الفصل التاسع ... " غيرة حارقة "
نظرت له بصدمة ولم تعلق بينما قلبها يصدح انغامه بفرحة عارمة... فصديق وحبيب طفولتها هنا معها بل عاد من اجلها... عاد ليراها وتراه... ابتسمت تلقائياً... لينظر لها بحب فهو يعلم انها تعشق زياد منذ صغرها.... دقائق وكان ذلك الزياد ينشر الضجة كعادته وهو يهبط الدرج... لتقع عيناه علي صغيرته التي تجلس بجانب شقيقها...
نظر حوله بحذر مصطنع
ليردف زياد : بابا هنا يا ادهم....
ليردف ادهم بسخرية : هو لو هنا كان سابك عايش وانت عامل الهيصة دي...
ابتسم زياد وهو يقترب من جميله ليحتضنها بشوق وعشق... نظر لهم ادهم بهدوء....
ليردف بسخرية : يا اخويا انجز لنور تيجي تظبطك...
اتت نور علي ذكري اسمها
لتردف : في ايه جايبين سيرتي ليه؟
ابتعد زياد عن جميله ليحتضن نور بحب فلقد اشتاق لها كثيراً...
ليردف بحب : وحشتيني يا امي...
لتردف نور بأبتسامة : وانت كمان يا زياد... وحشتني اووي...
ظل يقبل رأسها ويداها... لقد اشتاق لها كثيراً فهي بمثابه والدته...
ليردف ادهم بسخريه : يا لو فارس هنا كان زمانه فقعك علقه من بتوع زمان...
ليردف زياد وهو يبتعد عن نور : اومال فين قمر...
لا يعلم لما شعر بأن ادهم يجاهد الا يخرج شيطان غضبه وغيرته... الذي يخفيهم عنه دائماً... ليضرب الطاولة بيده بغضب...
مردفاً بغيرة عمياء : اياك سيرتها تيجي على لسانك... ومش عايز ازعلك مني علشان انت عارف اللي فيها.... اي حاجه تخصني متجبش سيرتها على لسانك يا زياد واخر مرة هحذرك فيها....
نظر له زياد بأبتسامة مستفزة لطالما كان فناناً في استفزاز ذلك اللطيف الذي ما ان جاء بذكر فتاته الفاتنه ليتحول لذلك الوحش البري الذي لا يهمه شئ سوا ما يخصه... فكان مبدعاً في ذلك.... ورغم حزنه الداخلي من صديق عمره الا انه
اردف بهدوء : خلاص يا ادهم في ايه انا بسأل عادي...
ليردف ببرود مميت : ملكش دعوة بيها وخليك في اللي يخصك وبس...
ترك طاوله الطعام ليتجه لغرفته.... وهو يصارع شياطينه الا تخرج وتلتزم بالهدوء الذي لا يستطيع ايجاده
نور بحزن : متزعلش يا زياد... هو غيور شوية...
ليردف زياد بأبتسامة مزيفه : مش زعلان .... ده اخويا.... حد يزعل من اخوه برضو....
لتردف : حقك عليا هو بس متضايق شويه علشان هما بعاد عن بعض...
ليردف بهدوء : هي لسه معرفتش...
لتردف جميله : لا...
لتكمل نور : لو عرفت هيبقى يومنا مش فايت....
ليردف بأبتسامه : ليه يعني.. هتفرح اكيد...
لتكمل نور بحزن : تفرح ازاي بس واحنا ضاحكين عليها...
ليردف : صدقيني هتفرح...
