الفصل الاول.... "طفولة "
عاد كل منهم الي منزله ...فقد تحسنت حاله نور وشهد سريعاً فالفتاتان صحتهما جيده... وخرجا من المشفى....
وكان الصغير يساعد والدته في الاعتناء بتلك الصغيرة.....
مرت الايام والشهور والسنوات حتى اصبحت تلك الصغيرة بعمر الثلاث سنوات... كانت تحب اللعب مع ابنه خالها الصغيرة والبريئة ...
وعندها كان ذلك الادهم بعمر الثالثة عشر... كان يكره ان يرى ابن احد جيرانهم يلعب مع شقيقته او ابنه خاله...
ليردف ادهم بغضب وهو يسحب يد قمر من ذلك السخيف : متلعبش معاها... ابعد عنها ملكش دعوة بيها...
ابتعد الفتى الصغير عن قمر ..
لينظر لادهم بكره ...
ليدفعه ادهم ممسكاً بيد صغيرته مبتعداً عن الفتى..
واثر ذلك سقطت الصغيرة لتبكي بطفوليه... ليتجه لها ادهم محتضناً اياها بحب... وهو يربت على ظهرها حتى تهدى...
اتت جميله وهي تتحرك ببطء...
ليردف ادهم ساخراً منها : اهي البطريق جت اهي...
لتبتسم قمر على جملته... لتحتضنه بحب...
بينما جميله تنظر لهم بغيرة وغضب... لنعته لها "بالبطريق"لتضربه بقبضة يدها الصغيرة على ظهره...
لينظر لها ليأخذ فتاتيه بأحضانه ليداعبهما بحب... وكانت شهد ونور ينظران لهما بحب من خلف تلك النافذة الزجاجيه... وتلك الابتسامة تزين ثغرهما بحب...
نور : اظاهر ان ادهم بيحب قمر اووي...
لتبتسم شهد..
شهد : ربنا يخليهم لبعض...
لتنظر لها نور...
مردفة : يا رب ..
كل منها وضعت احتمالات لعلاقه ذلك الصغير بصغيرته... وتلك الابتسامات...تلك اللمعه المميزة بعيناهما ... ذلك الاهتمام الواضح للعيان نحوهما ..ذلك التملك الواضح من ادهم اتجاه شقيقته وتلك التي تربعت على عرش قلب الادهم... قمره!
اهذا هو الحب ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشركة الشرقاوي...
فارس بغضب : وبعدين ؟! يعني ايه في ألوان وفرش مش موجود في مصانعنا... احنا كدا بنهزر يا انس...
انس بقلق من نبرته : يا فارس انا كلمت كذا حد بس قالي ان في حد في السوق هو اللي اشترى الالوان والفرش كله ومفيش مخزون حتى عندنا وده اللي مقلقني...
فارس وقد اظلمت مقلتيه : مين ده ؟!
ليردف أنس : واحد اسمه طه عبدالرحمن... زوج ندى طليقة احمد اخو مراتك....
فارس بهدوء قاتل : يتجاب متكتف انهاردا ويترمى في المخزن بليل يبقا عندي يا انس... والحرس يخلصوا عليه ويترمي في اي مصيبه...
سامعني... ومش عايز اي عُطل في الشغل...
انس بهدوء : اوامرك...
انتهى من عمله متجهاً لمنزله لينعم بقليل من الراحه... بقرب نوره الذي لم يهنئ جسده الا بجانبها... ابتسامة زينت ثغره عندما تذكر حياتهما معاً وطفليه ادهم صاحب الثالثة عشر عاماً وتلك الصغيرة جميلته ذات الثلاث سنوات... يحبهما... ويفعل اي شئ من اجلهما هما فقط.. وصغيرة قلبه وحبيبته نوره الذي يضئ عتمته حالكة السواد... امسك قلمه وتلك الورقه البيضاء مغمضاً عيناه يتذكر ابتسامتها التي يعشقها للنخاع وبدأ برسمها محدداً خطوط وهميه ليعيد عليها بخطوط اثقل منها...
