الفصل السابع... "قابع بالماضي"
يتذكر ذلك الماضي السحيق جالس على مائدة الافطار يحدج قمر بغلظته المعهوده منذ الصغر... بعد ان اجبره والده علي قضاء يومه معها بالخارج مع شقيقته للذهاب للتجول وقضاء وقت ممتع.... ليترك الطعام متجهاً لغرفته وكاد يموت من شده غيظه... انتهى من ارتداء ثيابه متجهاً للاسفل في انتظارهم للانتهاء... هبطت جميله وقمر للاسفل لم يتذكر هيئة شقيقته بسبب نظراته لتلك الصغيرة التي احتوت قلبه بأقل من ثانيه ألفت قلبه... احتوت كيانه بعيئتها الطفوليه التي تشبه القطط... وذلك الرداء الفضفاض الذي احتوى جسدها ولم يفصله فأصبحت ايه في الجمال ...
دلفا للسياره الخاصه به قمر تجلس بجانبه وشقيقته بالخلف.... متجهين نحو الملاهي...
وصلوا ثلاثتهم وانتهوا من رحلتهم ليطلب كلتاهما ذلك الشئ الذي يطلق عليه "غزل البنات "
وقف امام ذلك الشاب الذي يصنعه بينما الشاب يحدج قمر بنظرات شغف... امسك ادهم برسغها لتقف خلفه وحدجه بنظره اجفل لها قلب ذلك الغبي الذي ظن ان من السهل النظر لما يخص ادهم الشرقاوي...
امسكه ادهم من تلابيب قميصه بغضب...
ليردف بغيره : ما تركز معايا بدل ما انت بتركز مع بنات الناس ولا انا مش مالي عينك...
ذعر الفتى من نبره ادهم الغاضبه وحاول التملص منه ولكن دون فائدة... حاولت جميله فصل شقيقها عن الشاب ولكن دون فائده...
جميله بقلق : ارجوك يا ادهم كفايه الولا هيموت من الرعب في ايدك...
نظر لشقيقته نظره بمعنى " ابتعدي "
لتفصلهما العامة عن بعضهم... اتجه ثلاثتهم نحو السياره...
ليردف ادهم بغضب : ايه اللي انتي عملاه في نفسك ده يا انسه قمر... بتشغلي شغل البراءة على الكل... عايزه تباني حلوة قدام الكل.... صح... وايه القرف اللي انتي عملاه في نفسك ده... مفكره نفسك عيله صغيره... عملالي قطه في راسك... ايه القرف ده...
نظرت له شقيقته بصدمه مما تفوه به... بينما قمر تنظر له بحزن وقد اغرورقت مقلتيها بالعبرات شاقه طريقها الي وجنتيها... لم يتحمل بكائها ووجهها البريئ الذي انفطر له قلبه...
ليقترب منها بقلق وخوف...
مردفاً بحزن : لا لا ارجوكي متعيطيش علشان خاطري... احتضنها لترتفع شهقاتها وهي تضع يدها على وجهها لتخفي عبراتها... لقد ادمي قلبه من شهقاتها التي زادت من آلام ابتعاده عنها...
اردف بألم : خلاص انا اسف يا قمر... مقصدش والله حقك عليا انا اسف....
وشقيقته تنظر له بصدمة... لا تصدق ان شقيقها يتأسف لابنه خالها... لا تصدق ما الذي يحدث معه ليتحول من ذلك الذي يهينها الي عاشق مولع بها... ظل ادهم يربت علي ظهرها حتى هدأت نظرت له كطفل رضيع فقد امه ليحتضنها بحب... متجهين نحو السياره ....
تذكر تلك المره عندما حزنت من ذلك الامتحان الغبي وظلت تبكي ...اتجهت للشركة لتشتكي له بحزن...
وصلت لحجرة مكتبه لتجد تلك السكرتيرة تنظر لها بتكبر...
لتردف قمر بحزن : ادهم موجود...
لترد الاخرى بعجرفه : اسمه ادهم بيه... انتي متعلمتيش ازاي تتكلمي على ولاد الاكابر ولا ايه..
اكملت جملتها وهي تنظر لها بسخريه وحقد من جمالها...
لتردف قمر : عايزه اقابله ضروري لو سمحتي...
لترد الاخرى ببرود : مش فاضي لاشكالك.. عنده meeting مهم وهو مش هيسيب شغله علشانك يعني... ولازم تبقي واخدة معاد منه قبل ما تيجي هنا...
