الفصل السابع عشر "شراكه وشجاعه"

3.2K 73 1
                                    

الفصل السابع عشر.... " شراكة وشجاعه "
جالس بغرفة الاجتماعات بجانبه رفيقي دربه زياد وصالح متأهبين لذلك اللقاء الاسود... لم يعد يطيق البقاء وهو يشتعل من الداخل كالجمر من شدة انتظاره لذلك الموعد.. عمته جالسه بهدوء تطالع الاوراق ببرود حاد تنظر له تارة وللاوراق تارة آخرى...
شعر صالح بتلك الاجواء المتوترة نوعاً ما... وكذلك زياد..
ليردف ادهم بحدة : انا عايز اعرف الحيوان ده مش بيلتزم بمواعيده ليه..
لترد عمته ببرود منافٍ لحدة ادهم : اديك قولت علشان حيوان...
نظرت هدير لساعه يدها بهدوء وهي تزفر دخان سيجارتها ...
دقاق ودلف ذلك الياسين بجانب شقيقته التي تكاد تفترس ادهم بنظراتها الجريئة...
جلس ياسين امام ادهم الذي يتأكله الغضب...
ليردف لهم بهدوء : بقدم اعتذاري للجميع بس السكة كانت واقفة...
ايمزح.. حقاً يمزح... وّد ادهم لو صفعه على وجهه وسدد له اللكمات الي ان يدمى ....ويتلذذ بتعذيبه.. كم تمني ان يقتل ذلك الياسين ويضع الالاف السيناريوهات والافكار بقتله بأبشع الطرق....
لاحظ ابتسامة زياد البلهاء لشقيقة ياسين...
اتمزح انت ايضاً... ود لو يلكمه بوجهه بوجنتيه التي تبتسم ببلاهة.... تحكم في سيل مشاعره غضبه وحاول كتمانه بوجه جامد خالٍ من التعبيرات...
ليردف ادهم بصرامه : نبدء شغل بقا...
ابتسمت هدير لتردف ببرود : اعتقد ان في نسبة ارباح من الشراكة دي...
ليومأ لها ياسين
مردفاً : نسبه الارباح هتبقى %50 لشركتكم %50 لشركتنا..
ليرد ادهم ببرود : لا... انا عايز %75 ..
نظر له الجميع بذهول..
ليردف ياسين: بس ده كتير...
ليرد ادهم : %70 ليا و%5 للتمويل طبعاً... و%25 صافي ارباح شركتك
ليردف ياسين : بس ده كتير اووي.. يعني...
قاطعته هدير ببرود : بقولك ايه خد بالك انك انت اللي جاي تشاركنا مش العكس... و Compound اللي انت عايز تبنيه ده محتاج تخطيط وترتيبات كبيرة جداً فلازم ندفع علشان لما نكسب نكسب صح..
اومأ لها...
ليبدأ ادهم في شرح بدايات المشروع... وتركيزه مصوب نحو ذلك الياسين الذي يبدى الهدوء والبرود بأنٍ واحد... يكاد ينفجر من الغيظ علي تعبيرات وجهه الباردة ولكنه اكتفي بأبتسامه باردة.. وهو يصافحه ما ان انهى اجتماعه به...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انهى يومه الذي ملئ بأعماله الدراسية وخاصه بعد انتقاله لمدرسة مصرية... وايجاده صعوبه في التفاهم مع غيره...
نهض متجهاً للاسفل... ليجد عمته تهم بطرق باب الغرفة.. فتحه لتعود خطوتين للخلف كرد فعل
لتردف : كنت جايه اقعد معاك لو معندكش مشكله...
ابتسم ليردف : وانا كنت نازل علشان اتخنقت من القعدة في الاوضة..
لترد : طيب تعالى نقعد شويه مع بعض اهو نتعرف علي بعض بدل ما انا حساك بعيد عننا كدا..
دلفا للداخل...
لتردف وهي تجلس علي فراشه : عجباك الاوضه..
اوما لها بصمت..
لتكمل : في حاجه نقصاك..
ليرد بهدوء : حاسس اني غريب وسطكوا...
عبس وجهها لتردف بحزن مصطنع : ليه احنا قصرنا معاك في حاجه...
ليرد : اصلي متعود على هدير وحاسس اني غريب عنكوا..
لترد روزا بحماس : طب تحب نخرج...
اومأ لها...
لتكمل : طيب انا هروح البس ولو خلصت استناني والعكس ماشي..
اومأ لها..
اتجهت لباب غرفته
لتردف بهدوء : خلي بالك من مراد... مراد بيحبك... انت مشفتش فرح ازاي لما عرف انه عنده اخ اكبر منه..
ليرد بكر بهدوء : هو عنده كام سنه.. ؟
لترد بأبتسامه : عنده سبع سنين...
ليرد عليها بهدوء : عندك عيال يا روزا..
لترد عليه بخجل : لسه... ربنا مأردتش..
اتجه نحوها ليمسك بيدها..
ليردف : مش عايزك تزعلي ربنا معاكي.. انتوا بقالكوا قد ايه...
لتردف بحزن : سنتين.. اتكتب كتابنا بعد تالته ثانوي على طول..
ليرد عليها بهدوء : ربنا يرزقك...وان شاء الله ربنا يرزقك ببنوته قمر وتجوزيها وتفرحي بيها كمان
ابتسمت له لتحتضنه...
ليردف : انتي طيبه اووي.. متزعليش مني اني زعلتك مني عند هدير..
لترد : مزعلتش... يلا بقا علشان منتأخرش...
اتجهت للخارج بينما هو ابدل ثيابه...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى من ذلك الاجتماع ليتجه للخارج حتى وصل لغرفة مكتبه آمراً دارلين بأحضار الاوراق والعقود اللازمة...
دلف للداخل وهو يكاد ينفجر من شدة غيظة لاتمام تلك الشراكة...
جلس علي مقعده ممسكاً قلمه بقبضة يده ضاغطاً بقوة على ذلك القلم المسكين حتي انكسر..
ليردف صالح وهو يحاول ان يهدى من توتر الاخر وغضبه : اهدى يا ادهم مش كدا متخلهوش يشمت فينا... انه حقق اللي هو عايزه...
ليرد الاخر بضياع : انا كان عقلي فين وانا بقوله موافق...
لترد هدير ببرود وهي تنفث دخان سيجارتها : متنساش ان نسبة الارباح بتاعتنا اكبر منه...
ليرد ادهم : المشكلة عندي لو شاف قمر او جميلة... مش هيسكت ومش هيسيب قمر في حالها هيحاول يبعدها عني... يكرهها فيا وخلاص...
ليرد صالح بهدوء : مش هيقدر يقرب منها... متنساش انا هنا ودارلين وزياد كمان ومدام هدير... متخافش...
اطلق زفير قوي تبعها تنهيدة مرجعاً رأسه للخلف مستنداً بجسده على المقعد وهو يفكر...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اتجها للخارج وقد قضيا وقتاً ممتعاً ...
عادا للفيلا بحلول التاسعه ليلاً وتلك الابتسامة تزين وجيهما...
ليجد والده جالساً بجانب عماه وزوجته واخيه غير الشقيق...
ليردف زيد مقاطعاً تلك الابتسامة : كنتوا فين... ؟
تلاشت الابتسامة من وجه روزا لترد : كنا بنتفسح شويه قولت اخرجه بدل القعده..
قاطعها زيد بحده : انتوا الاتنين بتتفسحوا واحنا هنا علي نار ومش عارفين انتوا فين... ازاي متقولوش لحد انكوا خارجين... وجوزك كان معاكي يا هانم ولا كان بكر بيختارك...
قاطعه بكر بحدة : مش هسمحلك تكلمها بالطريقه دي اللي بتتكلم عليها دي في مقام اختي الكبيرة...
ليرد زيد بغضب : وانت مين يا حيلة مامي علشان تقولي اقول ايه ولا مقولش ايه ؟
ليرد بكر بغضب هادماً توقعاته : صح انت مين... انا واحد معرفهوش فجأه لقيت هدير بتقول انك ابويا... فجأة لقيتك بعيد علشان واحده امريكيه لا ومتجوزها ومخلف منها ومستنيني اتقبلك انت وابنك... لا جدع يا زيد يا ابن الشيمي... ابنك يبقي اخويا انما انت.. انا ولا اعرفك.. وبنصحك متحتكش بيا تاني لاي سبب من الاسباب...
توقف برهة ملتقطاً انفاسه ليكمل بهدوء منافٍ لغضبه : وبالمناسبة اه كريم كان معانا.. ارتحت.. واختك اشرف من امثالك انك تتكلم عليها كدا... وانا مش قرن علشان اقف اتفرج عليك وانت بتهزئها قدام مراتك وابنك اللي عمرها ضعف عمره مرتين تلاته... وقدام اخواتها... هي دي الرجوله في نظرك...
نظر له زيد بحيرة وللحظة ظن انه يرى هدير وليس بكر... حقاً ونعم التربية..  لقد تأكد الان ان هدير تكفلت بتربيته على افضل وجه...
ابتسم بدون وعي علي كلماته.. وعم الصمت..
ليكمل بكر : من الواضح ان دول عمامي الافاضل... قاسم وعياد مش كدة...
ابتسما له بهدوء... لينقل نظره لذلك الصغير صاحب السبع سنوات الذي ينظر له بخوف وتوتر..
ليردف بكر : متخافش انا مبعضش...
نظر له صاحب الثاقبتين الذين يشبهانه ...
ليومأ له بتوتر واتجه لوالدته ليختبأ بها...
ليردف بهدوء : عمي قاسم عايزك في شغل...
اومأ له قاسم وقد فهم ما يريده.. فيبدو ذلك البكر انه يخطط لشئ...
اما روزا اكتفت بالبكاء بصمت ليحتضنها بكر بهدوء وطلب منها العوده لغرفتها ................................................................................................................................

"أهذا هو الحب؟! " قسوة الجبروت الجزء الثاني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن