🍒الفصل الواحد والثلاثون/الأخير🍒

1.8K 44 6
                                    




🍒الفصل الواحد والثلاثون/الأخير🍒


دخل عمر الملحق الذي يحكي حكاية جنون صاحبه وشتاته وخطى بقدميه بسرعة على أرضها ناسيا ما ترامى فوقها من أسبابٍ للخطر متجها إلى طاولة الزينة يلتقط من بين ما تبعثر عليها من أغراض الرسالة المهترئة غافلا عن شظية زجاج صغيرة اخترقت قدمه وقد كان منع أمّه من الدخول إلى الغرفة محتفظا بمفتاحها معه كي لا تعيد تنظيفها ولا ترتيبها مفضّلا أن تبقى على حالها فتحاكي فوضى ودمار يشعر بمثله بداخله
بيدٍ مرتجفة أمسك عمر الرسالة وأعاد قراءتها مسخّرا قلبه وعقله وروحه في تحليل حروفها وتفكيك جزيآتها والبحث فيما وراءها حتّى وصل لجزئها الأخير فزادت ارتجافه يديه وارتعاشة روحه وتهليلات قلبه
"ربّما تستطيع حينها أن تصغي السمع فتصغي لنداء قلبك لعلّه يقودك حيث حريّتك فتجد عصفورتك التي مهما غرّدت وحلّقت إلّا أنّها أبدا لن تبتعد عن السرب لأنّها مهما حصل ستظلّ دوما... نصيبك"
"أبدا لن تبتعد عن السرب... ستظلّ دوما نصيبك"
"لن تبتعد عن السرب"
"لن تبتعد عن السّرب"
"لن تبتعد عن السّرب"

كانت الكلمات تتردّد في عقله وقلبه فيما خطواته تتسابق إلى جميع غرف المنزل يفتحها ويغلقها في هوجائية مجنّحة دون أن يجد فيها مبتغاه فيتراكض من بعدها على سلالم البيت المؤدّية إلى حيث شقق إخوته ولكنّه وما إن وصلها لم يضطر لأن يبحث فيها إذ حينها وجد من يمنعه من اقتحامها فكرم... كان له بالمرصاد وعندها... لم يحتج لكثير من الذكاء ليفهم فقال بخيبة مريرة: كيف هُنت عليك؟ شو عملت أنا لكلّ هالقسوة والغدر منكم؟!
أمسكه كرم من كتفيه قائلا بحزم وصلابة: إحنا ما غدرنا ولا خُنّا... إنت ما سألت وإحنا ببساطة ما جاوبنا... شو عملت وشو خلّى "جعل" رحيق تعمل هيك ما بعرف وبشو حضرتك مزعلها كمان ما بعرف كلّ اللي بعرفه إنها تحامت فيّي وطلبت تلجأ لبيتي وإمّي وافقتها وبما إنّي بعرف زي ما كل أهل البيت بيعرفوا لأي درجة رحيق بتحبّك وبتموت فيك فأكيد ما عملت هيك غير في شي كبير مدايقها منّك

نظرات الغضب والخذلان كانت لا تزال تملأ عيون عمر لا يصدّق أنّهم كانوا يرون معاناته تلك وبالرغم من ذلك لم يكلّف أحدهم نفسه بأن يخبره أو حتّى يلمّح له بشيء حتّى أمّه و... غزل... كيف هان عليهم جميعا كيف!!

وكأنّما الأفكار التي كانت تصرخ من بين عينيه قد أصابت إدراك كرم فهزّه بقوّة من كتفيه وقال بصوت بان فيه اللين: أمّا كيف هُنت علينا فبعمرك ما بتهون عمّور إنت وصيّة أبونا الله يرحمه اللي بعمرها ما بتنزل الأرض... بس لمّا ألاقي حالي مُخيّر بينك وبينها فآسف.. راح أضطر أختارها مش لإنّي بفضّلها عليك أو لإنها أهمّ لأ بس لإنّه الدنيا كلها إلك... أرضها فراش وسماها غطا.. إنت شبّ ما بتعدم الحيلة بتدبّر حالك... أمّا هي من بعد ربنا ما إلها غير هالبيت... بيت أبو كرم الزلمة الأصيل المقدّر اللي العيبة ما بتطلع من بيته وعشان هيك من هلّأ بحكيلك لو دخلت هالشقة وما عرفت كيف تطّلعها منّها معك راضية وبتضحك فآسف هالبيت راح يتعذّرلك.. رجليلك ما راح تخطّي مرّة تانية فيه طول ما هي موجودة فيه عشان هيك بنصحك تدخل هلّأ وما تطلع منّه إلّا منتصر أو... منتصر وتذكّر...

عندما يعشقون صغاراً (ج2 من سلسلة مغتربون في الحب) لِـ "نيڤين أبو غنيم"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن