استيقظت سمر في الصباح وكلها نشاط أعدت الفطور و ايقظت مروة و قررت الذهاب لشراء بعض الحاجيات الضرورية .. لم تتعب في البحث عن السوق لأنها المدينة كل شوارعها مخططة بطريقة نظامية و يوجد يافطات تدل على كل مكان
اشترت سمر حبوب لتزرعها و بعض البيض و الحليب و الدقيق و غيره الكثير كما اشترت لمروة عدة رسم فهي تعشق الرسم و اشترت أوراق واقلام لها ول مروة فهي تنوي تسجيلها بالمدرسة حتى تكمل تعليمها و لحسن حظهم صادف اليوم عطلة أي يوم الجمعة
كانت الشقة ذات أثاث راقى و متحضر و لا تحتاج لأي شئ جاهزة للسكن لذا فقط اشترت الأغراض المهمة .. ولاحظت أن ما تبقى معها من نقود سوف يكفيهم ل أسبوع واحد فقط ولكن تمنت لو تجد وظيفة تطمئن قلبها
.
.
. عادت سمر و مروة للبيت وواعدت سمر الغداء و بدأت بزراعة الاوركيد حتى تراه عما قريب يزين حديقتها .. بينما كانت مروة ترسم في أختها وهي مستمتعة بالرسم و تبدع في وضع الألوان . . . . .
.
.
. بينما كان في القصر المجاور لهم سيدة جميلة أتاها أحد الخدم : سيدتي يبدو أنا المنزل المقابل لنا قد سكن
أجابت : إذن علينا أن نرسل لهم ترحيب يليق بمكانتنا .... ابعث لهم حلوى في سلة جميلة وبعض الأزهار وقل لهم السيدة سمية ترحب بكم في حي النسيم
ذهب الخادم لينفذ طلب سيدته التي هي سمية >>> أجل سمية التي لا تنفك تفكر في سمر و ربما لها علاقة ب أختها ياسمين
ذهب الخادم وأعطى سمر السلة و شكرته و ملئة له السلة بكعك العسل الذي هي ماهرة في صنعه والذي أعشقه سمر .. لقد ورثت مهارة الطبخ من أمها وتعلمت منها سر صناعة كعك العسل وأصبحت بمهارة أمها في صناعته
عاد الخادم للقصر و هو يحمل الكعك في السلة و أخبر سيدته التي طلبت منه وضع القليل منه على مائدة العشاء
.
.
.
.
.
. مرر اليوم بسلام على سمر و مروة وبعد العشاء ذهبتا للنوم مباشرة بعد يوم شاق
.
.أما في القصر في مائدة الطعام كانت تجلس سمية و ابنها عمار و زوجها عماد و الجدة حنين و ابنتها المدللة و الظريفة شروق
تناولوا العشاء في جو عائلي جميل و أتت التحلية وكانت عبارة عن الكعك الذي احضرته سمر ف انتشله عمار بسرعة
أمي أشكرك لطلب صنع كعك العسل فأنا منذ زمان لم اتذوقه ممم أنه لذيذ تذوقيه يجب على شكر الخادم الذي صنعه فهذه أول مرة اتذوق كعك بهذه اللذة
سمية : بالهناء يا حبيبي. ولكنه من جيراننا الجدد
وعندما تذوقته حنين فاض سيل منهمر من عينيها
فقالت سمية : مابك يا أمي
قالت : الكعك
سالوها جميعا ب اهتمام : ما به
فقالت : إنه هو
فتذوقته سمية و عماد وكانت الصدمة بادية على وجهيهما ... نادت سمية بسرعة على الخادم من هم الجيران
فاجابها : فتاة شابة ومعها أختها بعمر العاشرة
ففكرت سمية في سمر لا تعلم لما خطرت بالذات هي على بالها و سألت ب إهتمام :ماهو إسمها
أجاب أنه لا يدري ماهو إسم الفتاة وقال أنها متوسطة الطول ذات جسد نحيل وعينين رماديتين جميلتان و أيضا خطرت سمر على بال سمية وقلبها يخفق بشدة فقررت أنها في الصباح سوف تقوم بزيارتها
.
.
.
.
.
