تعبت من السير و لم اعد احتمل ولكن السيد كمال أصر على المسير بحجة أننا اقتربنا من النهر و كنت سوف أسقط لولا أن رجلا طيب قام بحملي كان يبدو عليه التعب و الأرق ولكنه ساعدنا جعلني أتذكر جلال الدين البطل الذي كانت تروي لنا أمي قصته حيث انه يساعد كل من يحتاج للمساعدة حتى لو كلفه حياته و تذكرت معه أمي اااه يامي أين ذهبتي وتركتيني اااه يا أمي اه و ألف اه
.
.
.
بعد عناء طويل وصلنا الى النهر المسمى بالقيصر أنه كبيير و طوويل حقا يستحق اسمه ... ركض الكل إلى النهر و بداو بالشرب و الاغتسال و بدأت النساء بتحضير طعام على قدر ما عندهم من أغراض و اطعمونا كانت اختي مروة تبكي بشدة و جدتي تحاول اسكاتها فجأة وجدت نفسي أخذها من جدتي واحملها واغني لها مثلما كانت تفعل أمي : حلوتي ستنام .. مثل طير الحمام .....الخ و اهدهدها حتى غفت مروة "" أجل لقد نامت صغيرتي كنت سعيدة لأنني جعلتها تهدأ و تنام بعمق كما كانت تفعل أمي بكيت وذرفت شلالات من الدموع في حضن جدتي التي كانت تبكي بحرقة معي ''' قررنا المبيت هذه الليلة قرب النهر حتى الصباح ونام الجميع و هأنذا مجددا مع أمي وأبي وعائلتي مرة اخرى في الحديقة و أنا في حضن أبي أمي و جدتي تعدان في الغداء و يزن كعادته يلعب مرة أخرى يخبرني أبي ان اعتني ب مروة و مرة أخرى يغني يزن و مرة أخرى أستيقظ على صوت جدتي وهي تقول سمر استيقظي يا بنتي و ها هو مشوارنا قد بدأ مرة أخرى ونحن بنفس الحال نسير و نسير و نسير ظللنا على هذآ الحال لمدة شهر ونحن نسير و نتوقف و نسير و نتوقف حتى وصلنا لكهف يبدو أنه علينا مروره وكان لابد من ذالك كما قال الرجال لأنه إن أردنا الوصول ل أسطورة ساريز ذاك العظيم الذي ارهقنا علينا عبور هذا الكهف و بعده سبعة كهوف أخرى ثم نقطع بحيرة الألم كما يسمونها ونصل إلى الجبل المعظم '''"""" كان الكهف ضيقا و مظلم اشعلنا النيران لعبوره و تفادى العوائق ~~أنه رطب لدرجة أن جسدي يقشعر منه عبرناه بصعوبة بالغة حتى أن الأغلبية تعثروا كثيرا في عبوره و كذا الكهوف السبعة المتبقية كان كل واحد منها أسوأ من الآخر بالنسبة لي هذه أسوأ رحلة قمت بها في حياتي و أنا طفلة في الثامنة """"" أخيرا عبرنا كهوف الموت هذه و ارتحنا عند نهاية الأخير المسمى ب اوهايوس لا أعلم سبب هذه التسمية التي تدب الرعب في قلبي ولكن يبدو أن ورائه قصة مخيفة لا أود بالتأكيد معرفتها ...... واصلنا السير كالعادة في الصباح الباكر حتى وصلنا في الظهيرة ل بحيرة الألم التى يدب فيها صمت عظيم ولا كائن صغير فيها جعلني هذا ارتبك قليلا إنها تحمل إسمها يبدو أنها قتلت كل ما فيها بالألم والمعاناة . . . . أخذ الكل قسطا من الراحة وبدأ الرجال بصنع قوارب خشبية عددها ستة في كل قارب عدد معين من الناس هذآ لأننا في الحقيقة كمية قليلة من الناجين من قرية الهلاك التي أخذت مني أغلى ما أملك وياليتها أخذتني معهم ياليتها * * *
.
.
.
.
.
.
.
.
قطعنا البحيرة ب أمان و تقدمنا بضعة أمتار كثيرة حتى رأى الرجال الجبل وبدأوا يتهللون كأنهم عثروا على كنز القبطان ذي اللحية السيئة المشهور بأنه كنز لا حدود له وبدأنا بالتقدم و المضي لعدة أيام حتى وصلنا الجبل الذى يبدو قريب ولكنه بعيدا جدا حتى أنني ظننت اننا سوف نموت قبل أن نصل لذاك الجبل الذى بت اكرهه بسبب الإعياء الذي سببه لجدتي المسكينة خفت جدا خفت أن تذهب للقمر من دوننا أنا و مروة و تتركنا وحيدتين تتخبط بنا الدنيا مرة أخرى ولن نتحمل ذالك أجل لن نتحمله فالخسارة مرتين أمر موحش جدا ومخيف لدرجة الجنون
.
.
.ّ
والآن بعد أن وصلنا لساريز علينا عبوره لدخول جنته التي بدأ الكل يصفها بأنها أجمل مكان على وجه الكرة الأرضية كلها و أنا بت أكره حتى الحديث عنها لما أصاب جدتي التي باتت حالتها أسوأ كيف لا وهي طاعنة في السن ولا تتحمل كل هذا هي ضعيفة مقارنة بالأحداث الضخمة التي حدثت و تحدث معنا و لكنها كانت متشبسة بالحياة من أجلي ومن أجل مروة حبيبتي قطعة روحي أخذنا راحة لمدة يومين قبل عبور الجبل وكنت فيها اعتني بجدتي التي بدأت تتحسن قليلا و اعتدت حمل مروة و اسكاتها و كل ما يخصها . . . تحركنا ظهيرة اليوم الثالث لأن رحلة عبور الجبل تحتاج يوم و نصف اليوم و تحركنا سيرا كالعادة لم نتوقف أبدا إلا دقائق قليلة للشرب أو قضاء الحاجة حتى وصلنا للملكة التي نبتغيها كانت الليلة من ليالى الهلال حيث لا يكون القمر مكتمل بل صغير جدا ومن شدة التعب نمت نومة عمييقة لم أشعر بأنني نمت هكذا منذ ثلاثة أشهر مضت تلك الليلة مروة بقربي و جدتي تحتضننا نمنا معا بعمق و نفس الحلم الذي يراودني كل مرة منذ ذلك الحادث المشئوم ولكن هذه المرة لم أستيقظ على صوت جدتي كالعادة بل استيقظت وأنا أسمع أصوات جميلة جميلة جدا تشبه أصوات العصافير في قريتنا .... فتحت عيني وأنا أرى مالم اتخيله رأيت جنة لم أرى لها مثيل رأيت جمالا لم اعهده من قبل سبحان من صوره بحثت وإذا بي أرى جدتي تقول : سمر استيقظتي يا حلوتي .. اغسلي وجهك وتعالى
اجبتها : حسنا يا جدتي
غسلت وجهي عند نهر لم أشرب أعذب من ماءه ولم أرى أصفى من سماءه و لم أنظر إلي أشرق من شمسه علمت أننا لم نتعب سدى شعرت بسعاده ممزوجة بحزن تذكرت لو أن أمي وابي واخي كانوا معنا هنا ....
أنت تقرأ
سأعتني بك يا اختي
ChickLitموت . فراق . يأس . وداع . أمي . أبي . أخي . رحلوا جميعا تركوني . تركوا مروة اختي الصغيرة عائلتي مسئوليتي كنزي آخر ما تبقى لي من ذكريات الاحبة سأعتني بك يا اختي