لتكمل بسخريه من هيئتها البسيطة : ومقام اشكالك ميدخلش شركة زي دي...
لم تشعر سوى بصفعه على وجنتيها اطاحت بها ارضاً وادهم ينظر لها بغضب والشرار يتطاير من عيناه...
ليردف بغضب : اتأسفي يا زباله ليها دلوقتي...
بدأت قمر بالبكاء من تلك الغبيه التي اهانت كرامتها...
لتردف السكرتيرة بدموع : انا اسفه...
ليردف ادهم : روحي صفي حسابك ومشفش وش اهلك هنا تاني سامعه يا حقيره انتي...
امسك ادهم يد قمر متجهاً لحجره مكتبه...
ليردف : منوراني يا قمري...
قمر بصوت مختنق : ادهم انا جبت درجه مش حلوه في امتحان math ...
ليردف ادهم بتفائل : ولا تزعلي نفسك نعوضها في الامتحان الجاي... هذكرلك وهتنجحي فيه كمان اهم حاجه امتحان اخر السنه... ولا ايه...
ابتسمت له بحب فهو الوحيد الذي يستطيع اخراجها من حاله بكائها ببضع كلمات بسيطه... تمثل له الجنه ويمثل لها الهواء الذي تتنفسه...
نظرت له لتحتصنه برقتها المعهوده ليبادلها مطوقاً خصرها.. لينظر لعيناها المبتسمه... ظل ينظر لشفتيها...
لم يفكر كثيراً بتلك الكرزتين فطوق شفتيها بخاصته ...لم تبادله بل بدت منصدمه تنظر له بخوف... لم تعهد ذلك الاقتراب الجسدي منه سوى ببقائها بفراشه وقت مرضها او ذلك الحضن الشغوف بينهما الذي يعبر عن طهارة مشاعرهما... ابتعدت عنه وهي تنظر له بحزن دفين لا يعلم لما حزنت ولكن يبدو انها ستبكي... بل بالتأكيد قد فعلت... تهاطلت العبرات على وجنتيها بهدوء ...
اقترب منها بقلق ليردف بحزن : بالله عليكي بلاش تعيطي...
لتردف بهدوء منافي لبكائها : متقربش مني...
تركته وغادرت....
انتهى من عمله متجهاً للقصر عندما وجد والده ينظر له بغضب...
ليردف والده : ايه اللي انت عملته ده...
ليردف ادهم بحزن : انا مكنتش اقصد...
ليردف فارس : اللي يقرب من بنت غصب عنها عارف بيتقال عليه ايه يا حيوان...
ليردف ادهم : انا اسف..
تلقى تلك الصفعه علي وجهه لينظر لوالده بضيق... لم يتحرك انشاً من تلك الصفعه ولكن حزن لما فعله....
لم يردف ببنت شفه... ترك والده متجهاً لغرفته... واصبح لديه الحقد اتجاه قمر ليبتعد عنها...
تذكر محادثته معها بعد تلقيه تلك الصفعه من والده...
استمع لطرقات على باب حجرته نهض يفتحه بغضب وهو يكاد يحرقها بنظراته ...
ليردف بغضب : جايه ليه... جايه تضربيني زي ما ابويا عمل ولا ايه...
لينظر لها بغل... بينما تنظر له ببراءة وكأنها تود الاعتذار له...
لتردف : انا كنت...
قاطعها بغضب : غوري من وشى يا قمر ومشفش وشك في اوضتي تاني... غوري علشان انا بقيت بكرهك اكتر من الاول...
وجدها تبكي ليغلق باب الغرفه بوجهها حتي لا يضعف امام بكائها...
افاق من تلك الذكريات علي تقلب تلك الصغيره بأحضانه ليتمسك بخصرها... ليجدها تحتضن رأسه دافنه اياها بعنقها... ليفتح عيناه علي وسعهما من الصدمة...
ولكنه لبى النداء وظل كما هو يستنشق رائحتها العذبه التي تريح روحه المعذبة ببعدها عنه ........................................................................................
أنت تقرأ
"أهذا هو الحب؟! " قسوة الجبروت الجزء الثاني
General Fictionحاصله على مركز ثاني في #شغف بتاريخ 17/12/2021 حاصلة علي مركز اول في #شغف بتاريخ 23/12/2021 ذلك الحنين لاحتضان احدهم... دفء القلوب من قرب احدهم.. تلك السعادة بجوار احدهم.. ولمعة العينان بعيون احدهم... ونظرات الغيرة والشوق واللهفة بعيون احدهم... ...