الفصل الثامن عشر ...." انكشاف السر وخصام "
عاد ادهم وزياد للقصر ومعهم هدير التي اصبحت تشرد اكثر من اللازم بشأن صغيرها.. اتجه كل منهم لغرفته...
وكل منهم يفكر فيما سيحدث... مع ذلك الياسين...
ابتسامه زينت ثغره عندما وجدها نائمة بغرفته علي فراشه محتضنة وسادته مما دفعه الفضول لتغيير ثيابه واخذ حمام سريع ليريح جسده وخرج مرتدياً ثيابه القطنية لينعم بالراحة بجانبها وبدفء جسدها الذي يسكن جسده مخدراً فؤاده... ملقياً تلك التعويذة عليه ليصبح كطفل رضيع متشبثاً بأمه... استدارت توجهه لتجده يبتسم لها وهو يتابع حركتها لتبتسم بهدوء مغمضة عيناها وكأنها تأكدت ان حارسها بجانبها فلا حاجة للقلق او الخوف شعرت بيده علي خصرها لتنعم بذلك الدفء الذي لا تشعر به الا معه لتدفن رأسها بصدره ليبتسم محتضناً جسدها الناعم بقبضتيه القويتين... وقد ذهب لسبات عميق ... بأحضانها يصبح كالطفل... ببسمتها يصبح كالابله... بضحتكتها يضحك قلبه... بعيناها يعشق الحياة لاجلها...
أهذا هو الحب ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صباح يوم جديد...
استيقظت هدير لتعتدل بجلستها وهي تتناول سيجارتها ممسكة بهاتفها لتتصل بصغيرها..
لتردف : عامل ايه يا بكر..
بكر بنعاس : كويس يا هدير انتي عامله ايه وحشاني..
لترد بأبتسامة : انت اكتر.. عامل ايه مع زيد وعمامك وعمتك..
ليرد بهدوء : كويسين.. ماشي حالهم..
ليكمل : هدير هستأذنك هقعد عندهم كام يوم كدا..
لترد بأستغراب : ليه في حاجة..
ليرد : لا بس طلبت من عمي قاسم شغلانه كدا هخلصها انا وهو وهبقا اطلبك بقا علشان نروح...
لترد : تمام ماشي.. انا برضو ورانا شغل كتير في الشركة فخليك لحد اما اخلص وافضى نقعد سوا..
ليرد : اوكيه.. يلا سلام..
لترد : سلام..
اغلقت هاتفه معه
لتتجه نحو الاسفل لتجلس علي مائدة الافطار...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اتي ذلك الفارس مع نوره ليجلسا سوياً ونظراته تنتقل بين الجميع ليلاحظ شرود جميلة كعادتها منذ اتى ذلك الزياد...
ليردف : مالك يا جميلتي ؟
افاقت من شرودها..
لترد : هااه..
ليكمل فارس بأبتسامة ساخرة : ده انتي مش معايا خالص...
لتعتذر لوالدها..
مردفة : اسفة يا بابا عندي شوية مشاكل في المذاكرة.. سفرة هنية..
نهضت وعيناها مسلطة علي زياد لتتجه نحو غرفتها...
نظر الجميع لها وقد علم ادهم ان ذلك البغل الذي يدعي زياد قد ضايقها بحديثه او بفعله... فهذه عادتها تترك الطعام عندما تتضايق منه ..
ظل زياد يتابعها الي ان اختفت من امامهم..
ليعتذر منهم ونهض متحججاً بفقدان شهيته... اتجه للاعلى خلفها..
طرق بصوت خافت لتفتحه ليدلف للداخل تاركاً ذلك الباب مفتوحاً كالعادة..
ليردف زياد : مأكلتيش ليه.. ؟
لترد : فارقة معاك اووي
ليرد : طبعاً .. ما انتي لو مش فارقة مكنتش جيت كلمتك...
نظرت له ولم تعلق...
جلس بجانبها
ليردف : جميلة انتي عارفة انا بحبك قد ايه... ومش هقدر اخسرك... بلاش نزعل من بعض لاسباب ملهاش لازمة وكلها ممكن تتحل..
لترد بحدة : كل مرة تقول نفس الكلام لدرجة اني حفظت انت هتقول ايه.. بقول هزعل هيجي يقولي نفس الكلام وفي الاخر هصالحه وهعدي ...لكن كفاية بقا لحد هنا....
نظر لها زياد بغضب ليردف بحدة : مش كفاية مستحملك كل ده لا رضيت اتجوز ولا اتنيل بسببك وانتي جاية تقوليلي حفظتي الكلام اللي بقولهولك كل مرة.. انتي بني ادمة معندكيش ريحة الدم انا عندي 34 سنة يعني لو كنت اتجوزت كان زمان عيالي في مدارس... بس نقول ايه.. عملالي بنت فارس الشرقاوي وتكبر وغرور.. فين وفين لو كلمتيني ولا عبرتيني.. مش عاملة حسابي في اي حاجه... ولا الهوا... حرام عليكي انا قربت اعجز وانتي معندكيش دم ومش بتحسي...
نظرت له بعدم تصديق أهذا هو رفيق دربها وطفولتها الذي كانت تعشقه للنخاع يتحدث معها وكأنها عدوته وليست حبيبته...
ليكمل بضيق : انا راجع امريكا يا جميلة ومش هتشوفي وشي تاني...
نهض من مجلسه متجهاً للخارج تاركاً اياها تبكي لاعنه حظها العسر الذي اسقطها بجحر عميق لا نهاية له...
اتجه للاسفل لخارج القصر.. دلف لسيارته ليقودها بأسرع ما يمكن... وبداخله ذلك الضيق الذي يخنق صدره... لا يستطيع ان يشعر بشئ فقط ضيق يلازم قلبه منها... يحبها ولكن لايشعر انها تبادله فقط تبتعد عنه... فقد تنهي اقترابها منه تنهي كل شئ قبل ان يبدء... لما لا يدري...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مر ساعتان...
وكانت قمر تجلس بغرفتها... وقد طرأت لديها فكرة لمصالحة زياد وجميلة... اتجهت نحو غرفة نور لتجدها تتحدث بالهاتف وذلك القلق احتل نبرتها ..
نور بقلق : انا مش عارفة ممكن تعمل ايه لو عرفت اللي فيها يا نبيلة..
نبيلة : استهدي بالله كدا وقوليلي بس هي هتعرف منين...
نور : ما هي مسيرها تعرف... يعني لازم تعرف انه متجوز...
نبيلة : قولولها بطريقة شيك..
نور : اقولها ايه... اقولها يا قمر ادهم متجوز...
نظرت قمر لباب الغرفة وتلك العبرات انهمرت من عيناها كسيول... لم تعد قادرة علي الصمود امام تلك الصدمة... لم تستمع لباقي الحديث لتتجه نحو غرفتها وجلست بها تبكي.. وهي تفكر لما يفعل بها هذا... والالاف التساؤلات تطرح بعقلها وتلك الافكار السوداء تطرأ بعقلها بفعل اشياء لم تخطر بعقل امرأة...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بغرفة فارس...
استرسلت نور باقي حديثها..
لتردف : يعني اقولها هو يبقى جوزك ازاي.. اجبهالها ازاي يا نبيلة..
نبيلة : براحة كدا فهميها واحدة واحدة وايه اللي لازم يتعمل وايه اللي ميتعملش... انتي منفسكيش في حفيد يا نور ولا ايه...
لتردف نور : نفسي والله... بس... صمتت برهة ..
لتكمل : طيب هحاول معاها كدا وهقولك وصلت لايه...
لتردف نبيلة : اوكيه.. يلا باي
لترد الاخرى : باي
اغلقت نور الهاتف وتركته بجانبها لتجد فارس قلبها يخرج من المرحاض لم يتغير كثيراً تلك الخصلات البيضاء الذي زادته وسامه... وتلك التجاعيد البسيطة التي زادته هيبة ...
جلس بجانبها..
ليردف : بتفكري في ايه يا نوري
نور : قمر وادهم...
ليرد بتعجب : مالهم ؟
لترد : عايزين نفهم قمر كل حاجة
ليرد بهدوء : كل حاجه ليها وقتها يا نور اكيد ادهم هيقولها...
لترد بضيق : حاسه اننا غلطنا في حقها.. حاسه انها بتعامله زي اخوها... هنبقى ظلمناها
ليرد بضحك : ظلمنا مين يا نور.. انتي مشفتيش نظراتهم لبعض ولا ايه.. دي بتموت فيه وهو بيعشقها...
لترد بأمل : يا رب يطلع كلامك صح...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى من عمله بمكتب والده فتلك العطلة كانت متعبة اكثر من العمل الاصلي بسبب ذلك المشروع الذي بدأ بالتخطيط له... انتهي من تلك البدايات متجهاً لغرفته ... نظر للغرفة الفارغة بأستغراب فظن انها جالسه مع جميله ...استدار ليغادر ليجدها تقف امام باب الغرفة... تبدو غريبة.. ربما تمثل القوة دلفت للداخل وحدجته بقوة ..
ليردف بتعجب من اسلوبها : في حاجه ولا ايه ؟
دلفت للداخل لتغلق الباب بالمفتاح... نظر لها بتعجب.. رافعاً احد حاجبيه بأستغراب مما تفعله...
ليردف : في ايه يا قمر ؟
لترد : انا مستنياك تقولي... في ايه يا ابيه ادهم...
ليرد : معرفش.. بس مفيش غالباً لترد : يعني انت مش مخبي عني حاجة...
نظر لها ببرود ليرد : لا
اتجهت نحوه وهي تدفعه ببطء مميت من صدره ليجلس بينما هي اقتربت منه لتدفعه بهدوء لينام على الفراش لتعتلي جسده... وقد تعجب من جراءتها الزائدة..
ليردف : غالباً انتي مش عارفة عواقب قعدتك دي...
ضحكت بصوت مرتفع اثار استغراب ادهم لينظر له بحاجبين معقودين...
لتبتسم بجانبية... وتلك النظرة الخبيثه اعطته اشارة ان هناك كارثه ستقع الان...
لتردف بخبث : لا عارفة...
.............................................................................................................
أنت تقرأ
"أهذا هو الحب؟! " قسوة الجبروت الجزء الثاني
Ficción Generalحاصله على مركز ثاني في #شغف بتاريخ 17/12/2021 حاصلة علي مركز اول في #شغف بتاريخ 23/12/2021 ذلك الحنين لاحتضان احدهم... دفء القلوب من قرب احدهم.. تلك السعادة بجوار احدهم.. ولمعة العينان بعيون احدهم... ونظرات الغيرة والشوق واللهفة بعيون احدهم... ...