كانت سمية و لجين و حنين يتابدلن عناق سمر التي احتارت و كاد عقلها يطير من التفكير و من تصرفاتهن الغريبة و استأذنت وذهبت هي ومروة و الحيرة تقتلها...
.
.
. بينما كانت سمية و لجين وحنين التي كانت تبكي بشدة ينتظرن عماد على احرر من الجمر و فور دخول عماد هبت له سمية واخذته لغرفة المكتب التي كن حنين و لجين ينتظرنه أيضا فيها .. وبدأن يقصصن عليه ما حدث وكان مصدوم تماما و عينيه تدمع لأنه أخيرا وجد إبنة أخيه ولكن ما جعلهم في حزن شديد هو معرفتهم بما حدث لبقية العائلة فقد أخبرتهم سمر مسبقا أن الحرب قضت عليهم
.
. قال عماد : كيف سنخبرها
قالت سمية : لا أعلم فأنا سوف أنهار أمامها
قالت حنين : وأنا أيضا
فقالت لجين : يجب علينا أن نسأل سمر شي عن عائلتها و نخبرها بالموضوع
فاتفقوا على رأي لجين جميعا و توجهوا فورا لمنزل سمر .
.
.
.
.
.ّ كانت سمر تفكر في ما حدث معها اليوم و لماذا هذه الأسئلة و لما تلك الصدمة التي علت وجوههم و تذكرت صدمة لجين برؤيتها وكيف أن سمية لم تنزل عينها عنها عندما رأتها وعن عناقات حنين الدافئة لها و عماد الذي يذكرها بوالدها فهو يملك نفس الملامح وشبه مروة له و ل لجين ولا تجد نتيجة لكل اسألتها أخرجها من شرودها صوت جرس الباب الذي فتحته قبلها مروة و تفاجئت عندما رأت سمية و زوجها و لجين و حنين من دون شروق و عمار فزاد حيرتها و تساؤلاتها .دخلو جميعا وأعدت لهم الشاي وطلبت من مروة ان تصعد وتلعب بغرفتها فنفذت مروة دون جدال فهي لا تعصي أختها أبدا
.
تحدث عماد : كيف حالك يا بنتي
فقالت سمر : بخير والحمد لله ياعمي
فقال : ادامك الله بخير يا بنتي
فشكرته و بدأوا بالحديث وعن جامعة سمر وكيف اجتازت امتحاناتها وعن مروة الشقية و فجأة سألت لجين سمر : هل تملكين اي أهل هنا
فقالت : ربما
فقالت لجين : كيف
أجابت سمر : عندما أتيت إلى هنا أتيت من أجل أن هذه المدينة هي الأم لأهلي رحمهم الله و تذكرت أن أبي قال انه يملك كل أهله و أهل والدتي هنا وأن هذا المكان جميل وأنا لم أتردد في القدوم
لجين : لما لم تبحثي عنهم
قالت سمر : أنا لا أعلم عنهم شئ ولا أعلم إن كانوا لا يزالون هنا أم لا وكانت جدتي تقول أن أمي لها اختان و الكبرى متزوجة من عمي الذي لا أتذكر اسمه أو أعلم أي شئ عنه
فقالت لجين : وماذا إن علمتي انهم هنا و يبحثون عنك
كانت سمر مصدومة تماما و لا تعلم ما تقول فردت : لا أعلم ما أقوله حقا فيال سعادتي لو كان لي سند بعد أهلي
فقالت لجين : هل سترحبين بالفكرة
قالت سمر : ومن يرفض أن يكون له عائلة و تحبه
فقالت لجين إذن اسمعي كلام عماد جيدا
فقالت :كلي أذان صاغية
فقال عماد :سمر يا بنتي لابد أنك تتسائلين عن ردود فعلنا مذ رأيناك وكيف أن الكل يشبهك ب ياسمين و لو لاحظتي الشبه الكبير بين لجين و مروة و بعض ملاح مروة تشبهني ولو تتذكرين والدك سوف تلاحظين الشبه بينه و بيني
دمعت عين سمر و قالت : أجل فأنا حين رأيتك أحببتك كما كنت أحب والدى لأنك تذكرني به
فقال : وأنا أيضا أحببتك يا بنتي ... أن قلت لك أنني عمك هل تصدقين
علت وجه سمر الصدمة ولم تعرف ما ترد فهو حقا يشبه والدها ولا تنكر شبه مروة به وب لجين فقالت : كيف
فقال : أجل أنا عمك و هؤلاء خالاتك و هي جدتك
فقالت وعينيها تدمع بغزارة :كيف
فقال : أخي منصور بعد أن تزوج من والدتك قرر الذهاب للقرية التي كنتم تعيشون بها لأنه يريد من أعماله ان تزدهر هناك و أمي أصرت على الذهاب برفقته و ذهب و بالفعل باشر أعماله وكان يأتي لزيارتنا دائما و لكنه انشغل كثيرا بسبب الأعمال ولكن كان يتواصل معنا بالرسائل عندما أخبرنا بإستقراره و إنجابكم كنا سوف نزوركم ولكن لم تشئ الأقدار ذالك و أيضا ولادة اخوك الأصغر منك ولكن بسبب الحرب انقطع التواصل بيننا ولم نعد نعلم عن بعضنا شيئا و بعدها سمعنا بما حدث في تلك القرية ولم نعلم عنكم شي و لم نترك وسيلة لم نستخدمها للبحث عنكم ولكن هيهات كل مجهوداتنا طارت هباءً و عندما تعرفنا عليكم شككت بالأمر و قررت البحث حول الموضوع علمت بعدها انكم ذهبتم ل ساريز التي كنت سوف اذهب لها بالأسبوع المقبل لاعلم شئ عن أخي وأسرته و لكن الله شاء غير ذلك عندما وجد عمار قلادة خالته لجين ظاننا أنها لك و عندها تعلمين الباقي عندما زارتك سمية و خالتى و لجين
كانت سمر في حالة صدمة قوية فلتوها علمت أن لها عائلة وتبحث عنها منذ زمن و أن إحساسها اتجاههم بالحنان و الحب و العطف لم يكن إلا لعائلة تمنتها منذ زمن طويل احناه الدهر فكانت شلالات من عيونها تخرج ولا تعلم ماذا تفعل هل تعانقهم فلن يكفيها العناق أو هل تقبلهم فلن تشبعها القبل أم تخبئهم داخل قلبها و لا تخرجهم أبدا ولكن هذا لن يشفى شوق عينيها و ذراعيها و كل حواسها لهم .
فقامت حنين من مكانها ولم تستطع أن تقاوم أكثر شوقها لحفيدتها التي حرمت منها لسنين طوال فعانقتها ولم تجد سمر إلا نفسها وهي تقول جدتي و تعانقها بقوة و فور سماع حنين تلك الكلمة حتى اهتز كل جسدها و دخلت في عناق وطويل مع حفيدتها و هما تبكيان حتى نزلت مروة لصوت بكائهما وفور رؤية عماد لها حتى أخذها بين احضانه يستنشق فيها رائحة أخيه وظل الحال لمدة طويلة يتبادلون العناق و كانت مروة حائرة لما يبكي الجميع ولما يعانقونها هكذا كأنهم أول مرة يروها فيه .. وهي كانت لا تعلم أنه أول عناق عائلي لهم فسألت ببرائة سمر لما تبكون جميعا
فقالت سمر : صار لدينا عائلة يا مروة
فقالت : وهل هذا يبكي
فقالت سمر : إنها دموع الفرح يا حبيبتي . وأضافت منذ اليوم لدينا أم وأب وأخت وأخ و عائلة كاملة
فقالت مروة : كيف
فقالت سمر : العم عماد هو والدنا منذ اليوم و الخالة سمية هي آمنا و الجدة حنين هي جدتنا و الخالة لجين هي خالتنا
فور سماعها لهذا ركضت عند لجين وقالت : وكيف هذا
قالت سمر : ستفهمين عندما تكبرين يا عزيزتي
فبكت مروة وقالت : وأنا لدي والد ولم أكن أعلم
فبكى عماد لبكائها وقال : وأنا لدي ابنة جميلة لن أتركها بعد اليوم مطلقا
وكان الجميع يبكي حتى استاذنوا ليغادروا ويعودوا بالمساء و طلبت سمية من سمر الا تطبخ لأنها سوف تطبخ لها بنفسها و نفذت سمر أمر والدتها فورا .... أما عن شروق فهي مذ علمت ركضت ركضا لبيت سمر وهي تطير من الفرح ولم تتمالك نفسها و هي قد حصلت على اختين بنفس الوقت فكانت سمر تضحك على منظرها كثيرا و أما عمار فيضا من السعادة اكتسح قلبه فلم يكن يعلم ما سيقوله لسمر التي أتضح أنها ابنة خالته فقد كان يسرح في عالم كله سمر و لم يكن يعلم ما يقوله او يفعله فقد حصل على ابنتي عم و خالة بنفس والوقت وهما فخر لكل أب وأم و سرح لو أن عمه كان على قيد الحياه لكان أكثر الرجال فخرا ببنت مثل سمر .
أنت تقرأ
سأعتني بك يا اختي
ChickLitموت . فراق . يأس . وداع . أمي . أبي . أخي . رحلوا جميعا تركوني . تركوا مروة اختي الصغيرة عائلتي مسئوليتي كنزي آخر ما تبقى لي من ذكريات الاحبة سأعتني بك يا اختي