الفصل ثلاثون

669 90 85
                                    


مساء الخير أعزائي

استمتعوا 

*


مرت يومين على تواجد أمي و جدي معنا

بدأ حذر أمي يقل تجاه بيكهيون و تجاه كل شيء تعتقد أنه سوف يضر بي

كان بيكهيون لبقا معهما و عاملهما باحترام و رقي و اليوم قبل النوم أنا أخذت حمامي و جلست في سريري منتظرة بيكهيون الذي أقفل على نفسه باب مكتبه منذ عودته من الخارج

كان يبدو متوترا و في الصباح زاره السيد جونغ إن ، لم يكن كما تعودت عليه ، رحل من هنا مترهل الهالة و بيكهيون بعدها بدى بمزاج معكر لذا لم أقربه و لم أحاول أن أفعل ذلك

تنهدت و وضعت كفي على بطني حينها فتح الباب بهدوء

رفعت نظراتي نحوه فكان بيكهيون ، يحمل سترته على ذراعه و أكمام قميصه الأسود مرفوعة قليلا

دخل و التفت يقفل الباب لكنه لم يعاود الالتفات ناحيتي بل بقي مكانه هناك و أنا شعرت أن ما به شيء كبير و ما يشغل صدره من مشاعر تكاد كلها أن تكون سلبية

أبعدت الغطاء و استقمت مقتربا منه شيئا فشيئا حتى وقفت خلفه و امتدت كفي نحو كتفه ، ما إن حطت عليه حتى نبس بهدوء

" تبين أنني كنت مجرد ملوح بأعلام الكذبة الفرنسية يون "

" حبيبي "

حينها التفت ناحيتي ، عينيه كانت باردة و حزينة حد الظلمة

" خذلت رفاقي و نصرتكِ أنتِ "

أدري كم عنى له وطنه ، أقصد وطننا الذي تخلى عنا و بيكهيون تمسك به كثيرا قبل أن يفلته

" هل أنت نادم ؟ "

قلتها بألم نخر قلبي خوفا من قوله القادم لكن هو لم يخيب ظني ، حتى في أسوأ الأوقات لم يخيب ظني

" لست نادما و لن أندم عى اختياركِ أنت وطنا لي يون "

حينها رغم الدموع التي تجمعت بعينيّ أنا فتحت له ذراعي ، فتحت له صدر هذا الوطن الصغير فلجأ له و ربتُ أنا على ظهره و رأسه هامسة

" هذا الوطن الصغير يا حبيبي لن يخذلك يوما و لن يتخلى عنك أبدا ... هذا الوطن سوف يختارك أنت وحدك ملكا عليه و غير أعلامك لن ترفرف على أراضيّ "

شعرت بقبلته على رقبتي ثم سارت كفيه على جسدي فشعرت به يسرقني مني رويدا، رويدا

صنع جسرا بقبلاته حتى وطأ أخيرا شفتي التي تاقت له و وجدتني أغرق بعالمه وحده فكان هو لي الوطن و أنا مجرد لاجئة

الحرب المنسية / THE FORGOTTEN WARحيث تعيش القصص. اكتشف الآن