استغرق اكثر من ثلاث ساعات يرسم معشوقه قلبه الذي يزداد حبها كلما كبرا سوياً هذا هو الحب يا سادة ....
امسك الورقة ليضعها بحقيبة عمله قبل ان يراها احد... ابتسامه زينت محياه وهو يتذكر ابتسامتها واليوم هو عيد مولدها... عيد مولد ملاكه ومهلكة قلبه... عيد تقديم تلك الهدية له.... انها هبته ونوره ومنقذه... اهذا هو الحب ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عاد الي منزله وكانت الاسرة مجتمعه على طاولة العشاء...
نظروا له... لتبادر نور..
نور : تعالى يا فارس يلا علشان تأكل...
ليتجه نحوهم...
ليردف بهمس بأذنها : بوصي انتي حطيلي اكلي عقبال ما استحما وآجي اقعد معاكوا...
نور بحب : ماشي...
اتجه هذا الفارس لينعم بقليل من الراحة.... دلف لغرفته متجهاً للمرحاض لينعم بحمام هادئ مزيلاً اثار يومه المهلك عنه لو قليلاً....
وبعد انتهائه هبط للاسفل ليجلس مع عائلته الصغيرة...
نظر لادهم ولابنته الصغير التي تأخذ ملامح والدتها بعيناه... فكانت جميلة بحق بل ويزداد الجمال اذا ابتسمت بطفوليتها الجميلة التي تشبهها...
جميله : بابا انا عايزه حاجة حوه (حلوة)
لينظر لها بأبتسامة...
ليردف : حاضر هجبلك بكرا وانا جاي من الشركة ....
لتردف : ماثي... (ماشي)
ليردف ادهم ساخراً منها : بس يا لدغة...
عبست الصغيرة بوجهها لتنظر لوجه والدها الذي اردف بهدوء
فارس بأبتسامة : ما انت كنت انيل منها ومحدش اتريق عليك...
ليردف ادهم بثقة : بس انا راجل...
ليردف فارس : وهي بنت... وانا معنديش حاجه اسمها بنت وولد ولا راجل وست.... ابسط مثال عندك انا ونور كيان واحد وروح واحدة مقسومة في جسمين...وانا عمري ما فرقت ما بينك وما بين جميله يا ادهم... فاهمني...
ليومأ ادهم له بأبتسامه على كلمات والده التي ايقظت بداخله العدل...
ليردف فارس : بقالك قد ايه متدربتش... ؟
ليردف ادهم : كل يوم بتدرب... وبروح مع الحرس بتوعك يدربوني كل يوم...
ليبتسم فارس على صغيره الذي اصبح رجلاً قبل اوانه...
انتهى فارس من طعامه وصعد لغرفته منتظراً نوره ان تأتي....
دلفت نور للغرفة... وهي تنظر له...
جلست بجانبه...
نور : مالك يا فارس ؟!
فارس :مفيش يا حبيبتي حاجات كانت ناقصة في الشغل واتعدلت...
ابتسمت له لتتدثر جيداً بالغطاء ليحتضنها كالعاده بتملك من خصرها ونعما بقليل من الراحه.. تلك الراحه التي لا ينعم بها الا بحضرتها وذلك الفؤاد المعذب بحب قلوب منيرة بعشقنا.... أهذا هو الحب ؟
واذ شَبِنا فقلوبنا لا تشيب...
واذ غفونا فالعيون لا تغيب ...............................................................................................................................
أنت تقرأ
"أهذا هو الحب؟! " قسوة الجبروت الجزء الثاني
General Fictionحاصله على مركز ثاني في #شغف بتاريخ 17/12/2021 حاصلة علي مركز اول في #شغف بتاريخ 23/12/2021 ذلك الحنين لاحتضان احدهم... دفء القلوب من قرب احدهم.. تلك السعادة بجوار احدهم.. ولمعة العينان بعيون احدهم... ونظرات الغيرة والشوق واللهفة بعيون احدهم... ...