🍒الفصل السادس🍒حركة رأسها اللاارادية والخارجة عن السيطرة يمينا ويسارا برفض مستمر لفظاعة ما رأت ترافقت معها قشعريرة برد هزّت كلّ خلاياها، دون شعور احتضنت جسدها تخفف عن نفسها ألم الاختضاضات فيما لازالت ملقاة خائرة القوى على الكنبة التي تلقفت جسدها عندما كانت تجرّ خطاها بقهقرة مرتجفة متهالكة لتقع عليها دون أيّ أدنى شعور
هزّة رأس اضافية نفضت فيها صورة تتزاحم تريد أن تندسّ غصبا في عقلها لكنّها لا تريد... لا تريد فهي لم تر شيئا... لم تفعل... هي لم تر زوجها أبدا... أبدا عاريا... لم تره غائبا محموما في قبلة... قاومت مي التياع كبدها فيما تنفض رأسها من جديد بقوة أكبر تحاول طرد خيالات... نعم... نعم لا بدّ أنّها خيالات... لالا... لا بدّ أنّه يخونها... حسنا هي توقعت ذلك... ومن رأته كان لا بدّ امرأة... نعم نعم امرأة ولكن... ولكن... ربما مسترجلة قليلا...
شهقة وشهقة ومزيد من الشهقات الجافة شقّت صدرها... نعم امرأة ولكن... ألم يكن فادي زوجها في تلك الحالة هو المرأة... وألم يكن من خرج متنحنحا منذ دقائق يجرّ أذيال العار والكبت وقد قطعت عليه الانغماس بمزيد من قذارته... رجل!!!تلوّت مي بقرف لتقذف كلّ ما بمعدتها على السجادة الفاخرة أمامها تتأمل قيئها بتدقيق شديد تستجلب شعورا بالقرف مما ترى لعلها تنسى ما رأت وكادت أن تفعل... كادت لولا خروجه عليها ببنطال شبه معلق على خصره الناحل وبصدر شبه عار لا يكاد قميص محلول الأزرار إلّا من اثنين تاها عن مكانهما الصحيح وسيجارة مدببة الرأس ترتعش في يده
راقبها من بعيد... براكين من القهر والخزيّ تفور في صدره كم خشي من لحظة كهذه، كم تمنى أن تبادره بطلب للطلاق في سنوات سابقة ولكنّها أبت... أبت إلّا أن تكون زوجة بكل ما للكلمة من معنى، أبت إلا ألّا تفشل لمرة رابعة وصمّمت على النجاح مهما كان الامتحان صعبا... لقد جرّب... حاول أن يجرب ولكن الأمر كان صعبا... كان فوق طاقته... قربه منها كان تذكيرا قاسيا لما كان من الممكن أن يكون عليه ولم يكنه...
تلوّت مي بألم لتقذف المزيد مما في معدتها فاقترب منها بتردّد ولكنّه وقبل أن يصل إليها تزايدت شهقاتها بشكل أعنف وابتدأت الدموع بالانهمار من عينيها دون أدنى شعور: ابعد عنّي... لا تقرّب... لا تقرّب
ألم عميق ارتسم على ملامح وجهه: قرفانة مني؟ معك حق... إذا كان أنا قرفان من حالي
ازدادت دموعها انهمارا واختناقة بدأت تطبق على روحها... لا تستطيع... لا تحتمل حتى سماعه أو رؤيته... لا تستطيع التفكير أنّ هذا الجسد الملوث لامس جسدها يوما أو حتى أنّ هذه الشفاه قد حطّت على بشرتها ... لا تستطيع أن تصدّق أنّ سنوات عمرها الماضية قد كانت بهذا الضياع، بأنّ محاولاتها معه كانت للا شئ، رفضه لها كان لخلل فيه لا فيها... لا تستطيع... لا تستطيع محو تلك الصورة.... آآآه فقط لو تستطيع انتزاع الذاكرة ورميها في أقرب مكبّ للنفايات فما عاد فيها ما يستحق أو حتى لو تفصل الرأس عن الجسد علّها ترقد رقدتها الأبدية أخيرا براحة وسلام!!
صوته المهزوز وصلها يناديها باستجداء: مي
دفنت وجهها بين يديها وقالت بصوت مرتجف: هشششش... ما بدي أسمع صوتك... اسكت... اسكت
نظر لها فادي بألم وقال: بعمري ما تمنيت تعرفي...