أشرقت الشمس معلنة بداية يوم جديد و نشيط و كالعادة استيقظت سمر بنشاط حضرت كعك و سخنت الحليب و أحضرت الخبز و المربى و بعض الجبن وصنعت البيض خصيصا لمروة التي مذ اشتمامها ل رائحة البيض نهضت بنشاط و حيوية زائدة واغتسلت بسرعة وأتت تركض ... كانت سمر تضحك عليها بشدة وعلى منظرها الطفولي تناولن الفطور و خرجن نحو المدرسة لتسجيل سمر بها ولكي تباشر يومها الدراسي يكفي الأيام التي تغييرها ّ.... سمر حازمة جدا في موضوع الدراسة و تصبح شخصا آخر أمام الإهمال لذا مروة مجتهدة بدروسها كثيرا
وصلت سمر للمدرسة و مباشرة دخلت لمكتب المديرة التي رحبت بها وسجلت مروة بدون أن تقول إنها ليست كبيرة ل تعول أختها أو تلك التفاهات كما سمعت في القرية .. أجل لأنها في المدينة متحضرة و الكل مثقفون ويعلمون أهمية التعليم وكل شخص يهتم بنفسه ولا يتدخل في خصوصيات الآخرين هذا ما اراحها كثيرا و باشرت مروة دراستها توجهت مباشرة ل فصلها الجديد طمئنتها سمر قبل أن تذهب .... وبينما سمر تتحدث مع المديرة شكت لها عن عدم توفر معلم للرياضيات و معلم انجليزية ف ابتهجت سمر جدا و فورا أخرجت أوراق إكمال الثانوية وشهادات التقدير التي قدمت لها و أخبرت المديرة أنها يمكن أن تدرس فهي كانت معلمة في قريتها و كما تعلم أن علاماتها عالية خصوصا في الرياضيات لذا يمكنها سد هذه الخانة ولا داعي للبحث عن معلم ... أعجبت المديرة كثيرا بسمر وفكرة أنها معها حق ولن يجدوا أي معلم نسبة لكثرة المدارس وقلة من يملكون الخبرة ومن شهادات سمر يبدو أنها متفوقة وهي لازالت في الثامنة عشر و لم تتردد في الموافقة و طلبت منها أن تباشر العمل منذ الغد و قدمت له المديرة راتب شهر و أخبرتها أن المعلمين المجتهدين تكون لهم علاوات و مكافئات كبيرة من الوزارة ف ابتهجت سمر لعدة أسباب أهمها أنها كانت قلقة على مروة وكيف ستعود لوحدها وهي لا تملك اصدقاء هنا و كانت خائفة على النقود التي لن تكفيهما ليومين و ها هي ذهبت كل مخاوفها في لمح البصر فعادت للمنزل مبتهجة مسرورة تحمد الله في كل ثانية
وجدت سيدة تقف قرب سورهم وعندما التفتت لها تفاجئت أنها الخالة سمية فرحبت بها وادخلتها المنزل قالت سمية :
كنت واقفة منذ زمن وعندما لم يرد علي أحد قررت العودة
ردت سمر : كنت قد ذهبت للمدرسة لكي أسجل مروة ل تباشر دراستها التي توقفت منذ أيام
سمية : جيد فالتعليم مهم جدا أنا ابني عمار يدرس بالجامعة القانون السنة الثانية
سمر : اتمنى له التوفيق
سمية : ولك أيضا يابنتي .. ولكن انتى لما لم تكملي تعليمك
سمر : أنهيت الثانوية العام الماضي بتفوق و عملت معلمة بتدريس الصغار ولكن بالمستقبل سوف أكملها
سمية : لكن كم عمرك
سمر : أنا بالثامنة عشرة
سمية : يحفظك الله ... ابني عمار في العشرون من عمره و لدى شروق بمثل عمرك وسوف تدخل الجامعة العام المقبل
سمر : أنا سوف أبدأ غدا بالعمل في المدرسة كمعلمة رياضيات و إنجليزية و ادرس الجامعة بالمنزل فليس لدى وقت
سمية : ولكن أين أهلك يا بنتي
سمر : توفي والدي واخي منذ عشرة أعوام و جدتي ربتنا ولكنها توفيت قبل أشهر قليلة
سمية : أعتذر يا بنتي لم أكن أعلم
سمر : لا عليك يا خالتى هذه سنة الحياة
سمية : انتي فتاة قوية ليحفظك الله ويحميك سمر : شكرا لك يا خالتىقدمت سمر الشاي لسمية و كانتا تتبادلان أطراف الحديث ب إهتمام ولم تنتبهان للوقت الذي مرر بسرعة معلنا منتصف النهار ف استأذنت سمية من سمر و خرجت و ذهبت سمر للمدرسة لكي تجلب صغيرتها معها
.
.
.
. عندما عادت سمية للقصر كانت تحدث أمها و ولديها ب إهتمام عن سمر الفتاة الخلوقة و المهذبة التي أخذت عقلها و نسيت أنها ذهبت لكي تسالها عن كيف تعلمت صناعة الكعك
بدت حنين مهتمة كثيرا بكلام ابنتها وتمنت ولو قابلت تلك السمر و ما ادهشها حديث عمار حيث انه قال لجدته أن أمه شبهتها بخالته ياسمين فردت سمية : أجل يا أمي أقسم لك أنها تشبه اختي كثيرا وعندما رأيتها كدت أقسم أنها هي نفس العينين و الطول نفس الملامح البريئة و الغريب أنها تمتلك حركات و حنان ياسمين و طول بالها مع الأطفال
اندهشت حنين بكلام ابنتها و حفيدها الذي أكد أن أمه بكت عندما رأتها فتمنت لو ترى سمر الآن فدمعت عينيها وطلبت من تبنتها تدعوهم في يوم لتناول الغداء معهم فرحبت سمية بالفكرة بصدر رحب أما شروق فكانت تفكر في صداقتها إذ أنها لا تملك صديقات أو بالأحرى لا تثق بالفتيات المتنمقات والمدعيات فسرحت في أسطورة سمر و تمنت أن تكون لطيفة لتصادقها
بينما كان عمار يفكر في ملامحها البريئة وكيف تؤثر في أمه وجدته التي لم تراها من قبل و كيف استطاعت أن تصمد أمام كل هذه الأعاصير التي عصفت بحياتها .... فكر كم أنها فتاة قوية و شجاعة وتختلف عن بقية الفتيات اللائي ينهار سورهن فقط لو كسر اظفر من اظافرهن .
أنت تقرأ
سأعتني بك يا اختي
ChickLitموت . فراق . يأس . وداع . أمي . أبي . أخي . رحلوا جميعا تركوني . تركوا مروة اختي الصغيرة عائلتي مسئوليتي كنزي آخر ما تبقى لي من ذكريات الاحبة سأعتني بك يا اختي