الفصل الثالث... " كراهية مزيفة "
لم تعرف قط بتلك الفتاه الضعيفة بل كانت رقيقه وهادئة... خجوله ولينه و الابتسامه لم تفارق وجنتيها... كانت محبوبة من الجميع... كانت تلك الجميلة التي تمتلك اجمل ابتسامة يمكن لاحد ان يراها... فيهيم بها عشقاً ...وليعترف القمر انها اخذت نوره وجماله فأنحنى لها ليفسح لها مجالاً للظهور... كان جمالها يسّر الناظر له...
هبطت للاسفل لتجلس مع جدتها....
جلست مع جدتها بالاسفل... وظلت الجده تربت على رأسها بحنو...
لتردف قمر : تفتكري يا تيتة... هو ادهم... اقصد... اقصد ابيه ادهم مبيحبنيش... انا حساه مش بيحبني خالص...
لتردف الجده بهدوء : ليه يا قمر ده انتي زي القمر اهو وبنوته جميلة والف واحد يتمناكي.. هو بس تلاقيه مشغول في الشغل ...
لتردف قمر بحزن : بس يا تيتة... كلمني بطريقة وحشه اووي وزعق فيا جامد... وانا معملتلوش حاجه....
لتردف الجدة بغضب خفيف: زعق فيكي ده ايه هو علشان بن الشرقاوي يدوس على خلق الله اندهولي...
لتردف قمر بقلق : لا يا تيته اخاف يزعقلي... مبيحبنيش أقرب من اوضة نومه معرفش ليه... مع اني بشوف ايلا بتدخلوه وتقعد معاه....
لتردف الجدة : طيب متزعليش نفسك وانا هتكلم معاه...
لتنادي الجده على ايلا
الجده : ايلا اندهي ادهم من فوق...
لتومأ لها ايلا وصعدت الي غرفته....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دلت ايلا لغرفه ادهم الذي يتابع عمله بهدوء ...
لتردف ايلا وهي تنظر له بهدوء : ادهم جدتك عايزاك تحت...
ليردف دون النظر لها ببرود : ليه...
لترد : مش عارفه هي قالتلي اطلعي ناديلي ادهم من فوق...
نهض تاركاً اعماله متجهاً للخارج وخلفه تلك التي تصغره بسبع سنوات تقريباً...هبط للاسفل ودلف لحجره جدته...
نظر ادهم وجد صاحبة العينان الزرقاء مستلقية على فخذ جدتها وتنظر له بحزن... كم كره تلك النظرات من عيناها ولكن لم يظهر ذلك... تجاهلها وتعامل معها بكل برود....
ليردف بجمود : ايوه يا تيتة في حاجة...
لتردف الجده : مزعل بنت خالك ليه ؟!
ليردف ببرود : هي اللي قماصة وكل حاجه بتزعل عليها...
لتردف قمر بحزن : انت زعقتلي جامد...
ليردف ببرود : ايه شغل العيال الصغيرة ده... انا مش فاضي للعب العيال ده... عن اذنك يا تيته انا عندي شغل...
لتردف الجده بحزم : ولد... انت بتمشي من غير ما اقول...
ليردف بغضب : تيته... انتي فوق راسي... لكن انا مش فاضي ادلع وازفت واتهبب بطين علشان عندي شغل... ومبحبش الاستفزاز
لتردف الجده ببرود : صالح بنت خالك
ليردف :مش مصالح حد انا مش فاضي.... اللي عايز يزعل يتفلق... انا مش ناقص وجع دماغ... وشغل حضانه هو...
ليغادر وهو في قمة غضبه...
لتردف ايلا : اطلعي اتكلمي معاه...
لتتحرك قمر متجهة لغرفة ادهم الغاضب بشدة.... وبداخلها تدعو خالقها الا يقوم بفعل متهور يؤدي بها للجحيم...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بغرفة ادهم..
ادهم لنفسه : حتة عيلة تخلي الكل في صفها... ليه... على ايه يعني.. لا وبتأثر عليا انا كمان...
سمع صوت طرقات على باب غرفته ليفتحه بغضب...
ليجدها هي... نظر لوهله لتلك الملامح البريئة ولكن عاد ينظر اليها والشرار يتطاير من عيناه....
ليردف : جيتي ليه... هو انتي يا بنتي مبتفهميش... انا مش بطيقك... دمك وشكلك تقيل على قلبي... رخمه وباردة ومعندكيش كرامة ولزقة... ايه مبتزهقيش... ابعدي عني يا ستي وسبيني في حالي.... انا عارف انتي بتحومي حوليا ليه... علشان اتجوزك و وتبقي مرات ادهم فارس الشرقاوي... اللي عمرك ما كنتي تطولي اصلاً تبقي نسيبة لينا ... فاكره اني ممكن ابصلك... ابص لعيلة لسه لا راحت ولا جت... فاكره انك هتضحكي عليا بقناع البراءة ده... ده بعدك يا قمر... متحلميش انك تبقي زينا في اي حاجه انتي اخرك تعيشي معانا هنا لحد ما تخلصي دراستك وتغوري في دهية منشفش وشك تاني... متحلميش اني ابص لاشكالك الزباله دي.... ولا انك تطولي حاجه من العز اللي انتي عايشه فيه ومكنتيش تحلمي بنصه.... ابعدي عني وخلي عندك كرامة يا بني ادمة يا بارده....
نظرت له بصدمة... وقد شارفت على البكاء ألتمعت عيناها بالعبرات لترحل من امامه غير مصدقة ما قاله لها... لقد ألمها... بل كسرهها... اُهدرت كرامتها في سبيله وهو لم يشعر... تحركت نحو غرفتها وتلك العبرات تسيل من عيناها جلست على فراشها تتطلع للفراغ بهدوء و تلوم حالها انها صدقت ذلك الادهم انه يحبها فقط هو يثبت لها ذلك في اوقات مرضها... ألتمعت عيناها بهدوء وهي تتذكر تلك الايام التي كانت تقضيها بغرفته... لتنظر لذلك الخاتم بأصبعها وهى تحركه يميناً ويساراً ...
تذكر ما قاله لها منذ ما يقارب السنه والنصف عندما احضر لها هذا الخاتم... لتجده بعدها بأيام يرتدي واحد مماثل للذي بأصبعها... ابتسمت تلقائياً وهي تتذكر ما قاله لها يومها " اياكي تقلعي الخاتم ده من ايدك يا قمر سامعه "
تذكرت ما فعله منذ دقائق لتعبس ملامحها وقد لاح بعقلها ان يكن التجاهل هو الحل الوحيد للتعامل معه ...
أستلقت بجسدها تنظر لذلك السقف وهي تسترجع كلماته المهينة...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جلس على الفراش غير مصدقاً ما قاله لها... لقد دمر كل شئ بينهما... كل شئ... لا يصدق انه ابعدها عنه... ولكن هذا هو الحل.... هو الحل الوحيد لفارق العمر بينهما.... نظر لاوراق عمله لينثرها جميعاً علي الارض بغضب.... يبدو ان تلك العائلة تعاني جميعها من مشاكل مع الغضب...
أرتمي علي الفراش وهو يشد علي شعره بعصبيه كيف خرجت منه تلك الكلمات نحوها.... كيف فعلها لطالما نادته ايلا بالمتيم بعشقها... كان كالمهووس بها... يعشق اي شئ تلمسه او تضع يداها عليه...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اصبحت تتجاهله بطريقة ألمته كما ألمها... كانت تبتعد عنه... لا تجتمع معه سوى وقت الغداء وتقضي عشائها بالغرفة وفطارها بعد رحيله.... لم تعد تتعامل معه الا قليلاً حتى هو كان يحاول الابتعاد ولكنه لم يستطيع وكأنها كالمغناطيس ينجذب لها رغما عنه....
يرى انها نضجت كثيراً عن ذي قبل... تبتسم في حدود بعد ان كانت كالبلهاء تبتسم علي كل شئ... تتحدث في حدود بعد ان كانت عفوية.... هادئة وغامضة على غير العاده... ولاحظ ادهم سكونها الغير مطمئن... وكأنها تنتظر الفرصة لترحل دون رجعة.... حتى يوم ميلادها هي وجميلة الذي اجتمعت فيها الاسرة بأكملها...
قدم الجميع الهدايا لجميله ولقمر...
ليردف ادهم وهو يمد يده لقمر بهديتها : كل سنه وانتي طيبه يا قمر وعقبال مليون سنه...
لتردف بسخريه : لا والله كتر ألف خيرك انك جبتلي هدية... واحب اقولك انك تعبت نفسك لاني مش هقبل منك اي حاجه...
نظر لها بصدمة والجميع ينظرون لهم بصدمة لا تقل عن صدمة ادهم.... وهم لا يفهمون ما يجري..............................................................................................................
أنت تقرأ
"أهذا هو الحب؟! " قسوة الجبروت الجزء الثاني
General Fictionحاصله على مركز ثاني في #شغف بتاريخ 17/12/2021 حاصلة علي مركز اول في #شغف بتاريخ 23/12/2021 ذلك الحنين لاحتضان احدهم... دفء القلوب من قرب احدهم.. تلك السعادة بجوار احدهم.. ولمعة العينان بعيون احدهم... ونظرات الغيرة والشوق واللهفة بعيون احدهم... ...