تمنيت لو كانت أمي هنا .. لو كان أبي هنا .. يزن وآه على يزن الصغير الذي لم يتهني بطفولته ااااه و آهات . . . نظرت إلى الأزهار المتنوعة تذكرت حديقتنا التي لطالما عودتنا أمي أنا و يزن أنا نسقيها معا ... سقطت دمعات ساخنة مريرة تحمل كل أحلامي الذابلة و تشتتها زجاجا محطم على وجهي الصغير ل يشوه وجهي المتألم بحسرات الماضي المرير ..... مسحت جدتي خدي واخبرتني أنني سمر الفتاة المرحة القوية والتي ستعتني ب أختها و طمانتني أنها ستظل معي و مع مروة ولن يفرقنا شئ ولا شئ ،،،، بدأ الكل بالعمل قررنا بناء قريتنا هنا بعيدا عن الحروب و الدمار و كل ما هو مزعج وزعت المهام بين الرجال من بناء و قطع الخشب و غيرها و النساء إعداد الطعام والاهتمام بكل الشؤون الأخرى ... كانت جدتي تساعد بقيت النساء وأنا اعتني بالصغيرة و أهتم بها منذ أن حدث ما حدث قبل ثمانية أشهر ومروة أصبحت جزء كبير مني وأنا منها لا تنام إلا بقربي لا تسكت إلا بعد أن احملها وأنا لا أرتاح إلا بعد أن أشعر بها قربى واتنفس رائحتها الطفولية التي تذكرني ب أمي و حنانها و أبي و عطفه واخي و برائته """ مرر شهران مذ اتينا إلى ساريز وبنينا قريتنا المتواضعة التي سموها نضال تيمنا ب صمودنا و نضالنا حتى وصلنا إلى هنا صار لنا أنا وجدتي و مروة مأوى ننام فيه هو كوخ صغيرة متواضع يحمينا نحن ثلاثتنا مكون من غرفتين و مطبخ و حمام يحمل اثاث متواضع لأننا لازلنا في البداية و كذا بيوت القرية تحمل اثاثا متواضع بسبب الظروف التي مررنا بها ونحن لا نملك شيئا من متاع مذ اتينا غير انفسنا وبعض الحاجيات الضرورية ..... مرت الأيام تعقبها أيام وتعقبها أسابيع و أشهر و عام وها أنا ذا قد أكملت العاشرة و مروة أصبحت في عامها الثالث كبرنا وكبرت جدتي معنا وصارت حركتها صعبة خصوصا أن مروة أصبحت فتاة مشاغبة جدا لكنني أحبها ... كما أنه قد زاد عددنا في القرية فمن تزوج وأنجب و من حظيت بمولود جديد ومن حظي ب اثنين و أصبحت أنا اتحمل مسئولية المنزل بسبب كبر جدتي التى ارهقها الألم و عذبتها الذكريات و اتعبها عدم القدرة علي النسيان ... في الصباح أقوم ب إعداد الفطور و اذهب لمدرستنا المتواضعة التي نتعلم فيها ما يستطيعون تعليمنا فيه و أعود لأكمل بقية عمل جدتي و اعتني ب مروة و ادرس و ثم اذهب لأمي و عائلتي وذاك الحلم الذي استمر لثلاث سنوات من دون انقطاع ... لا يزيدني إلا عذابا و قهرا و ألما تعبت منه بقدر ما أحبه لأنه يجعلني أرى أحبابي مرة أخرى . . ....
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
ذات مرة عثرت على حمل صغيرة اسميتها روبي كانت ناصعة البياض بعد قليل ظهرت لي والدة روبي التي يبدو أنها احبتني مثلما احببتها و اخذتهما معي إلى الكوخ و هذا طمأن الكل أنه يوجد بشر قريبون من هنا أي أنه يوجد حياة يمكنهم الإفادة و الاستفادة منها أصبحت روبي و أمها روز مصدر رزق لنا حيث.أن جدتي تصنع منهم الزبدة وتبيعه و أيضا الحليب أصبح متوفر خصوصا بعد أن أصبحت الشقية روبي كبيرة .... بعد بحث دام لمدة أشهر وجدت أكثر من قرية بالقرب منا و صار التواصل بيننا و بينهم جيد و ازدهرت قريتنا قليلا واضفنا أشياء افتقدناها منذ سنين ...
.
.
.
.
أتذكر أول كلمة نطقت بها مروة كانت سمل وهي تقصدني سمر بكيت يومها كثيرا من السعادة و الفرح و ها هي الشقية تتحدث أفضل و تتقن الكلام ذات لسان سليط تجعلني اضحك أحيانا حتى تدمع عيناي هي ذكية جدا لو كانت أمي هنا لفرحت جدا و لقالت اختك الصغرى أذكى منك و لكنت غضبت و مددت لها لساني مثلما كانت تقول لي أن يزن أذكى مني .... الآن أنا ادفع كل عمري فقط لتعود تلك اللحظات و نعود معها لدارنا و عائلتنا الدافئة ... لم تعد عيناي تذرف الدموع لأنها نفدت ولكن الآهات و الحسرات لم تنفد بعد بل وموجودة بكثرة _____""""
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
عام واثنين وثلاثة و ستة و ثمانية مرت على حالنا هذا أصبحت في الثامن عشر من عمري و مروة في العاشرة أصبحت جدتي هرمة جدا لا تستطيع الحراك وأنا تحملت المسؤولية منذ وقت طال جدا ذهابه لم أدري كيف مرت الأعوام بهذه السرعة القصوى وكيف كبرت صغيرتي واصبحت طفلة جميلة وجهها يذكرني ب أمي كثيرا لذالك أنا أحبها أحبها بكل ما أتيت من مشاعر ..... درست حتى الثانوية لأنه تمت بناء مدرستين في قريتنا أكملت دراستي بنجاح و الآن اعتنى بالأطفال و ادرسهم وأعود لاقوم ب أعمال المنزل تعودت على هذا الروتين ولكنني أجد نفسي عندما أعلم الأطفال و اعطيهم الدروس بالمدرسة أشعر بسعادة كبيرة و كأنني أرد الدين لهذا الصرح الذي انتشلني من الأمية و الجهل ولكن هيهات مهما فعلت لن أستطيع رد الدين .... اتمنى لو كانت أمي هنا ترى ابنتها وقد أصبحت أكثر مما تتمنى ...
مروة تدرس بجهد و لكن بعد أن تسألني ألف سؤال لن تدع عادتها هده أبدا و لكنني أدمنت اسالتها المتكررة و ثرثرتها الدائمة كما أحبها ... إنها أختي التى عوضت فيها كل الحنان انتشلت منها كل الحب اعطيتها كل الأمان أخذت منها كل العطف هي و جدتي الآن كل ممتلكاتي و علي اسعادهما .... جدتي هذه المرأة العظيمة التي تتصف بكل صفات إسمها فداء هي افدتنا أنا وأختي بكل ما تبقى من عمرها و وهبته لنا نحن الاثنتين لم تعطى لنفسها آى وقت إلا وكان لنا عوضتنا عن مصيبتنا منها تعلمت التضحية و الحب و الإخلاص و كل ماهو رائع فداء فدتك روحي و قلبي و دمي انتي و مروتي حبيبتي الصغيرة . .
.
.
.
. يبدو أن تلك الحرب اللعينة انتهت كل أهل القرى يقولون ذالك و يذهبون للمدن للتبضع و يبدو أن الحال ميسور و لكن بعد ماذا
بعد أن أخذت احبتي مني بعد أن قطعت روحي إلى أشلاء صغيرة صارت هباءً منثورا ولكن ماذا أقول غير أن هذا قضاء الله وعلينا الرضا به .... لديّ امل كبير بالمستقبل الذي لا أعلم ماذا يخبئ لنا ولكن مادامت جدتي و مروري بقربي هان علي كل الصعب ولن أخاف من شئ سوى فقدهما .....
أنت تقرأ
سأعتني بك يا اختي
ChickLitموت . فراق . يأس . وداع . أمي . أبي . أخي . رحلوا جميعا تركوني . تركوا مروة اختي الصغيرة عائلتي مسئوليتي كنزي آخر ما تبقى لي من ذكريات الاحبة سأعتني بك يا اختي