مر الكثير من الوقت والشمس أشرقت ونظرت لساعة أبي التى معي منذ زمان طال ..تذكرت كيف سرقتها بطفولية ذاك اليوم وخبئتها كأن قلبي كان يعلم أنه آخر شئ من مقتنيات أبي سيظل على الوجود . . . .
وجدت أنها قاربت من الثانية عشر ظهرا لذا ايقظت مروة التي كانت نائمة فهي متعبة بسبب السفر و جلستنا الغير مريحة . اعطيتها بعض من الطعام و تناولت القليل وعندما وصلنا لنصف الطريق توقف السائق ليقضي بعض الحاجة فتسللت أنا و مروتي بخفة خارج العربة و اتجهنا وراء شجرة حتى ذهبت العربة . . . جلسنا تحت الشجرة قليلا ثم تحركنا كما اخبرتنا الجدة هنادي و عند سماع الصافرة أيقنت أننا اقتربنا من محطة القطار فسرنا بسرعة أكبر حتى وصلنا .....
تلك المحطة تعج بالخلق والبشر وأشكال والوان مختلفة من الناس ... جلسنا على كنبة قريبة كان هناك كثير من القطارات ف احترت إي واحد سوف استغله ونحن لا نعلم إي مدينة سوف نذهب .. ولكن لفت انتباهي موقف مكتوب عليه الشرق ... رجعت إلى ما قبل أحد عشر عام إي عندما كنت بالسابعة من عمري كيف كان يحكي لنا والدي أنه من الشرق وجمال الشرق و بهائه و حكى لنا أنه هناك تعرف على أمي ولازال أهلها موجودون هنالك وأن الظروف هي من أتت بهم للقرية اللعينة التي اخذتهم مني <> في تلك اللحظة قررت أن نستقل هذا القطار علنا نجد بعض من السعادة التي كان يحكي لنا أبي عنها فذهب واشتريت تذكرتين و ركبنا القطار ريثما يتحرك مخافة أن يفوتنا جلسنا في إحدى غرف القطار ثم أتت سيدة في عقدها الرابع تبدو من مظهرها أنها ثرية ولكن رقة و بشاشة وجهها تشعرك بالاطمئنان والراحة >< كان معها شاب ربما هو قريب من عمري أو أكبر بقليل فسلمت علىّ ورددت لها السلام ابتسمت لي ب أريحية وقالت : مرحبا يا بنتي أنا أدعي سمية وهذا ابني عمار
ابتسمت لها بالمقابل وقلت : أهلا بك يا خالتى أنا سمر وهذه صغيرتي مروة
قالت : أهلا ولكن الستي صغيرة لتصبحي أم
ضحكت وقلت : لا ياخالة هي اختي الصغيرة ولكنها أغلى من الابنة
ابتسمت وقالت : ادام الله الحب بينكما
فقلت : امين يارب
.
.
.
. ظلت السيدة سمية تنظر لي بين الفينة والأخرى وأنا لا أعلم لما فتجرات وسالتها : هل يوجد شئ يزعجك يا خالة
فقالت:وقد اقرورقت عدساتها تشبهين أحد اتمنى فقط لو أعلم شئ عنه
قلت بحنان : اتمنى لك يا خالتى ان تعلمي عنه شئ يطمئن قلبك
قالت : اتمنى ذلك . . . وبالمناسبة انتى جميلة جدا يا سمرتي
قلت بحياء : شكرا لك هذا من ذوقك
ضحكت عليّ وقالت : ايخجل القمر
قلت يحياء شديد وأنا اقسم أن وجهي صار مثل الطماطم : لا تجامليني لست بهذا الجمال
فردت ب ابتسامة رقيقة : أنا لا اجاملك انتي حقا أظرف وأجمل فتاة قابلتها
ابتسمت وتلعثمت : شكرا جزيلا لك
.
.
.
.
.
.
.
. وطول الرحلة كان ذاك العمار صامت ولاحظت أنه يسترق النظر مما جعلني لا أشعر بأي راحة بعد قليل استيقظت مروة وقالت : سمور
قلت : يا روح سمرورتها
أجابت : أنا عطشى
فاخرجت بعض الماء وسقيتها من يدي وقلت لها : هل ترغب الأميرة مروة بشئ آخر
فقالت : فقط قبلة
ضحكت وقلت لها : فقط قبلة .... وقبلتها على خديها وبين عينيها وقلت : لو تطلبي القمر ينزل
ضحكت وقالت : إذن انتي قمري
وقبلتني فضممتها وصرت ألعب بخصلات شعرها وهي لا تنفك تسألني عن أي شئ تراه
سألتني : سمورتي
فقلت : يا مشاكسة قولي ما تريدي يا روح سمور
فقالت : اروي لي قصة أشعر بالملل وانتي تعلمين إي قصة أحب
ضحكت وقلت لها : ومنذ متى وانتي أصلا لا تشعرين بالملل .. ولكن معك حق الآن عليك الشعور بالملل ولكن ألن تسئمي من هذه القصة
فقالت : لااا فأنا أحبها لأنها منك انتى
قهقهت على برائتها وقلت حسنا يا مراوغة
.
وبدأت أقص عليها قصة التمثال الباكي التي كانت تقصها لي أمي و مروة مي علمت بهذا تحب أن تسمعها كل يوم لا بل كل دقيقة وثانية يالها من مجنونة ... بعد أن انتهيت طلبت أن أغنى لها و أنا لا أمل أبدا من طلباتها التي ادمنتها فبدأت أغنى لها :
ضمي يا اختي ضمني
نامي يا اختي ب أمان
في صدري دفء وحنان
اوصتني أمي ان تبقى جوا عيني
لا تخشى يا اختي من شئ
لا لا تخشى
عيشي يا اختي لن تشقي
ما بين يدي عيشي جوا عيني
قد مرت أمي في حلمي
مثل النجم. ضميني يا اختي
ضمي ضمي
في قلبي إن غابت أمي دفء الأم
ضميني ضميني يا اختي ضميني
إن فاضت من عيني دمعة
غسلت من قلبي أحزاني والبسمة
في فمك الشمعة غمرت قلبي ب
اطمئنان . نورا وأمان حبا وحنان
نورا حبا و حنان
.
حتى لاحظت أنا مروة هدأت و ارتخت عضلاتها الصغيرة كانت قد غفت
ابتسمت لها بحب وقبلتها قبلة عميقة و ضمنتها لصدري كي لا تتعب في النوم أو تستفيق
.
.
.
.
. كانت سمر تغني بينما لا تعلم أن هناك من يراقبها وقلبه كاد أن يخرج من مكانه ... كيف تعلم بهذه الأغنية و كيف تملك هذا الصوت الذي يذكرها ب أختها ياسمين كيف وكيف وكيف ... كانت سمية تفكر بينها وبين نفسها في سمر هذه الفتاة التي احبتها مذ أول مرة رأتها فيها وخفق لها قلبها لأنها تشبه أختها ياسمين التي كانت تعيش مع زوجها وأبنائها الثلاثة و والدة زوجها في قرية لا تتذكر إسمها أو شئ عنها و ما اربكها أكثر الأغنية التي غنتها و صوتها كم يشبه صوت أختها الصغيرة ياسمين وهذه الحنية والعطف لا تملكهما إلا أختها كانت تشرد بسمر كثيرا وتكاد دموعها ان تهطل ف ايقظها ابنها عمار قائلا :
أمي مابك تبدين متوترة
فردت : سمر
نظر لها عمار و قال : ما بها هذه السمر
فقالت : نسخة مصغرة من خالتك ياسمين
قال : أمي كيف ل فتاة غريبة ان تشبه خالتى التي لا نعلم عنها شئ
قالت : أقسم لك يا ولدي أنا أصدق في هذا و لكانت جدتك هناك لبكت وحضنتها
فقال : ربما هي شبيهتها الأربعين
قالت : ربما ربما
.لكن كان عقلها يقول لها شئ آخر ولم تنزل عينها من سمر أبدا و هي تفكر وتفكر إلا أنا أعلن القطار الوصول لمدينة تسمى النسيم
خطر على بال سمر والدها الذي كان قد ذكر لها أنه عاش في هذه المدينة هي مدينة أهلها لذا حسمت الأمر وقررت أن تنزل هنا فايقظت مروة و تجهزن للنزول لاحظت أن السيدة سمية أيضا هي و ابنها سوف ينزلان فنزلو جميعهم ولكن سمر كانت ذاهبة من غير وجهة فهي لا تعلم شئ هنا أو عن أقاربها أو هل لا زالت هنا أم لا فسألت السيدة سمية عن منزل للإيجار أو أي فندق فردت عليها أن الوقت تأخر ويجب عليها أن تذهب معها ولكن سمر أصرت على أن تستاجر منزل أو تغطن في فندق فلاحظت عليها سمية إصرار أختها فلم تناقشها أكثر ف أخبرتها عم فندق قريب و ودعتهم وذهبت . . .
نامت تلك الليلة سمر في الفندق المتواضع في غرفة واحدة هي وسمر فهي تخاف عليها لأنها لا تنام وحدها وان لم تجد سمر سوف تبكي بشدة ودموع مروة أغلى عليها من الزمرد .... وقد رأت والدها بعد أيام من الانقطاع فركضت له وقالت : اشتقت لك يا أبي
بادلها العناق وقال الآن انتى في دارك يا سمر لن تشعري بالغربة و سيلتم الشمل الذي افترض لسنين
فقالت ب حيرة : ماذا تقصد يا أبي
فقال : ستعلمين قريبا
استيقظت في صباح ولا أجمل رأت من النافذة مدينة رائعة الجمال مليئة بالخضرة لم ترى مثلها إلا في ساريز ... اغتسلت وايقظت مروة و أعدت فطورا بسيط لهما ولكنه لذيذ و قررت أن تبحث عن منزل مناسب لهما بسعر مناسب تشتريه حتى لا تتعب في دفع الاجار وتضيع النقود التي تحملها معها
نزلت متمسكة بمروة و تركت أغراضهم في غرفة الفندق الذي دفعت له أجرة يومان
وجدت كثيرا من الأحياء ولكن لم تطمئن لها إلا حي واحد يبدو من مظهره راقٍٍ جدا ولكنه مناسب للعيش فهي تريد لمروة ان تتربي في مجتمع نظيف فقررت أن تبحث عن منزل صغير لهما ... وبعد بحث طال لنصف اليوم وجدت منزل صغير يطل أمامه قصر فخم جدا .. كان المنزل راق الاثاث و جميل يحتوي على غرفتين و صالة ل إستقبال الضيوف و مطبخ جميل وحديقة صغيرة يمكن أن تزرع فيها بعض أنواع الاوركيد التي كانت تحبها والدتها المتوفاة ... كان قريبا من طراز منزلهم الذي كان يكبره بكثيير ولكن هذا يفي بالغرض لأنهما اثنتين لا غير ف قررت شرائه كان سعر المنزل مرتفع جدا ولو اشترته سمر سيتبقي لهما نقود لن تكفيهما ل شهر ولكنها قررت شرائه و البحث عن عمل ... فدفعت النقود لصاحب المنزل و ذهبت أحضرت أغراضها هي و مروة و رتبتها و حضرت لهما غداء دسما لأنهما جائعتان ولما تتناولا شئ منذ الفطور البسيط و بعد الغداء غطتا في نوم عميييق راجيتان حياة جميلة و نظيفة هنا من دون أي الام أو قهر .....
أنت تقرأ
سأعتني بك يا اختي
ChickLitموت . فراق . يأس . وداع . أمي . أبي . أخي . رحلوا جميعا تركوني . تركوا مروة اختي الصغيرة عائلتي مسئوليتي كنزي آخر ما تبقى لي من ذكريات الاحبة سأعتني بك يا اختي