الفصل الخامس عشر "عوده"

3.5K 68 0
                                    

الفصل الخامس عشر.... " عودة "
وصلوا الي القصر....
هبط ادهم ليتجه للمقعد الخلفي حاملاً اياها بين ذراعيه... تلك الملاك القابع بين احضانه اهلكته سبعة اعوام لامتلاكها وثلاثة عشر عاماً لعشقها... كان كفيلاً لرجل بالثلاثين من عمره ان ييأس من حبها ولكن هذا لم يزيده الا عناداً لامتلاكها...
دلفا للقصر مرحبين بروت التي استقبلتهم بحب... اتجه لغرفته ليضع تلك الصغيرة على فراشه مقبلاً شفتيها بسطحية... ليهبط للاسفل متجهاً لمكتب والده... وقد استمع لاصوات ضحكات انثوية قادمة من مكتب والده... ومن غيرها تلك الجميلة التي يعشق تراب قدمها... والدته...
فتح باب المكتب ليجد والدته متوسدة صدر والده بحب... وكأنها طفله ذات عشر اعوام تحتضن والدها...
لتردف نور وقد اصتبغ وجهها بحمرة خجل طفيفة : تعالى يا دوما...
لتأتيها صفعة خفيفة على مؤخرتها من فارس وهو يحاول كتم ضحكته وتصنع جديته...
ليردف بهدوء امام شفتيها : قولتلك كام مرة متجبيش سيرة راجل تاني على لسانك...
مهما شيب العمر لم يشب القلب.. يظل ذلك الفارس متملكاً حتي لو من ابنه...
ابتسم ادهم على ذلك الحب...
بينما خجلت والدته لتخبأ رأسها بصدر زوجها...
ليردف ادهم : بابا كنت عايز اتكلم معاك شوية...
اشار له فارس بالجلوس ليجلس امامه...
ليردف ادهم : فين طه عبد الرحمن يا بابا...
ليردف فارس ببرود : برة مصر يا ادهم بتسأل ليه... ؟
ليردف ادهم ببرود : اصل ياسين مفكر انك موته...
ليردف فارس بسخرية : ليه شايفني قتال قتلة لسمح الله...
وهنا نهضت نور عن صدره تنظر له شذراً على سخريته اللاذعة ...
لينظر لها فارس ببراءة...
لتحرك رأسها بنفاذ صبر من تصرفاته.. لتعاود متوسده صدره...
ليردف فارس : بص... طه عبدالرحمن... كان عنده بنت اسمها نادين ... انا عارف انك عارفها... خلي بالك منها... لان ياسين مش سهل لو عرف انها بتساعدنا في اوقات مش بعيد يقتلها...
ليردف ادهم بمكر : وهو في حد يقتل مراته برضوه... دي حته تبقى وحشه في حقه...
اطلق فارس ضحكته الرجوليه على ما قاله ابنه...
ليردف فارس : صحيح ابن ابوك يا ادهم... مش بتسيب حاجة الا لما تعرفها...
ليكمل : كنت واخد اختك ومراتك معاك الشركة ليه ؟
ليرد الاخر بهدوء : علشان اختي ليها حق في الشركة زيي زيها والمفروض انها بجانب دراستها كانت تنزل تدريب فيها... اما ست الحسن والجمال فده بقا علشان كنت ناوي اخليها السكرتيرة الشخصيه بتاعتي...
نظر له فارس ليعاود نظره لصغيرته القابعه بأحضانه..
ليهبط ملثماً وجنتي نور بحب...
لتردف نور بأنزعاج : دقنك بتشوكني يا فارس...
ليردف بمكر : طب ما تيجي نطلع...
لتضربه بكتفه بخفه... وقد اكتست الحمرة وجهها...
ليكمل ببراءة مصطنعه : ايه بس يا نوري... ده انا هحلقها...
خجلت منه وفهمت لما يرمي اليه لتنفجر الحمرة بوجهها لتدفن وجهها بصدره...
