الفصل الرابع عشر..." صغيرته "
صباح يوم جديد...
هبط زياد للاسفل ليرتطم جسده الضخم بجسد انثوي... ابتعد عنها بسرعه ليجد الاخر كادت تسقط من على الدرج... امسكها من ذراعها قبل ان تقع... لتجده يحدق بها لتنفض ذراعها من قبضته الصلبه لتنظر له ببرود تطالع ملامح وجهه الوسيمة...
لتردف بهمس غاضب لنفسها ولكنه سمعها : حد يدخل في حد زي الطور كدا...
ضحك بخفوت وقد زادت ثقته وغرور
ليردف : عارف اني طور خلي بالك...
رفعت وجهها تطالعه بنظراتها
لتردف بخجل مما قالته : مقصدش بس محدش يدخل في حد كدا...
ليردف بهدوء : ما انتي مش بتشوفي انا بعمل ايه عند بابا... وادهم في القصر...
لتردف بذهول : بابا! هو فارس الشرقاوي يبقا والدك...
ليردف موضحاً لها : لا ... ادهم يبقا طليق والدتي... وهو بيعاملني زي ادهم...
لتردف : اه فهمت...
لتكمل متسأله : انت اسمك ايه ؟
ليردف بأبتسامة : زياد...
ابتسمت بخجل فكم تعشق هذا الاسم كثيراً ...
ليكمل بهدوء : مالك... ؟!
لتردف بخفوت : اصل بحب الاسم ده اوي...
ابتسم تلك الابتسامة الجذابة التي يعشقها كل من رائها...
لتسرح بتلك الابتسامة التي خدرت عقلها كلياً...
ليردف بهدوء : وانتي اسمك ايه ؟
لتردف : مَيس ...
ليردف بأعجاب : بحب الاسم ده على فكرة...
لتردف بلهفة : بجد ...
اومأ لها... خجلت منه كثيراً لتستدير لتهبط الدرج بالرغم من ارادتها في الصعود...
نظر لها ليبتسم على لطافة تلك المَيس .... ألتفت ليجد ادهم يقف امام باب غرفته بهدوء قاتل...
ليردف زياد : واقف كدا ليه ؟
اتجه نحوه ليقف بجانبه...
ليردف ادهم ببرود : متجوزة...
نظر له زياد بعدم فهم...
ليردف بهدوء : مين ؟!
ليجاوبه الاخر : مَيس ... متجوزة.. فأنسى...
ليردف زياد : انت عارف ان بحب جميلة... ولا يمكن ابص لغيرها فمتقلقش...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جالسه بتلك الحجرة تدخن سيجارها ببرود... شارده في حياتها منذ عشرون عاماً عندما طلبت من فارس ان يرسلها لامريكا للعمل ويا ليتها لم تذهب... كانت حياتها كالجحيم..
حزن... غيرة... شغف ... انتهى بطفل مشوه... مات قتيلاً على يد الاطباء... حزنت على طفلها الذي مات ابشع مما كانت تتوقع... لقد نحروا عنقه امامها... لتقسم ان تذيق وابل عذابها لجميع من اشترك بتلك الجريمة ومن تستر عليها... بحثت عن زوجها لتجده بأحضان امرأة اخرى.. تركته لينتهي ألالامها التي تتضاعف وتزداد حقداً... داوت الالامها وحدها بعد عناء لتصبح علي ما هى عليه... وقد وضعت طفلها الثاني... الذي اصبح شاباً يافع او لنُقل مراهق يافع بعمر السادسة عشر من عمره...
اتجهت للخارج لتجده جالساً امام التلفاز يطالعه بهدوء كعادته... فهو صامت لا يتحدث كثيراً او لا يتحدث ابداً... عندما يجدها بمكان يرحل منه... لا يود رؤيتها... يراها عاهرة لانها احبت رجلان... ما ذنبها ان كان الاول ليس رجل والاخر قد غادر وتركهم... ما ذنبها هي...
اتجهت اليه لتراه كما اعتاد... عيناه البنية مسلطة على شاشة التلفاز... ويده تمسك بجهاز التحكم ... حدقت به قليلاً يشبه والده بوسامته الطاغية... وكيف ووالده زيد الشيمي... الذي تغرق النساء به... يودّن قضاء ليلة واحدة معه... يتوددن اليه لنظرة منه... ذلك الصغير الذي يجلس امامها قطعه من والده
( ابن زيد الشيمي ليه رواية كامله لوحده)
جلست بجانبه لتجده يترك جهاز التحكم ويهم بالنهوض...
لتمسك بذراعه...
لتردف بهدوء : ممكن تقعد...
جلس الاخر على مضض فهو لا يريد ان يتواصل معها بأي طريقة ...
لتردف : هحكيلك حدوته... زي زمان..
ليردف : مش فاضي ورايا مذاكرة...
لتردف بأمر هادئ : هتقعد علشان هنتكلم وبعدين اعمل اللي انت عايزه...
جلس ببرود ولم يطالعها...
لتردف بهدوء : من عشرين سنه... كان في بنت راحت لرجل اعمال مشهور... وطلبت منه انه تسافر امريكا وعلشان الشخص ده قريبها... وافق وسافرت... كانت كل حياتها شغل... لحد ما ظهر في حياتها رجل اعمال امريكي مسلم... اتجوزوا... وحملت وخلفت بس الطفل كان مشوه....
نظر لها بصدمه...
لتكمل : الدكاترة خدوا الطفل ودبحوه قدام امه....
احست بقلبها يعتصر من شدة الالم... وغصه مريرة بحلقها تكاد تخنقها...
لتكمل : وبعدها الست دي عرفت ان جوزها بيخونها وسابته ... اما بالنسبة للمستشفى باللي فيها فكلهم دخلوا السجن علشان قتلوا ابنها.... بعدين شافت راجل... حبها وحباته... اتجوزوا وخلفوا ولد زي القمر وبعدين سبها ومشى... سبها هي وابنها لوحدهم...
ظل ينظر لها بضيق من دمعاتها العالقة بأهدابها...
ابتسم عندما علم انها تتحدث عن نفسها اقترب منها ليحتضنها بحب...
ليردف : متزعليش.. حقك عليا...
لتردف : مش زعلانه... كل اللي كنت عايزاه حضن منك بس...
احتضنته بعاطفه امومية وحب وهي تبكي على الالامها التي حمدت ربها انها انتهت بعودة صغيرها اليها...
استمعوا لدقات منتظمه على باب المنزل .. لتتجه نحوه وهي تمسك بمقبض الباب لتفتحه...
لتهتف بصدمة : روزا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهوا من طعام الافطار متوجهين نحو الخارج ليعودوا لوجهتهم نحو القاهرة...
ظلت تلك الصغيرة نائمة بالمقعد الخلفي بينما قد اخذ ادهم مكان السائق وبجانبه زياد الصامت بهدوء مريب..
ليردف ادهم : مالك يا زيزو ؟!
ليردف زياد : جميلة وحشاني... مش عارف اقعد معاها لوحدنا ابداً...
ليردف ادهم بمكر : عليك وعلى اوضة النوم يا معلم...
نظر له زياد بأبتسامة وكأنه فهم ما يرمي اليه...
ليردف بهدوء : وبابا...
ليردف ادهم ببرود : ابقوا خلوا صوتكوا واطي... متوجعش دماغي...
نظر له ببرود...
ليردف زياد : بس هي متعرفش انها ملكي انا يا ادهم....
ادهم بسخرية : ايه ده بصرة زي الهبلة اللي نايمة ورا دي ...
انفجرا كلاهما بالضحك من قلبيهما... وكل منهما يفكر بكارثة حياته...
وصلا الي القاهرة متجهين الي قصر الشرقاوي...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قابع بذلك الظلام... ليجد باب حجرته يفتح بهدوء... وقد علم انها تلك النادين التي دائماً تقلق راحته...
لتردف بهمس اقرب للبكاء : ياسين...
استدار ليواجهها ليجدها ترتدي منامة قصيرة تصل لمنتصف فخذها بلون النبيذ الداكن... متمسكه بكائن الفرو خاصتها الذي جلبه لها ياسين عندما كانت بالعاشرة من عمرها... تحتضن فروه الي صدرها بينما وجهها ينذر بالبكاء...
نظر لها لينهض متجهاً نحوها
نظر لكلتا مقلتيها الممتلئة بالعبرات...
ليردف ببرود : ايه اللي جابك هنا... من امتى وانتي بتدخلي اوضتي يا نادين...
نظرت له خائفة منه وبداخلها هاجس قلق من ردود افعاله الغير متوقعة....
لتردف بصوتها الذي يعذبه.... ويخدر كيانه : مش قادرة انام... مش عارفة انام يا ياسين...
صر على اسنانه من نعومة صوتها التي لا تليق الا بفاتنته... حاول كبح رغبته بها ولكن لم يستطع عندما اقتربت من جسده لتحتضن ظهره بكفها الصغير الناعم...
بدأ يلعنها بنفسه على قربها الذي يدمر اخر ذرة عقل به... ليبتعد عنها محاولاً ضبط انفاسه...
ليردف بهدوء مصطنع : اطلعي برة يا نادين انا عايز انام...
لتردف ببراءتها الذي يعشقها : طب وانا...
ظل صامتاً ينظر لها... لتنفجر باكية لتحتضن كائن الفرو اكثر... لم يتحمل بكاء انثته... مهلكة قلبه... مدمرة كيانه... مُسكرة عقله اقترب منها ليحتضنها ملقياً فروها على الارض ليحتضنها... فهو يعشقها حد النخاع...
ظل يربت على ظهرها ليحملها مجبراً اياها على محاوطة ساقها لخصره...
نظر لشفتيها التي تقتله دائماً بأنتفاخها الكرزي المهلك لرجولته امام انوثتها الطاغية... اقترب منها ليلثم وجنتيها بعشق... لا يصدق ان ذات السابعه عشر عاماً تؤثر به بتلك الطريقة.... لا يصدق ان تلك الصغيرة ستؤدي بحياته يوماً ما...
لثم شفتيها قبلة سطحية سريعة ليريح جسدها على الفراش... محتضناً اياها... لينعم بجوارها بقليل من الراحة.............................................................................................................................
أنت تقرأ
"أهذا هو الحب؟! " قسوة الجبروت الجزء الثاني
General Fictionحاصله على مركز ثاني في #شغف بتاريخ 17/12/2021 حاصلة علي مركز اول في #شغف بتاريخ 23/12/2021 ذلك الحنين لاحتضان احدهم... دفء القلوب من قرب احدهم.. تلك السعادة بجوار احدهم.. ولمعة العينان بعيون احدهم... ونظرات الغيرة والشوق واللهفة بعيون احدهم... ...