رفعت مي رأسها بعنف وقالت: أعرف شو... إنّك شاذ حقير... وببيتي... آآآآآه... حرام عليك... احكيلي إني غبية... غبية وإنّه اللي فهمته كلله غلط بغلط... بأني ظالمتك... بأنك مش وسخ... بأنّك ما بتهز عرش الرحمن وهوووون ببيتي مو فارقة معك أشوفك أو لااااأ...
اختنقت أنفاسها فما عادت بقادرة على الكلام ولا تفريغ ما بها من انكار وذهول وانكسار
اقترب منها هذه المرة فادي بتصميم يمسك بها من بين ذراعيها يرفعها ويهزها علّها تستطيع تجرّع بضعة أنفاس تحميها من اغماءة يراها قادمة لا محالة: اتركني... بحكيلك اتركني الله يقرفك... ابعد ايديك الوسخات عنّي والله والله والله إذا ما طلقتني إلّا أفضحك والله لأخبّر أهلك عنّك... والله لأحكي لأبووووك... راح أفضحك راح أفضحك... آآآه...
في غمرة جنونها لم تشعر بعظامها التي تكاد تتعانق لشدّ ما يضغط عليها فادي الذي بدأت كلماتها المجنونة تخرجه عن نظاق السيطرة: يااااا ريييييييت ولك يا ريييييت تحكيله.... ما بتتخيلي شو نفسي لو إنّه هو اللي إجا وشافني بدالك.... نفسي أشوف راسه بالأرض... نفسي يشوف تربيته المفتخر فيها وبيعطي فيها دروس ومواعظ كيف طلعت زبالة... خلّيه يشوف كيف إنّه السجن ما بيربّي زلام زي ما بحكي...
كانت مي تستمع لكلماته مذهولة والدموع لا زالت جارية لم تتوقف على صفحة وجهها فرغم معرفتها بتوتر العلاقة ما بين فادي وأبيه لم تعتقد أبدا أنّه يحمل له في قلبه كلّ تلك الكراهية وكلّ ذلك الحقد فتسمعه يكمل وكأنّه انتظر كثيرا لافراغ كلّ ذلك الكبت فيه: ولّا لييش تحكيله... فكرك هو ما بيعرف... فكرك مين بيصبر على ابنه خمس سنين ما جاب ولاد ما بيحكيله روح على دكتور اكشف على حالك... فكرك مين بيجوز ابنه عمره 22 سنة لوحدة متطلقة تلات مرات قبل هيك... وحدة بتتحمل المرار وبتسكت ما بتشكي لحتى ما تتسمى مطلقة كمان مرة... رااابعة
هذه المرة تحولت دموعها لأنّات موجعة وشعور عارم بالامتهان يلفّ كيانها لينظر لها فادي في حنان متألم مقهور وتكفّ يديه عن الضغط على كتفيها تدريجيا فيقرّبها منه في مواساة ويحتضنها في رقّة فليست إلّا ضحية لمجتمع شرقي لا يرى في امرأة مطلّقة زوجة صالحة إلّا لرجل عجوز أو أب لأولاد كثر يحتاج لمن يقوم برعايتهم نيابة عنه أو حتى... شبه رجل مثله هو
تشنّجت مي رغما عنها نفورا ترفض قربه وفي ذات لا تجد قوّة لتبعده عنها لا سيّما والضربات لا زالت تنهال على رأسها بقوة مضنية: غروره خلّاه يحط نفسه بتحدّي مع كلّ الناس حواليه... و زي ما كان رجل حازم وجاد جدا بحياته مع الناس برة البيت كان لازم يكون هيك بالبيت... التربية الحديثة هي سبب همالة الشباب وانحلال البنات لهيك الضرب هو الحل... حزامه ما كان ياخد راحة أبدا... زي ما هو رجل غييير لازم احنا ولاده نكون غييير ملااائكة يتباهى فينا قدام الناس ... الخطأ ممنوع واللي بغلط حسابه عسير...
أنت تقرأ
عندما يعشقون صغاراً (ج2 من سلسلة مغتربون في الحب) لِـ "نيڤين أبو غنيم"
Romanceالرواية للجميلة بامبولينا.."نيڤين أبو غنيم" وأتشرف بسماحها لي بنشرها هنا على صفحتي بالواتباد.. كلمة لِـ نيڤين .. سُعدت جدااا بتجربتي الأولى بكتابة "عيون لا تعرف النوم" وسعدت أكثر بمشاركتكم إيّاها وبردّات الفعل الإيجابية التي تلقيتها وهذا ما شجعني عل...