الأنوثة والنُضج 🌱

137 5 4
                                    

خرافة الأنوثة والباربي

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

خرافة الأنوثة والباربي..

أصبحت صورة باربي وفكرة الأنوثة مترابطتين في أذهان الكثير من الناس، ونتَجَ هذا عن سوء فهمٍ كبير لمعنى الأنوثة.
عندما كنتُ طفلة كانت تستهويني باربي كثيراً لأنها البنت الـ'دلوعة' 💕 أما على مر السنين وأثناء رحلة نضجي (التي لم تنتهي بعد، ولن تنتهي ابداً) ابتعدت عن صورة باربي شيئاً فشيئا وكان هذا طبيعياً جداً! أصبحت أفهم أن باربي لم تكن مثالاً للأنوثة وإنما مجرد فتاة.. دلوعة 😅 لا أملك مصطلحاً يصفها بدقة في الوقت الحالي وإنما يوجد في اللغة الإنجليزية كلمة تصفها وهي girliness وهي مختلفة تماماً عن femininity والتي تعني الأنوثة.

وكما ذكرت مسبقاً أنه يوجد إلى حدٍ ما تشابه بين المفهومين ولكن الاختلافات بينهما تفوق التشابه، فالأنوثة مختصة بالسيدات الناضجات، عادةً ما تبدأ من عمر ١٩ سنة وهو العمر الذي نطلق على صاحبته مسمى 'السيدة الصغيرة' أو الـ young lady 🌷ابتداءاً من هذا العمر - عادةً - تبدأ عقليتنا بالخروج من مرحلة المراهقة لمرحلة النضج وأفكارٌ كثيرة لنا تبدأ بالتغير.

حذاري، هذه المرحلة مرهقة نفسياً جداً، لأننا نتغير بدون إرادةٍ منّا، وعملية تأقلمنا مع هذا التغيير ليست سهلة. إنما التعامل مع هذا التغيير يختلف من شخص لآخر، هناك أشخاص ترحّب بهذا التغيير وتتقبله بصدرٍ رحب وتَعي كيف تفرّق بين أفكارها الطفولية الغير ناضجة وبين أفكارها الناضجة الناتجة عن تغير مسؤولياتها في هذا السن. وأشخاصٌ آخرون يسبب لهم هذا التغيير أذى نفسي. يشعر هؤلاء الأشخاص أنهم قد أصبحوا شخص آخر، ويشعرون أحياناً أنهم منافقين! لأنهم غيروا آرائهم وطريقة تفكيرهم عن قبل. أتعرفون لما يشعر هؤلاء الأشخاص بذلك بالأذى النفسي؟ لأنهم لم يتقبلوا ذلك التغيير الذي يمرون به.

وهذه هي أهم خطوة وأهم مراحل التشافي التي من الضروري أن نقوم بها أثناء خروجنا من مرحلة المراهقة لمرحلة النضج، وهي أننا نتقبل التغيير وأن نتعامل معه وكأنه جزء من تجربتنا البشرية 💛

سيتناول الجزء الثاني من حلقتنا اليوم مفهوم الأنوثة الحقيقي، المنفصل في معناه عن مفهوم 'الباربي' !

- الأنوثة تعني الاهتمام بنفسك في كافة جوانب حياتك

في سن المراهقة، لا يعول أغلبنا هَم الكثير من الحياة، عادةً نأخذ الحياة بمنطلق 'كاچوال' بعض الشيء.. أعني بكلامي أن مسؤوليتنا تكون منحصرة على الدراسة فقط، لسنا مضطرين أن نهتم بمظهرنا من أجل وظيفة، لسنا مهتمين بتمرين عضلة المسؤولية لدينا من أجل إرضاء مديرنا في العمل 😆 ولسنا مهتمين بنسبة كبيرة بعلاقاتنا مع الناس لأننا في سن ما قبل الـ ١٩، لن يستمر وجود نسبة ٩٠٪ من الأشخاص في حياتنا! أغلب المراهقين في يومنا هذا يعيش بمبدأ ال strong & independent بمعنى أنني كائن مستقل بذاتي ولستُ بحاجةٍ لأي شخص!

عندما نترك مرحلة المراهقة خلفنا ونخوض مرحلة النضج سنكتشف أكبر حقيقة صادمة في حياتنا. نحن لا نستطيع العيش بدون الناس 🌷كونك تجذب أشخاص سيئة وسلبية في حياتك هذا لا يغير من هذه الحقيقة شيئا. نحن لسنا كائنات مستقلة، لم يخلق رب العالمين هذه الطبيعة فينا. خُلقنا لنعيش ونتعايش ونساند بعضنا بعض. المهم أن نختار بشكل صحيح، وهذا ما يتطلب مجهوداً. ولكن هذا طبيعي، لكي تكون لحياتك قيمة ولكي تجذب وتحتفظ بأشخاص ذوي قيمة لحياتك، يجب أن نبذل مجهود، لن تتحسن حياتنا بلا ثمن 🌷

- الأنوثة تعني تحمل المسؤولية (عدم التهور والسعي للأفضل)

أعتقد أننا نتذكر قرارات أو كلمات خرجت من أفواهنا وقد ندمنا عليها فيما بعد. بالمناسبة، من الطبيعي أن تحدث لنا زلّات لسان من حينٍ إلى آخر، ولكن ما أقصده هنا هو أن نتحدث بدون تفكير قصداً. يجب أن نتذكر دائماً أن كلماتنا محسوبةٌ علينا وتترك أثراً عميقاً في المستمع. سواء كان هذا الأثر جميل، جارح، إنبهار.. الخ، نحن مَن نتحكم في نوع الأثر الذي تتركه كلماتنا.

أردتُ أن ابدأ الحديث عن المسؤولية، بمسؤوليتنا تجاه كلماتنا. عندما نترك مرحلة المراهقة خلفنا، تزيد مسؤولياتنا: الجامعة، العمل، العائلة، ومِن الضروري أن نكون بقَدر تلك المسؤوليات، لأن بقَدر حجم المسؤولية سيكون أثرها علينا!

- الأنوثة تعني مراعاة الآخرين

أخيراً، أحب أن أختم حلقة اليوم بنقطةٍ لم أكن أطبقها أنا شخصياً في مرحلة مراهقتي، ولستُ فخورة بالأمر مطلقاً 😅 اعتدتُ القول أنني لا أسمح لأحد بأن يؤثر علي ولا يهمني مشاعر أحد لأنني لنَفسي فقط! تستطيعون قول أنني أردت عيش دور الفتاة الـ cool والـ independent بطريقة بائسة.. ونوعاً ما مثيرة للشفقة.

وما تعلمته على مَر السنين أنّه 'كما تدين تدان' وكما قمتُ بجرحِ أحد في الماضي، سيأتي مَن يجرحني يوماً، وكما تجاهلتُ حاجة الناس ومشاعرهم، سيأتي مَن يتجاهل حاجاتي ومشاعري. حتى لو لم أُدان على ما فعلت في الماضي، فسيكفيني تعذيب الضمير الذي سأعيش به لأنني جعلت شخصاً يشعر بالسوء بسببي يوماً ما. ولكنّي سعيدة بتذكير نفسي الآن أنّ الناس بشَرٌ مثلي مثلهم، يملكون مشاعر مثلي تماماً وكوني أحارب لحماية مشاعري من الجرح لا يعطيني ذلك سبباً لطعن مشاعر الناس.

لا بأس بعرض مقعدك لشخص مُسِن في الباص، لا بأس في الابتسام بوجه الـ'كاشير' في السوبرماركت وقول كلمة شكراً أو الحديث بلطف للشخص الذي أمامك في الطابور عندما يبدأ الحديث معك 😆 في جميع الأحوال، كوني حذرة إن شعرتِ بالخطر، وفي حالة الخطر لستِ مضطرة لأن تكوني لطيفة! في نهاية الأمر، نحن أنثويات ولكننا لسنَ ضعيفات!

وهنا تنتهي حلقتنا 😌 الطويلة بعض الشيء 😅 أعتقد أنها كانت أقرب لتطوير النفس عن كونها حلقة للأنوثة 😅 ولكن لا بأس فالموضوعان مترابطان!

ألقاكم في حلقةٍ أخرى من سلسلة 'الأنوثة وَ' إن شاء الله 🌷

باي! 💛

خرابيش وردية | 🌷حيث تعيش القصص. اكتشف الآن