فصول جديدة ...

17 1 0
                                    

   مر شهر على وجود عائلة عماد التي ألفت ساريز كثيرا ' فبعد الأسبوع الأول قرروا البقاء لأخر و هكذا حتى إنقضى الشهر كاملا ' وهذا الشهر الذي وضعوا فيه بصمت على قلوب كل من عرفهم ' سميةالتي كانت طيبة القلب و بشوشة جدا  ' حنين ذات القلب الطاهر  و شروق الفتاة الرقيقة التي وجدت صديقات كثر في القرية تعرفت عليهن بواسطة سمر خلال هذا الشهر الذي وضعوا فيه بصمة خاصة عند الكل  '
  بعد هذا الشهر الكل كان هناك شئ في قراره نفسه يكبته  ' سمر داخلها كانت لا تريد العودة ولم تجرأ على إخبار أحد لأنها كانت تخاف على مشاعرهم و الرفض الذي سيحدث ' حنين التي وجدت هنا رائحة أحبابها و نقاء المكان ' سمية التي أبى قلبها فراق جنة ساريز و التي اندمجت فيها بسرعة كبيرة مع نساء القرية وهذا لروحها المحببة  ' شروق والتي لأول مرة في حياتها تشعر بالإنتماء لمكان ' عمار الذي وجد هدفه في التطوير و التقدم مع شباب ساريز ' عماد الذي شعر كأن روحه خلقت على هذه الأرض ومن هذه التربة نبتت  لم يكن يريد الفراق لذا أتخذ القرار الذي أحبه الجميع و أيدوه بشدة في غمرة من الحماس و التجاوب  '
قرر أن ينقل جزء من أعماله إلى ساريز و يترك البقية لمن يستأمنهم من موظفيه الأمناء في مدينتهم و يبني قصرا هنا و يستأجر قصرهم في المدينة لاسرة محترمة تحافظ عليه ' فهو لا يؤمن بمبدأ البيع فكل شيء تمتلكه قد يأتي وقت و تحتاج إليه  ' أخبرهم أنهم سيعودون جميعا لمدينتهم و يحزموا كل أمتعتهم و تنقل سمر و شروق دراستهن إلى المدينة القريبة من ساريز حتى لا تنقطع دراستهن ' اما عمار سيشرف على كل العمل و نقل الجزء الأكبر منه و بين كل فترة و الآخرى يزورون ممتلكاتهم ليتفقدوها ' لذا قام الكل بحزم امتعتهم للعودة للمدينة و تجهيز أغراضهم اللازمة و قد قرر عماد تعيين عمال من القرية نفسها يشرفون على أعمال بناء القصر و أتفق مع كثير من رجال القرية على توسيع أعماله فيها و إقامة مشاريع داعمة للشباب و تنمية ساريز التي أصبحت مأواهم  ...
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
...........
.
.
.
    هاهي ثلاثة أشهر إنقضت منذ وصول عائلة عماد لبيتهم  ' سمر و شروق مشغولات بالدراسة فقد اقتربت مواعيد امتحانتهم التي بعد شهر و نصف ' مروة مجتهدة في صفوف الرسم و المدرسة ' عمار و عماد الذين أخذ العمل جل وقتهم و سمية و حنين أخذ وقتهن ترتيب الأشياء و تقسيمها و توجيه العمال و الخدم في تغليف الأمتعة والأثاث  .' كانت فترة مليئة البعمل و الزحمة و العواطف وكل شيء ...
   إستيقظت سمر و شروق في صباح صيفي حار مرغمات للذهاب للجامعة ' خرجن مسرعات تتخبط أرجلهن ببعضها من العجلة فلديهن بحث مهم يجب تسليمه قبل موعد التقديم  '
.
.
  في هذه الفترة قوية علاقة شروق و شادي كثير فهما دائما ما يلتقيان في وجود سمر التي لا يخلو لسانها من السخرية عليهم ' في ذات يوم اتفقت هي و شادي للخروج من دون شروق فهو يريد أخبارها شي ' حينما قابلها أخبرها بأنه يريد أن يتقدم لشروق بصفة رسمية و عليها أن تأخذ له موعدا من عماد ليأتي هو و أهله حتى تصبح علاقة رسمية خالية من أي شبهات و كي لايستطيع أن يتحدث اي شخص بكلمة في حقها أو يسبقه أحد لخطبتها ' فالحب هو أن  تدافع عمن تحب '   تخاف عليه من أعين الناس ' تربطه بك بعلاقة شرعية أمام كل شخص ' تصبحا مسؤولا إتجاه من تحب ' خصوصا المشاعر الصادقةالتي تتوج بعلاقة رسمية طاهرة ' الحب ليس لقائات ولا نزهات طويلة ' ليس كلمات تصاغ ولا تدعم بجدية ' الحب أن تخاف الله فيني  '' دعمته سمر على قراره و وعدته أن تأخذ له موعدا من عمها  ...
.
.
  عندما حلّ المساء  فتحت سمر الموضوع مع عمها و أخبرته بكل شيء  ' فرح عماد فشادي شاب خلوق و مهذب و لطيف و هو أكثر شخص يشهد بذلك ولن يجد أفضل منه لشروق لكنه اخبر سمر أنه سوف يستشير إبنته أولا لأن القرار الأخير لها  فربما هي لا تريده فهو عندما قام بخطبة سمر و عمار كان  يعلم مسبقا مشاعرهم إتجاه بعض و إلا لم يكن يقوم بهذه الخطوة ' لكن الأن لا يعلم عن شروق ماهية مشاعرها و رغبتها  لذا سوف يأخذ رأيها أولا  ' اما سمية فهللت تباشير الفرحة في قلبها فشادي شاب كما يقال الكمال لله ' و رجاء إمرأة حنونة ستحفظ إبنتها  و سيكون قلبها مطمئن معهم ولن تجد صعوبة في التعايش و التأقلم معهم ' فهم أسرة مُحبة جدا ....
