الفصل الرابع و العشرون

855 111 76
                                    

مساء الخير أصدقائي

استمتعوا بالفصل 

ولا تتجاهلوا التصويت 

*


يُقال أنه في مستنقع الكذب لا تسبح سوى الأسماك الميتة

و أنا وجدت حياتي من حولي فجأة مستنقع كذب

بت أخاف أيامي عندما وجدتني سمكة ميتة تسبح داخل هذا المستنقع

المشكلة ليست في مسامحته لأن حبه في قلبي سوف يشفع له و يخرجه منتصرا من هذه المعركة و إن طال أمدها

مشكلتي هي في ثقتي به ، كيف سأصدقه ؟ و هل كان حبه لي حقيقيّ ؟

لاشك أن الحب هو ما دفعه لحمايتي ، أجل بت أعلم أنه يحبني و فضلني على الدنيا مع أنه في دنياي توجد حياة أخرى اختارها هو مع بعض من تلك الكذبة الفرنسية كما يعتقدها هو ... كذبة هو سيصوغها كما يحلو له لتناسب مبادئه و مصالحه

في النهاية هو رجل دولة ، رجل واحد من أهدافه العظيمة أن يمتلك السلطة و أنا أخاف أن يصبح أكثر قسوة و حتى حبي الذي غيره سيكون مجرد أداة

صباحا تجهزت ثم نزلت منظمة له على الفطور ، تماما كما يرغمني كل يوم

كان يجلس إلى طاولة الطعام يضم كفيه بينما مدبرة المنزل تضع بعضا من الأطباق عليها  ، و بما أن الخدم هنا جميهم أجانب فلا مكان للتقاليد في حياتنا ، بات مجبرا على حياة كثيرا قال أنه لا يحبها

جلست على يمينه ففك كفيه ثم حمل شوكته ليحدق بي فهربت من نظراته لي ، لقد حدق بي من قدمي إلى منابت شعري و أدري أنه يتفقد إن كانت ثيابي حسب معاييره ، كنت أرتدي ثوبا بني اللون ذو قماش خفيف كميه قصيرين و فوقه سترة خيطية بلون بني لكن باهت قليلا ، حذاء بدون كعب و خصلات شعري القصيرة تركتها حرة بعد أن أجبرني على تغيير لونها للأسود

لم يقل شيء ثم باشر تناول طعامه فأخذت شوكتي عندها تحدث

" اتصلت بعيادة طبيبتك و أخذت موعدا ... "

حينها توقفت و رفعت نظراتي نحوه لأرد برفض

" ليس موعدي "

" كنت تعانين من الألم "

" إنه ألم عادي فلا تهوّل الأمر "

" إنه ابني يون ولا يمكنني التغاضي عن أي شيء يخصه ... أم تريدين التخلص منه ؟ "

وقتها شعرت بغضب عارم، صحيح أنني لم أفرح في اليوم الذي علمت فيه بحملي لأنه كان لدي أسبابي و كان في قلبي تراكمات ، لكن في النهاية أنا لا أمتلك قلبا قاسي بقدر قلبه و جنيني سوف أخاف عليه أكثر منه حتى

الحرب المنسية / THE FORGOTTEN WARحيث تعيش القصص. اكتشف الآن