•••
يتداول بعض المناصرين للإرهـ ـاب الصهـ ـيوني بـبراجماتية خطيرة مقولات تتمثل في "سيعُم السلام لو تعلّم الفلسطـ ـينيين التعايش السِلمي مع الصهـ ـاينة." حسناً، فالنرسم صورة معاً، تخيّل نفسك جالساً بأمان، تشاهد برنامجك التلفزيوني مع عائلتك في منزلك الذي بناه جدّك منذ عشرات السنين، ثمّ فجأة تهجم عليك عصـ ـابة تنتزع منك منزلك قسْراً وتقـ ـتُل عائلتك، وحين تحاول الدفاع عن نفسك، تُجبرك على "التعايش السِلمي." صورة سخيفة للغاية أدري، ولكن لنربط الحمار مكان ما يرغب صاحبه، ولنناقش تلك المقولة للأخير. أتدري متى كان ينفع تطبيق نظرية التعايش السِلمي فعلاً؟ في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، عندما وصلَ يهـ ـود أوروبا كلاجئين بدون وطن وبدون أحذية (أكرمكم الله) تستر أقدامهم، وبعد أن أكرمهم أهل فلسطـ ـين أو على الأقل رحّبوا بهم في أرضهم بعدما رفضَ الإنجليز والأمريكان دخول اليهـ ـود أراضيهم، حينها فقط أيها البراجماتي كانت لتنفَع نظرية "التعايش السِلمي." إنما المتطـ ـرفين اختاروا العنف، اختاروا الـ ـدم واختاروا الاحتـ ـلال بغير حق منذ اليوم الأول لوجودهم على الأراضي الفلسطـ ـينية بعدما كانوا مجرد لاجـئين. منتهى البجاحة. لذا، وفّر براجماتيتك السخيفة، وقُم بإعطائهم قطعة من أرضك إن كنتَ مناصراً مستميتاً لهم لهذه الدرجة. فقط احرص على أن تخرج من أرضك أولاً، لأنهم سيلوثونها شَر تلوث.
•••