الحرب المنسية / THE FORGOTTEN WAR

الفصل الثاني

مساء الخير على قرائي الغاليين

استمتعوا بالفصل 

*

تتساقط معاقل القوة و الأنفة داخلنا

نُكسر ولا مجال للاصلاح

تتوشح أرواحنا السواد و حتى أجسادنا فنعيش بحداد غير منته

هكذا هي الخلافات بين الكبار يروح ضحيتها الصغار

عانينا كشعب الويلات حتى إفتككنا استقلالنا

الجميع تذوق طعم الحرية إلا نحن فقبل أن نستلذها وجدنا استعمارا من نوع آخر يلفنا به

حبسنا في سنوات الحرب فلم يتغير شيء

وقفنا على حدى و الشعوب كلها رافقت الركب

حبسنَا كان جسدي و معنوي فكأنما الزمن توقفنا بنا في سنوات الخمسين الثلاثة الأولى

مهما أقنعتني أن وطني هذا يستحق التضحية لأجله ، لكن عندما أصفع من طرفه سوف أفضل تركه و المضي قدما

هناك علاقات سامة تسمم أرواحنا و هكذا هي علاقتي مع وطني هذا

عذرا ..... إنه نصف وطن و بالتالي لا يزال يسكنني نصف أمل

*

الاثنين 30 نوفمبر 1970 

تاريخ لا يمكنني نسيانه ما حييت ، تاريخ سوف أكرهه على الدوام

داخل سيارة فولكس فاكن خضراء اللون كنا نجلس أنا و أمي في المقاعد الخلفية مرة أخرى

الدمعة ترافقنا و الهم يسكننا

لا أستطيع تصديق ما حدث ، لا أستطيع التصديق أن أبي دفعنا للهرب و هو يعلم مصيره

فجأة بتنا بلا سند ، فجأة كسرت أجنحتنا و بتنا مجرد امرأتين لا حول لهما ولا قوة

مشقة الطريق لم تُقارن بمشقة الروح التي عانيناها حتى وصلنا إلى مناءٍ بجنوب الصين ، أخبرنا الناقل أننا سوف نبحر على متن سفينة للسلع متجهة إلى ميناء انتشون بكوريا

جلسنا على أحد المقاعد المنتشرة على طرف الرصيف الحجري القريب من الميناء ، كانت حقائبنا الصغيرة بجانبنا و الدموع الجافة على وجوهنا ، الكثير من التعب و الوهن أصابنا حتى بات الهروب بدون معنى

تنهدت واضعتا كفي بحضني حينها أمي نبست بخفوت بينما تحدق أمامها

" لما لا نزال نقاوم للهرب يون ؟ "