امسك بصحنه ليتناول طعامه بينما جميله جالسه تنظر للحزن البادي علي وجهه بصمت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اتجهت قمر للاسفل فقد كانت معدتها تتضور جوعاً... وقد ارتدت حجابها وجلباب فضفاض وهبطت للاسفل باحثه عن الطعام... نظر لها زياد وقد توسعت ابتسامته
ليردف : كبرنا يا قمر وبقينا قمرات بسم الله ما شاء الله
خجلت قمر من مدحه وقد اكتست وجنتيها بالحمرة... بينما نظرت لها جميلة بغيرة... لطالما عشق الجميع قمر.... ولكنها تحبها ايضاً ولكن لما لا يهتم ذلك الزياد بمشاعرها بل يتغزل بجمالها امامها... نظرت لها بأبتسامة مصطنعه... ثم استأذنت وغادرت لغرفتها وقلبها يتحطم كل مره تراه يتغزل بقمر... لما يتغزل بها وهو لم يقل لها كلمه واحده عن مدى اشتياقه لها... لم يتغزل بها من قبل ... لا تظن انه ليس بارع بذلك... بل هو وادهم من اشد الاقربون لبعضهم... وهي تعلم شقيقها جيداً وبالطبع فزياد مثله.... ولكن لما... لما تراه بعيداً عنها دائما ما يتغزل بقمر وهي لا... حتى شعرت انها قبيحة من كثره غزله بها... على الرغم انها تحب ابنة خالها الا انها انثى وتغار كغيرها ...ترى انه قد تغير كثيراً عن اخر مره... حسناً فلتلهو معه قليلاً فيبدو انه يحب اللهو.... ابتسامة زينت ثغرها وهي تتوعد لما ستفعله به...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بغرفة ادهم...
ظل جالساً حتي شعر بصغيرته قد فتحت باب الغرفه وهبطت للاسفل ليتنهد بغضب فدائماً تعصى اوامره تلك الغبية التافهة التي جعلته يلعن اسمها ولكن تركها ولم يلحق بها... ففي النهايه سيجتمعان سوياً وليجعلها تؤنب حالها على عصيانها لاوامره... لن يرأف بها... سيعاقبها حتى لا تعصي له امر مرة أخرى....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت قمر وزياد من تناول طعام الافطار سوياً....
ليردف زياد : عامله ايه في الثانويه يا قمر....
قمر بهدوء : كويسه... اهي ماشية والله بالرغم من ان في حاجات صعبه الا ان ابيه ادهم مش سايبني... على طول بيذاكرلي....
تعجب لما قالته قمر... احقاً تنادي ادهم بـ " ابيه " ...ولكن لما... افاق من شروده... عليها وهى تلوح له بيدها امام وجهه...
ليردف : معلش يا قمر سرحت شويه... هو انتي بتقولي لادهم يا ابيه....
لتردف بحزن وبراءة : اه... هو اللي قالي منديهوش بأسمه...
ليردف : ليه.. ؟
لتردف بهدوء : معرفش...
صمت قليلاً لينهض
مردفاً : طيب انا هدخل اقعد مع تيتة...
اومأت له لتتجه هي الي غرفة من سكن قلبها واشغل عقلها... واحرق كيانها....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بغرفه ادهم..
وجد من يطرق على باب الغرفه ليفتحه وما ان وجدها امامه لتظلم عيناه بغضب لعصيانها اوامره...
ليردف بغضب : انا مش قولتلك متطلعيش بره اوضتك... رغم كدا طلعتي ونزلتي تحت... وقعدتي معاه... وانا كلمتي مبتتسمعش صح يا هانم ولا ايه...
نظرت له وهي تزدرد في توجس وخوف من غضبه...
لتردف بتلعثم : انا كنت هنزل أكل واطلع علي طول... وبعدين ده زي اخوك يعني مفيهاش حاجه... وزي اخويا برضو..
قاطعها ليردف : لا فيها ...فيها اني مبحبش حد يبص لحاجه تخصني...
ليمسكها من رسغيها ودلفا سوياً ليغلق الباب واحاط جسدها بالحائط....
ليردف وهو ينظر لشفتيها التي ادمنها : كلامي يتسمع... يا اما ورحمة شهد ما هسيبك تخرجي من الاوضة تاني سامعه...
ليهبط ملثماً عنقها بحب حاملاً اياها من خصرها مجبراً اياها على محاوطه خصره بساقيها الحليبيتان...
ابتعد عن عنقها دافناً وجهه بصدرها لتحتضنه بلطف واتجه بها للفراش... لينعما بقليل من الراحة... فهو يعشقها... وهذا يكفي لو لم تبادله....! ........................................................................................................................
أنت تقرأ
"أهذا هو الحب؟! " قسوة الجبروت الجزء الثاني
Fiction généraleحاصله على مركز ثاني في #شغف بتاريخ 17/12/2021 حاصلة علي مركز اول في #شغف بتاريخ 23/12/2021 ذلك الحنين لاحتضان احدهم... دفء القلوب من قرب احدهم.. تلك السعادة بجوار احدهم.. ولمعة العينان بعيون احدهم... ونظرات الغيرة والشوق واللهفة بعيون احدهم... ...