🍒الفصل الخامس عشر🍒

1.2K 42 1
                                    




🍒الفصل الخامس عشر🍒

مسبوقا باللهفة مقطوع الأنفاس بالخوف كان معتز قد ركن سيّارته وبشكل عشوائيّ أمام المستشفى لينزل منها أنفاسه تشقّ صدره ألما، لا يستطيع حتّى أن يتخيّل ما الذي من الممكن أن يكون قد حلّ بها

لا يكاد حتّى الآن يستوعب كيف خرج من المنزل كما المجنون ودون شعور عندما سمع والده يدخل البيت محوقلا متأثر الملامح فتسارع والدته تسأله قلقة عمّا يعتريه، فيخبرها بالوعكة الصحيّة التي ألمّت بجارهم أبي مي بينما كان يخرج من المسجد حين جاءه أحد أحفاده يركض على عجل ليخبره كما غراب ناعق أنّ عمّه زياد اتصل منذ لحظات على أبيه ليخبره أنّ عمّته مي بالمستشفى الآن بحالة طارئة بعد أن تعرضت لحادثة تعدّي وضرب

في لحظة كان هو جالسا يتابع مباراة رياضية مهمة لكرة القدم وفي أخرى كان يقود سيّارته عبر طرقات عمّان معتليا كلّ مطبّ يواجهه وما أكثرهم فيها دون أن يشعر بأيّهم... حالة من الجنون والهلع كانت تتلبسه يتجرّع أنفاسا متسارعة ينهب بها هواءا تتنفس هي عبر أثيره يريد التشبّع به خشية من نفاذه

أن تكون بعيدة عنه... متزوجة من غيره لهو أمر مؤلم موجع لكنّها تبقى بخير أمّا أن يفقدها فهو الموت له أو الجنون الحقيقي لا محالة

كانت خطواته الآن تنهب أرض المستشفى تخلّف من وراءها دخان التوقعات المسمومة فما الذي حدث لها... من ضربها وكيف... كلّها تساؤلات كانت تدور في رحى دماغه فيتعصرها مرارة وألم

وقف معتز في أرض المستشفى حائرا لا يعرف ماعليه أن يفعل، يشعر بنفسه مكبّلا عاجزا مشلولا بالمخاوف... اجعلها بخير يا الله... يا الله لا تحرمه نفسا لها وهو حيّ...

اتجه بخطواته بعد التقاط أنفاسه نحو الاستعلامات وما هي إلّا دقائق حتّى كان يقف قريبا من مكان رأى فيه أهلها متجمهرين حول غرفة بعينها وللحظة فقط قبل أن يقترب منهم يسألهم عن حالها وإن استطاعوا رؤيتها والاطمئنان عليها، حتّى رأى وجها صفعه في لحظة واحدة مذكّرا إيّاه أن لا وجه حقّ بالنسبة إليهم بتواجده هناك بينهم... وأنّه بينهم ليس سوى غريب أجنبي لها... وجه أبي فادي

وقف معتز حائرا ملجوما يخنق لهفته رغم جنونه ولكنّها هي وهي فقط من تفرض عليه قيودا من التعقل فكلماتها رغم الأيّام ما زالت ترنّ في زوايا الذاكرة مردّدة صداها بإلحاح

"خلص بكفي حرام عليك... ارحمني"

"بكفّيني الفضايح اللي اجتني من وراك والله حرام"

وهكذا حائرا بين رضاها وجزعه لم يجد أمامه إلّا وإسم واحد فقط يقفز إلى ذهنه كما إشارة للنجاة... هو فقط ولا أحد غيره يستطيع مساعدته... بل في الحقيقة هو و... خطيبته!

عندما يعشقون صغاراً (ج2 من سلسلة مغتربون في الحب) لِـ "نيڤين أبو غنيم"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن