قالت مروتي لو لأبعد مكان المهم أننا مع بعضنا البعض بعيدين عن السيد امين ومكائده وما ينويه بخبث نحو تفرقتنا .. حمدت الله كثيرا على وجود الجدة هنادي معنا فلولاها لضعنا هباءً في الأفق وكنا عاجزتين عن فعل أي شئ ولكن الحمد لله الذي انقذنا
.
.تحركت العربة و تحرك معها تفكيري نحو ما سيفعله أهل القرية عند سماع خبر اختفائنا وما سيفعله أمين وهل سيبحث عنا وهل سيعملون من ساعدنا .. ولكن هيهات بسرعة حزمت امري أن ارمى كل هذا ورائي فنحن لدينا عالم جديد سنذهب له وعلينا التفكير في ما يخبئه لنا .
أنت تقرأ
سأعتني بك يا اختي
ChickLitموت . فراق . يأس . وداع . أمي . أبي . أخي . رحلوا جميعا تركوني . تركوا مروة اختي الصغيرة عائلتي مسئوليتي كنزي آخر ما تبقى لي من ذكريات الاحبة سأعتني بك يا اختي