  أراد عماد أن ينده شروق لتأتي فقال له عمار " لا تقلق يا أبي هي موافقة و الآن تسمعني بوضوح لأنها تتلصص و تستمع للكلام جيدا ' أعلم ما يدور بينهما لست غبي ' فنظراتهم وحدها كافية لتكشف دواخلهم  ' و شادي أخبرني أنه يحبها و سيتقدم لخطبة شروق قريبا قريبا ولكنني لم أظن انها قريبا جدا هكذا ' و صرخ ينادي شروق التي كما قال كان تسمع حديثهم جيدا  ' و التي أصبح وجهها مثل حبة البندورة الحمراء ' و اتت على ضحكات سمر التي تسخر من أختها الشقية '
  في اليوم التالي مباشرة لم يتأخر شادي ولا ثانية بعد سماع الرد و جاء في المساء هو و عائلته الذين أحبوا شروق من اول مرة ' رجاء كانت سعيدة لأنها كانت تتمنى أن تختلط دمائهم مع بعض هي ياسمين و الآن تحقق هذا ' فقد وجدت أيضا أن سمية ليست أقل طيبة من أختها وجدت فيها صديقة و عوض عن ياسمين و الآن سيصبح لها إبنة خلوقة مثل شروق
أما عماد و أسامة أكثر الناس سعادة بهذه العلاقة الطيبة ' حتى مروة كانت تطير من الفرح ' اتفقوا على إقامة خطبة رسمية بعد شهر من الآن و تركوا أمر الزفاف للعروسين فهما وحدهما من لهم حق تحديد موعد ارتباطهم الأبدي ' لم ينتظروا حتى لجين التي سوف تقتلهم جميعا لأنهم لم ينتظروها  ... ''''' 
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
...........
.
.
  وعلى صوت عصافير ساريز الجميل و على رائحة افطار شهي و أشعة مشرقة إستيقظت سمر و قامت من فراشها حتى تغتسل و تسبق شروق إلى المائدة  ' فهن إخترن أن يبقيا معا في غرفة واحدة تجمعهم  ' مع أن القصر كبير ' إلا أن سمر و شروق فضلن التواجد معا بعيدا عن مروة و ضجيجها فهي كلما كبرت أصبحت أكثر إزعاجا و شقاوة ' خصوصا عندما يزورها أصدقائها المزعجين مثلها و أولهم أيهم الذي يسكن تقنيا معهم  أو تتواجد مروة ببيتهم ' ركضت سمر بسرعة ولكن سبقها عمار حاملا مروة على ظهره يمدان ألسنتهم الشماتة عليها و بدأت المشاحنة بينهم حتى جائت شروق تدعمها  ' فهما كل يوم يسبقنهم و لكن هذه المرة والتي ستكون آخر مرة مختلفة ' تعالت أصواتهم حتى صرخ عماد الذي طفح به الكيل منهم و من شجارهم الطفولي هذا ' كل يوم نفس القصة ' حقا هم اطفال  ..
.
.
  بعد ثمانية أشهر ونصف جلسوها في المدينة يحضرون للانتقال إلى ساريز ' هاهم لهم شهران بعد الرحيل ' و سكنت قربهم عائلة شادي التي انتقلت منذ أسبوع لساريز و قد كانت مفاجأه سارة للجميع '  فأصبح معظم الوقت يقضونه معا يتسلون ' و يساعدون في تعمير ساريز و القرى التي قربها ' فعماد قام بتوسيع دائرة عمله ليس فقط بساريز و إنما أيضا كل قرية قريبة منها ' و دعم سبل التعليم لأنها تزيد من وعي الشباب و تعطي مستقبلا أكثر تحضر و فهم للاطفال و الأجيال القادمة إن شاء الله  ' فهو يرى نور العلم بأولاده و يريد أن يرى شبابهم جميعا تحت دائرة التعليم ينهلون العلم جرعات جرعات   فهو أساس الحضارات  والأمم  وكل شيء....
.
.
.
   قالت لنا الايام كونوا كما الطيور
                    كي ننشر السلام و الحب و السرور
  و تصبح الآلام بعيدة الشرور
                     وتصبح الأحلام مشرقة الزهور
  سمر كانت تردد هذه الأبيات التي حفرتها في ذاكرتها منذ أن رأت والدها يخبرها بها في المنام عندما كانت في الثانية عشر من عمرها ' منذ ذاك الوقت كتبتها و صارت شعارا لها فالحياة نوع من الكوميديا الحزينة فقد نضحك على ما يبكينا اليوم و نبكي على ما اضحكنا ' الحياة لم تكن عادلة يوما ولكن علينا أن نواجهها بكل قوة و كافح ' نتأقلم مع كل الأوضاع  ' نحزن ولكن لا نترك الحزن يسيطر علينا و ينسينا ما بين أيدينا  ' '''

سأعتني بك يا اختيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن