الفصل الثالث

948 143 109
                                    


مساء الخير قرائي الغاليين و يلي بحبهم كثيرا كثيرا 

استمتعوا بالفصل 

*


تعودنا الوقوف على أطلالنا بدون ترميمها

آثارنا البكاء على لملمة شتاتها و لو محاولة فاشلة

قد يكون الزمن للبعض ثقب أسود كلما طال توسع هذا الثقب و باتت الأحزان أعمق بدون أن يتمكنوا من تجاوزها

بينما للبعض الآخر قد يكون سلة للنسيان

كلما مررنا بها رمينا ما يثقل القلب و الأيام

نغسل ذكرياتنا المضنية دموعا و آهِ

*

الجمعة 30 نوفمبر 1973

انها الذكرى الثالثة لاغتيال أبي

لن أقول اعدام ولا حتى وفاة،  فأبي قتل بأيادي مجرمة لا يمكن أن تنتمي للانسانية أبدا

لا نعلم أين هو قبره ولا حتى ما فعلوا بجثته فهم تعودوا التنكيل بالأحياء و الأموات على حد سواء

يفعلون ما يأمرهم به من يعتقد أنه ربهم ، ألم يذاع عبر الاذاعة أن الزعيم كيم أحد الرجال المثقفين القلائل في ذلك الوطن المتهالك ؟

ألم يتبجحوا بأنه درس تاريخ و حضارات الكثير من البلدان و الأوطان ؟

اذا لما لا نراه يتعظ ممن أدعوا الألوهية و الربوبية منذ الأزمنة الساحقة ! 

منذ الأزل ظهر في البشر أشخاص حمقى و للأسف هؤلاء الحمقى عندما تكون بأيديهم السلطة سوف يفرضون أمورا غريبة عجيبة و تجد أتباعها ينفذون بفم يأكل لا يتكلم

لا فائدة من ذكر هذا الآن فنحن على موعد مهم للغاية

وقفت أمام المرآة حاملة دبوسي الأبيض ، قربته من شعري القصير ذا الخصلات الذهبية و وضعته

منذ استقرينا ببيت جدي حاولنا تغيير كل شيء ، حتى لون شعري غيرته و خصلاتي الطويلة التي طالما ربت عليها أبي قصصتها

غيرنا اسم العائلة عندما تبناني جدي و منحني اسمه حتى لا نبقى ملاحقتين من طرف المخابرات و عملاء كوريا الشمالية

إلتفت لسريري الذي وضعت عليه معطفي الأسود الثقيل و سرت آخذه حينها طرق باب غرفتي

" يون أسرعي ابنتي "

" قادمة أمي "

ارتديت معطفي و مرة أخرى وقفت أمام المرآة ، رتبت معطفي علي ثم حملت زهرتي البيضاء التي كانت على طاولة زينتي و غادرت الغرفة

الحرب المنسية / THE FORGOTTEN WARحيث تعيش القصص. اكتشف الآن