🍒الفصل الرابع والعشرون🍒

1.2K 36 6
                                    





🍒الفصل الرابع والعشرون🍒

لم يكن يوسف يعلم أنّه مِن مَن يهوون السكون والمراقبة والتأمّل قبل الآن.. كم كان مأخوذا بتتبع تفاصيلها... دراسة سكناتها وحركاتها... تلك الطريقة العملية التي رتّبت فيها الفوضى الخفيفة حولها قبل أن ترتدي نظارتها وتحمل كتابها وتبدأ الدوران في مكتب أحمد حيث تدرس بينما تتمتم بما تقرأ وتردده بشكل اتوماتيكي وتتوقف بين حين وآخر تناظر شاشة الحاسب المحمول الخاص بها وكأنّها تتأكد من بعض النقاط، كلّ هذا بينما هي ترتدي قميص نوم قطنيّ أسود اللون بنجوم فضيّة من المفترض به أن يكون عادي التفصيل لولا أنّه كان يلتصق في صدرها وينساب على خصرها بأريحية فيما ثلاثة أزرار على مقدمّته تكاد تتفتّح من شدّة الضغط وطول لا يتجاوز أعلى الركبتين ويقصر إلى ما دون ذلك عند أيّة حركة تأتي بها
المحتوى الان غير مخفي

كلّ هذا تتبعه فيها بينما هي غافلة عنه تماما منذ دخل الى الشقة متسحّبا بغية مفاجئتها وحصارها للاستفراد بها لبعض الوقت لا سيّما وموعد عودة عمّته وزوجها قد اقترب ممّا يعني مفارقتها لبيتهم وتركه وحيدا من جديد فريسة للشوق واللوعة

كان يوشك على الدخول فعلا وقد فاضت مكاييل صبره شوقا لهفة لها عندما صدر من جهازها النّقّال الموضوع على المكتب القريب نغمة لاستقبال الرسائل فتقفز بحماس وتحمله تقرأ ما فيه بلهفة... لهفة سرعان ما تلاشت ليحلّ محلّها الخيبة!!

لا شيء... فكّرت زوزو بخيبة... لا شيء سوى رسالة عادية من مجموعة الجامعة يسأل فيها أحد أعضاءها عن أمر يخصّ دراستهم

كانت توشك على رمي الجهاز على الأريكة بجانبها عندما كتّفتها ذراعين فجأة من الخلف لتشهق خائفة قبل أن يتحوّل الخوف إلى الحنق ما إن سمعت صوت يوسف يقول قريبا جدا من أذنها: بدّي أعرف بس شو اللي عكنن "كدّر" حبيبتي

قالها يوسف بينما تمتد إحدى يديه لتأخذ منها هاتفها فتلتفت إليه هي حينها صائحة تقول: اترك موبايلي ما دخلك فيه

قالت ذلك وسحبت منه الجهاز بينما تنظر إليه بحدّة قائلة: ما إلك حق أبدا تمسك موبايلي أو تفتّش فيه

صمت يوسف بينما ينظر إلى تلك الحدّة التي كانت تلتمع في عينيها بوحشية وخيبة كبيرة كانت تتمدّد في قلبه وتتّسع لتغدو أكثر أكثر وضوحا... لقد كان يظنّ أنّه قد قطع معها طريقا طويلة وقفز مجتازا الكثير من العقبات ليكتشف فجأة أنّه إنّما كان يجري ويجري ولكن على آلة كهربائية مهما بذل فيها من جهد ستقوده إلى... لا شيء

الندم سرعان ما تملّك زوزو ما إن انتهت من فورة فقدانها لأعصابها لتصمت مضطربة وتبتلع ريقها هاربة منه بنظراتها عاجزة عن قول شيء

عندما يعشقون صغاراً (ج2 من سلسلة مغتربون في الحب) لِـ "نيڤين أبو غنيم"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن