🍒الفصل الواحد والعشرون/ج2🍒

990 41 1
                                    




🍒الفصل الواحد والعشرون🍒
الجزء الثاني

رفع يوسف نظره عن حاسوبه عندما شعر بالساعي ذو الشعر الأشيب والقامة المنحنية يقترب من مكتبه ليضع بيده الواهنة فنجان القهوة أمامه فسارع لترك ما يفعل واقترب منه بسرعة ليتناوله منه مشفقا على ضعفه بينما يقول: الله يسامحك عمّي ليش ما بعثت القهوة مع الصبي الجديد

ربّت الرجل الكبير على كتفه ممنونا بينما يقول: قصدك حميدو؟ أخد مغادرة من ساعة وروّح كان شكله تعبان
أنهى الرجل كلامه وأخذ الصينية بيده وهمّ بالمغادرة وإذا بصوت يوسف يوقفه قائلا: تعال تعال أقعد معي شوي على شو مستعجل
نظر له الساعي مبتسما قبل أن يقول: شكلك مبسوط
ابتسم يوسف هو الآخر وقال: شمعنا؟
جلس الرجل على كرسيّ بجانب المكتب بتعب وقال: من الصبح إنت منشرح بالك "هانئ البال" وبتحكي مع هاد وبتمزح مع هاد... شكلك رضيان عالعروس

قهقه يوسف وقال والسعادة واضحة في محيّاه: كتيييير
أجابه الرجل بدفء: دوم يا رب... دير بالك عليها يا عمّي هدول الولايا الرسول وصّى فيهم، أمرنا نهتم فيهم ونكرمهم ونتعامل معهم بالحسنى ونعاشرهم بالمعروف
أجابه يوسف متنهّدا: لا تخاف عليها عمّي والله مكانها بقلبي وعيوني ولو تطلب روحي بترخصلها

حينها كشّر العجوز قائلا: هاهاااا بس ترى دير بالك هدول النسوان بينعطوش عين يعني بدّك تدير بالك
ضحك يوسف وقال: حيّرتني معك عمّي ندلّل ولا نجافي
نظر العجوز له كمن خبر الكثير وقال: شدّ بساعات الجدّ ودلّع بساعات الصفا بس الأهم كلمتك عمرها ما تتّنا "تصبح اثنين" خلّيها دايما وحدة بتريّح راسك وبتضمن هيبتك
هزّ يوسف حينها رأسه معجبا بكلام الرجل قبل أن يضاحكه قائلا: عمبدأ شكلين ما بحكي يعمي

ما إن خرج الساعي حتّى وجدها يوسف تخطر على باله... لا... الحقيقة هي أنّها لم تغب عن باله أبدا منذ فارقها صباحا أمام أبواب المستشفى بعد أن كانت رفيقة لأفكاره يقظا وأحلامه نائما طيلة الليل
ليلة الأمس كانت ليلة... خيالية بشكل ما... خالية من المزيد من القبلات ولكنّها رغم ذلك خيالية فزاكية تحدّثت... للمرّة الأولى كانت هي من تتحدّث وبينما كانت تفعل كان هو يصغي لكلماتها بكلّ انتباه وتركيز ويستمع لما وراءها... لما وراء التوهّج في عينيها، الدموع غير المسكوبة في مقلتيها، والشرود الساهم الحزين في نظراتها.. كان يصغي لكلّ ريق تبتلعه خفاءا وكلّ تنهيدة تخنقها ألما... حكت له الكثير عن آمالها حتّى أدرك من وراءها آلامها... وكلّ ذلك بينما تحكي له عنه... عن خطيبها السابق
*
*

"كان اسمه جلال وكان خال زميلة إلي بالمدرسة... جمعت بينا الحاجة، كل واحد منّا كان بحاجة لشغلة من التاني... هو كان محتاج ضمان قدّام أهله إنّه لو طلع على استراليا ما راح تبلعه الغربة وينسى بلده وناسه وما في أحسن من زوجة عربية من البلد لحتّى تضمنلهم هالشي وأنا... بابا... كان شوي رجعي بأفكاره احم... كان تقريبا محدّد شرط إنّه لو بدّي أكمّل دراسة... لازم أكون مرتبطة"

عندما يعشقون صغاراً (ج2 من سلسلة مغتربون في الحب) لِـ "نيڤين أبو غنيم"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن