🍒الفصل الحادي عشر🍒بعد أسبوع
دخل عمر البيت بعد صلاة العصر يحمل بيده كيسا صغيرا فتلقاه ضجيج أولاد أحمد يملؤون بصخبهم أرجاء البيت بينما يلعبون في الحديقة خارجا، بحث بعينيه لا إراديا عنها فلم يجدها، ما بها ومنذ يومين تختفي ساعات كثيرة ولا يكاد يلمحها إلّا لماما!
وجد والدته في غرفتها تجلس على كرسيّ مخصّص للصلاة، اتجهت خطواته نحو سريرها ليجلس عليه ينتظر فراغها من صلاتها وهالة من التوتر تشعّ واضحة من عينيه...أتراها مريضة... هل هناك ما يزعجها... أم أنّها ببساطة تتهرب من اهتمام بها يغمره ما عاد ملزما بالغرق به وحده فبات يرشقها به رغما عن أنف خجله... أما قيل له أنّ الأنثى تحبّ من شريكها الاهتمام وهو والله يهتمّ وتلك الأقفال التي دوما ما كبّلته واعتاد على سجنها باتت تتفكّك واحدا تلو الآخر... هي زوجته... حلاله وما عادت صغيرة... وهو زوجها وأكثر من قادر على احتواءها وعلى تلبية احتياجاتها... سنوات قضاها بعيدا في سنوات اغترابه وما هفا القلب لغيرها مرة... لم يكن يوما يبحث عن علاقة حبّ جارفة تسلبه لبّه والقلب... كلّ عمره كانت حياته واضحة أمام عينيه مرتبة بكيفية محددة رسمها لنفسه منذ الصغر... حتّى جاءت هي وأبوها ليبعثرا مخطط حياته ويلخبطا أوراقه فيتوه بينها حائرا يلملمها من هنا ومن هناك
أمّا الآن وقد استعاد سيطرته على حياته وعاودت قطعها المتناثرة إلى ترتيبها المناسب... بعد أن أبحر في أنهر العلم وارتشف منها ما يكفيه للفترة الحالية وأهّله للبحث عن الوظيفة المناسبة التي تتناسب وطموحاته العلمية ودعّمها بما يرضي طموحاته المادية بالعمل أيضا بالشركة مع أخيه كرم فقد آن الأوان للقطعة الأخيرة أن توضع في مكانها المناسب والتي حتما ستكون حجر الأساس لبداية جديدة حيث أسرة له تترابط فيما بينها بما أمر الله به من مودة ورحمة وهذه الأسرة لا تكون من دونها هي... زوجة... فهل هي على استعداد لذلك؟
لم يتقبل هو يوما المساومة على رغباته وخياراته، حتّى فيما يخصها ما كان ليقبل الارتباط بها لو ما اقتناعه فيما يفعل، فبالنهاية أبو فيّاض لم يكن يحمل بيده مسدّسا يجبره به على الزواج من ابنته، ولكن ماذا عنها هي هل امتلكت تلك الخيارات؟
أكيد هو أنّها لم تفعل، فأي خيار كان لديها حين كانت تعيش في ويلات المخيّم هناك حيث لا أمان لها إلّا بظهر أبٍ ينوي الرحيل... وأيّ اختيار كان بيدها عندما ظنّت أنّها له زوجة عليها ما على زوجة حقيقية من واجبات... أو حتّى عندما أبعدوها عنه... أو حين قرّر هو الابتعاد...
والآن حين يقول لها أنّ واجباتها المؤجلة قد آن الأوان لأداءها واثق هو أنّها أيضا لن تقول لا ولكن... هل هذا ما يريده حقّا... فماذا إن امتلكت يوما الخيار.. ماذا إن وضع في ميزان حياتها في كفّة وكان هناك بديلا آخر له في كفّة أخرى... كوالدها مثلا... فأيّهما ستختار؟!
أنت تقرأ
عندما يعشقون صغاراً (ج2 من سلسلة مغتربون في الحب) لِـ "نيڤين أبو غنيم"
Romanceالرواية للجميلة بامبولينا.."نيڤين أبو غنيم" وأتشرف بسماحها لي بنشرها هنا على صفحتي بالواتباد.. كلمة لِـ نيڤين .. سُعدت جدااا بتجربتي الأولى بكتابة "عيون لا تعرف النوم" وسعدت أكثر بمشاركتكم إيّاها وبردّات الفعل الإيجابية التي تلقيتها وهذا ما شجعني عل...