ليقهقه على خجلها فمازالت ملاكه تخجل منه... مازالت بريئة كما هي... نظر لهم ادهم... وكم يرى قمر بوالدته يشبهان بعضهما كثيراً وتلك الجميلة شقيقته تشبه والدته في خجلها وجراءتها وضحكتها.... الكثير من التفاصيل التي يأخذونها من تلك الطفله القابعة بأحضان زوجها... يرى قمره بتلك الجميله التي تقبع بأحضان زوجها وتقبع بقلبه هو ايضاً ..خجلها.. رقتها... جمالها... هدوئها...
ليردف ادهم : انا ماشي لان انا كنت تقريباً جيت في وقت غير مناسب...
ليردف فارس لادهم : بقولك يا ادهم...
استدار ليواجهه بوجهه
ليكمل الاخر : بكر ابن هدير جاي كمان يومين هنا عايزك تأخد بالك منه... علشان ده الطرف الاخطر من عيلة الشيمي...
ليردف ادهم بتعجب: انا اول مرة اعرف انا هدير مخلفة اساساً
ليردف فارس وهو يقبل وجنتي صغيرته : واديك عرفت... طرقنا بقا علشان ورايا شغل...
لم يبالي بما قاله والده لينصرف لغرفته فعلى كل حال يود ان ينعم بقرب صغيرته... فاليحترق العالم فقط ليبقي بجانبها....
أهذا هو الحب ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جالس بغرفته بعد شجار والدته مع عمته ليجد والدته تدلف للداخل...
هدير بهدوء : انت عايز تقعد معاهم... عايز تمشي وتعيش معاهم وتسبني
ليردف بكر بهدوء وهو يمسك بيد والدته : ماما انا هروح اقعد عند بابا يومين وعند جده فارس وادهم يومين متقلقيش هبقا اكلمك...
دلفت روزا ذات العشرون عاماً لتردف : مش يلا يا بكر...
نظر لها نظرة اجفل لها قلبها لا تعلم لما نظراته حاده تشبه احداً لا تستطيع ان تتوصل اليه.....
ليردف بكر بنبرة حاده موجهاً حديثه لروزا : انتي تسكتي طول ما انا بكلم امي سامعه يا بتاعه انتي...
لتصرخ به روزا بغضب : ولد انت ازاي تكلمني كدا.....
رفعت كفها تود صفعه على وجهه... ليمسك بيدها بقوة وهو يديرها ليصبح ظهرها مقابلاً له وهو مازال يشل حركتها بيده...
ليردف بنبرة باردة كالجليد : اياكي تفكري تمد ايدك عليا هزعلك مني اوووي انتي والكائن اللي قاعد في العربيه وبيقول انه ابويا ده سامعه...
كانت هدير تقف امامه بصدمة .. تأكدت ان ذلك البكر نسخة مصغرة من فارس في شبابه...
ليدفع روزا بعيداً عنه...
ليردف ببرود : برة علشان عايز اتكلم مع امي...
خرجت روزا من الغرفة لينظر لوالدته... ليحتضنها بحب...وهو يتهيأ لتحضير ثيابه ليرحل مع ذلك الرجل المزعم بأنه والده..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جالس بجانب والدته على مائدة الافطار.. بجانبه نادين وشقيقته ليستمعوا لطرقات منتظمة على باب المنزل... ليتجه ياسين لفتحه واذا بها رجال الشرطة... ليردف احدهم : حضرتك ياسين آسر الشرقاوي...
ابتلع ريقه بتوجس..
ليردف : ايوة...
ليردف رجل الشرطة : معانا امر بالقبض عليك...
ليردف ياسين بثبات : طيب ممكن ثواني اغير هدومي ..
ليردف الاخير بهدوء : اتفضل..
دلف للداخل ليغير ثيابه بينما ندى والدته قد علمت بما حدث وشقيقته وتلك النادين...
ليتجوا جميعاً معه...
ليردف ياسين : ممكن اجاي معاكوا في العربية بتاعتي انا واختي وامي ومر...
قطع جملته ليكمل : ونادين...
اومأ له رجل الشرطة... لينطلق برجاله وانطلقت خلفهم سيارة ياسين الذي كان هادئاً اكثر من اللازم...
في قسم الشرطة...
كان يقف امام رجل الشرطة الجالس ببرود متناولاً سيجاره بهدوء قاتل...
ليردف ياسين : ممكن اعرف في ايه بقا ؟
ليردف قاسم : انت متهم في قضية قتل...
ابتسم ياسين بسخرية...
ليردف ببرود : ومين قالك اني قتلت...انت شفتني وانا بقتل...
ليردف قاسم وهو يخرج سيجاره من فمه بصوت غاضب جهوري : اسمها انت يا حثاله... يا زبالة... لما الرائد قاسم الشيمي يتقاله انت.... تبقى انت مين علشان تتكلم معايا كدا يا حليتها...
ليردف ياسين بنبرة اقرب للثلج : انا... ابقا ياسين آسر مدحت الشرقاوي... عمي يبقا فارس الشرقاوي... بتهياقلي مفيش داعي تعرف معلومات اكتر من كدا...
نظر له قاسم بصدمة... لتهدء نبرته..
مردفاً : اقعد...
جلس ياسين امامه ليردف اليه : قتلت مين بقا فهميني ؟
ليردف قاسم بسخرية : انت اللي المفروض تقولي...
ليكمل وهو يتطلع الي الاوراق التي امامه : الاوراق بتقول انك قتلت واحد اتهجم على بيتك...
ليردف ياسين وهو يضع قدم فوق الاخرى ببرود مشعلاً سيجاره : طيب اديك حليتها... يعني بيتعدى على ملكيتي في غيابي... وخد الكبيرة... كان بيحاول يتعدى مراتي... يعني قضية رد شرف وتهجم على اهل بيتي في غيابي... ممكن تقولي الدافع غير انه عايز مراتي...
ليردف قاسم : تعرفه ؟
ليردف ياسين : للاسف لا...
وممكن تتأكد من كلامي من مراتي واختي...
ليردف قاسم بنبرة مرتفعه موجهاً كلامه لرجل الشرطة الاخر : دخل البنتين اللي برة...
دلفت الفتاتين...
ليردف قاسم : مين فيكوا اللي حصل عليها الاعتداء..
حمحمت نادين لتردف بنبرة اقرب للهمس : انا...
ليردف قاسم : شفتيه قبل كدا الشخصل اللي اعتدى عليكي ده..
لتردف : لا..
ليردف قاسم : اتهجم عليكي.. ازاي ؟! .. اقصد كان عايز يضربك ولا كان عايز ايه بالظبط ...
لتردف نادين : كان بيحاول يبوسني غصب عني ولما قاومته ضربني بالقلم ونزل فيا ضرب... وقالي هحرق قلبه زي ما خدك مني مع انها اول مرة كنت اشوفه فيها ...
ليضغط ياسين على قبضته صاراً على اسنانه ساحقاً اياها بغضب كلما تذكر مع حدث معها...
لتكمل شقيقته ما حدث : ساعتها ياسين جه من بره على صوت صريخها وانا كنت برة مع ماما بنعمل shopping ورجعنا في وقت رجوع ياسين دخلنا ولقيناها بتصرخ جامد ياسين ضربه وقعه وقوم نادين وبعدها عنه كان التاني مسك السكينه ومصمم يضربه بيها وماما كانت خايفة واخدت نادين وانا كنت واقفة بعيد بس شيفاهم... كان الشخص ضرب ياسين في بطنه بالسكين وقعد ينزف كتير... فمسكت طاسه وضربته بيها على راسه وفي نفس الوقت كان ياسين ضربه بالسكينه في بطنه... فساعدت ياسين نشيله ونحطه في كيس من كياس الزباله ونرميه في اي دهيه... ده اللي حصل لاننا خفنا نتحبس...
ليردف قاسم : دفاع عن النفس.. ودفاع عن الشرف... مقدرش احبسكوا..
ابتسمت جني ونادين بينما الاخر جالس بهدوء لانه يعلم جيداً انه لن يقضي ليلة واحدة بداخل السجن...
ليردف قاسم للكاتب الذي يجلس بجانبه : اكتب يا بني... واغلق المحضر في الساعه 2:00 يوم......
وما ان انتهى...
ليردف قاسم : تقدروا تمشوا...
ومتأسفين على الازعاج.....................................................................................................................

"أهذا هو الحب؟! " قسوة الجبروت الجزء الثاني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن