الفصل الثاني... " نكبة "
تقف بجانب عمتها التي تبكي ولا تعلم ما الذي يحدث سوى تلك الفتيات التي لطخت العبرات وجههم... تقف نور هائمة شارده حزينة لا تعلم ما الذي حدث فقط العبرات تنسال من زرقاتيها تتمسك بصغيرتيها وادهم يقف بجانب والده حزين واجماً اما فارس فهو لم يصدق ما الذي حدث... الجميع لا يصدقون بأن كل شئ انتهى لا احد يشعر بها... لا احد يرى ذلك القهر والالم بزرقاتيها وقلبها الذي تفتت وتحطم الي اشلاء.... فقط بكاء ادمى قلبهم ألماً... ذلك الحزن الذي يسكن بداخلها وكؤوس الانكسار التي احتوتها لتتجرع ذلك الالم وحدها وتطفي تلك الكأبة على الجميع....
يتلوي قلبها وينزف دماً على فراقه لا تستطيع ان تفهم او تدرك ماذا حدث ومتي حدث ؟
والدتها التي انهارت من البكاء على فلذ كبدها لا تصدق انه رحل قبلها... رحل تاركاً اياها وحدها.... وتلك الصغيره التي تتمسك بيد عمتها وهي تنظر لها من حين لاخر تحاول فهم ما يجري حولها ولكن بدون فائده.... كل ما فهمته انه لم يعد هناك اب وام لها... هي لا تعي انهم رحلوا بلا رجعه... بل لا تعي انهم لن يعودوا مرة اخرى ....
لم تفق نور الا على صوت الشيخ وهو يدعو لهما و ينثر تلك المياه على تربتهما....
رحل الجميع الا نور وزوجها وصغيرتيها الذين بلغوا الخامسة من عمرهما... ووالدتها.... جثت نور على الارضيه وهي تبكي.... تنظر للقبران بمقلتيها التي زرفت الكثير من العبرات..
لتردف بحرقة : يا ريتك ما سفرت... يا ريتني منعتك... قلبي كان بيوجعني لما قولتلي هسافر وهأخد شهد معايا... طب كنت سيبت شهد... ذنب المسكينة دي ايه.... حرام عليك... يا حرقة قلبي عليك.... اااااه
لتصرخ بقهر وكان ادهم ينظر لوالدته التي تصرخ بألم... لا احد يشعر بما تشعر به... فقط ألم صاحبه قهر وخذلان لن ينتهي.... نظرت لوالدتها التي تبكي بصمت وهي تقرأ القرآن على روحهما.... وتدعو لهما بالجنة..
شعرت نور بجسدها يرتخي من الالم ليحملها فارس آمراً حرسه بالبقاء مع والده نور وما ان تنتهي يأخذوها لقصره...
اخذ الصغيرتين وادهم معه وعاد بهم للقصر...
ادهم بقلق على والدته : بابا هي ماما كويسه...
فارس : هي كويسة بس تعبانة شوية...
عاد للقصر... وصعد بزوجته للاعلى....
حاول ايقاظها حتى اُفيقت وهدء من روعها وحزنها...
محتضناً اياها بحب...
جلست جميلة بجانب والدتها و بجانبهم ادهم الذي اخذ يربت على ظهر والدته.... دلفت قمر للداخل لتجد الجميع محاوطاً نور بحب... اما هي فهي وحيده...
لينهض ادهم ممسكاً برسغي قمر بغضب...
ليردف : انتي السبب... انتي اللي خلتي امي تتعب...بكرهك يا قمر بكرهك...
اخذ يهزها بعنف ليدفعها لترتطم الصغيرة بالارض.... لتنفجر قمر من البكاء... ولكنه رحل حتى لا يضعف امام عيناها الجميلة...
لينهض فارس حاملاً الصغيرة وظل يربت على ظهرها ليشعر بأنتظام انفاسها ليدثرها بجانب نور ونامت جميلة بجانبهم لتكتمل اية الجمال في نسائه الصغيرات اللواتي يحبهن...
قبل رأس صغيرتيه وحبيبه قلبه تاركاً اياهم ليتحدث مع ادهم...
دلف لغرفته ...
جلس امامه ليردف : اولاً عيب اسلوبك اللي انت اتكلمت بيه مع قمر... هي صغيرة ومتعرفش حاجه... انت كبير والمفروض عاقل وفاهم بلاش الاسلوب ده معاها... هي ملهاش دعوة باللي حصل لنور يا ادهم...
ادهم بأسف : انا اسف مكنتش اقصد بس هي... هي... اقصد يعني ماما لما شفتها تعبانه مستحملتش اشوفها كدا وده ضايقني من قمر...
فارس : خلاص حصل خير واتاسفلها وخلاص...
ادهم : ان شاء الله...
فارس : طيب يلا قوم اتوضى وانا هتوضى واجي وراك...
اومأ ادهم له..... ليذهبا ليؤدوا فرضهما امام الله....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استمرت العلاقة بين ادهم وقمر في توتر ينظر لها نظرات كراهية وحقد.... لا يصدق ان ذلك الملاك القابع امامه استحوذت على محبة الجميع....
كان يهينها... يدفعها لتسقط ارضاً بغل... ومع ذلك كانت تلك الملاك تعشقه... بل تهيم به رغم فارق العمر بينهما الا انها تعشقه... تخشاه.... تحاول ارضاءه ولكن دون جدوى... فيبدو ان هذا الادهم يحتاج الي ترويض ولكن سيستغرق الكثير والكثير حتى تجعله يعشقها...
افاقت من شرودها ومن تلك الذكريات التي تكرهها كلما تذكرتها.... والديها تركاها.... عمتها تحبها وتعتبرها كأبنتها وكذلك زوج عمتها الذي شعرت وكأنه والدها وليس زوج عمتها... جميله ابنه عمتها التي تقضي معها اغلب الوقت... لم تتخيل في يوم ان تعيش بذلك القصر... او تحلم بالعيش بذلك المستوى..... افاقت من شرودها على صوت طرقات على باب حجرتها... لتدلف جميلة للداخل...
جميله بأبتسامه : قاعده كدا ليه يا قمر مش ورانا مذاكرة.... احنا ثانويه يا اختي....
قمر بأبتسامه لطيفة : حاضر هذاكر يا جميلة...
جميله وهي تشير بأصبعها للاسفل : دلوقتي...
نهضت قمر واتجهت للخارج لتجد ادهم يهم بالصعود على درجات السلم وقفت تعدل من هيئتها متجهة له...
لتردف برقتها المعهودة منها منذ صغرها : ازيك يا ادهم....
ادهم ببرود : كويس...
لتمسك بذراعه لتردف بقلق : انت كويس يا ادهم...
ليردف بغضب : بقولك ايه.... انا مش ناقص وجع دماغ... ومسميش ادهم... اسمي ابيه ادهم يا قمر... وده اول واخر تحذير ليكي سامعة ...
ارتعدت قمر من نبرته لتعود للخلف خطوتين وألتمعت عيناها بالعبرات لتشق طريقها على وجنتيها بحزن... بينما هو هرب من امامها قبل ان يضعف امام بكائها.....
نظرت جميله لهما بعدم فهم...
لتردف :هو في ايه ؟!
قمر ببكاء : بيكرهني يا جميلة بيكرهني...
احتضنتها جميله بحب واخذت تربت على ظهرها الي ان هدئت... اتجهت قمر لغرفتها لتجلس بها...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بغرفة ادهم....
دلفت ايلا التي رأت وسمعت ما حدث..
ايلا : ايه اللي انت عملته ده... ؟!
ادهم ببرود : زي ما شوفتي...
ايلا :انت كدا هتكرهها فيك... وهتبعد عنك...
ادهم : انتي مش شايفة فرق السن بينا قد ايه...
ايلا بغضب : مش بالسن يا ادهم... عمرها ما كانت بالسن... الحب ملوش سن
ادهم : مينفعش علاقتنا مش هتنفع...
ايلا : متنكرش انك بتحبها
ادهم : مبنكرش بس...
قاطعته ايلا بحزم : مبسش ....اعتذر ليها...
ادهم ببرود : لا... مش معتذر...
ايلا: بطل رخامة يا ادهم... قوم صالح قمر...
ادهم بعبوس : يوووه... بعدين بعدين...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هبطت قمر للاسفل... جلست على الطاوله بحزن...
ليردف فارس : مالك يا قمر ؟!
لتردف قمر بألم : مفيش ...
نظر ادهم لها بهدوء وجد ملامحها المحببه لقلبه متألمة... حزينة... ظل يختلس النظرات لها بينما لاحظته والدته...
وفور انتهاء الطعام اتجه لغرفته دون الخوض في احاديث مع والده فهو ليس لديه متسع من الوقت للخوض بتلك النقاش الذي سينتهي بأحتدامه.... وسينتهي بمصالحتها في النهاية ....................................................................................................
أنت تقرأ
"أهذا هو الحب؟! " قسوة الجبروت الجزء الثاني
Ficción Generalحاصله على مركز ثاني في #شغف بتاريخ 17/12/2021 حاصلة علي مركز اول في #شغف بتاريخ 23/12/2021 ذلك الحنين لاحتضان احدهم... دفء القلوب من قرب احدهم.. تلك السعادة بجوار احدهم.. ولمعة العينان بعيون احدهم... ونظرات الغيرة والشوق واللهفة بعيون احدهم... ...