🍒الفصل الثامن عشر🍒
الجزء الأوّلبضعة أيّام أخرى
الدموع تغسل وجهها والنار تأكل صدرها... تصلّي... مكلومة هي... بولدها بنفسها وبقلبها...
كبّرت آنجلا وخفضت رأسها لله بذلّ وانحنت له ساجدة سبّحت وما أرادت الاعتدال... عاجزة هي يا الله وحائرة والخيار ما بين مطرقة ابنها وسندان الكرامة فأفرجها من عندك يا الله
قبل سنوات عديدة... سبعة بالضبط... بعد قضائها لليلة خارج المنزل ظنّت أنّها هلكت حين عادت ووجدته خاليا لا روح فيه تسكنها... أخذها بعض الوقت لتدرك بوقتها أنّ عماد لم يكن غائبا عن المنزل لساعات مغلقا هاتفه فقط بل ولصدمتها في حينها قد كانت خزائنه أيضا شبه فارغة إلّا من عطر له يوشك على النفاذ وعدّة حلاقة منسية بالحمّام وبعض الملابس نسيها مكوّمة في أسلال الغسيل المتسخ... كلّها أشياء احتفظت بها له في صناديق محافظة عليها إلّا من بعض نظراتها المسروقة علّه يفطن لنسيانه لها ويعود لأخذها يوما لكنّه ما فطن يوما ولا عاد
لفترة طويلة انتظرت عودته حتّى رسمت تجاعيد الخيبة والشوق خطوطها على روحها وهرمت... لأشهر ما كان يسليها سوى أغراضه وبذرة منسية مغروسة فيها وبعض الآمال وكثير من الذكريات و... كلمات
"عصفورة أنتِ وصدري ضيّق بأضلع قاسية قد حرّرتك منّي اليوم فطيري وحلّقي... طالق أنتِ يا مهجتي"
كلمات... كلمات تافهة أنهى بها كلّ شيء مستغبيا إيّاها ومسترضيا ضميره ليغادر من بعدها ويبني له حياتا جديدة كان منذ شهرين فقط يبحث له عمّن يشاركها فيها وكأنّها لم تكن في حياته يوما في حين كانت هي تعافر الحياة وقسوتها كأمّ عازبة لطفل مسلم في بلد عنصريّ الأفكار... طفل عاشت له وتخلّت عن الدنيا لأجله ليرميها الآن غير عابئ لأيّام بينهما ما كان له ونيسا إلّا هي وما كان لها ونيسا إلّاه... خائن كأبيه لكنّها تحبّه فلا تحرمها منه يا الله
رفعت آنجلا رأسها شاهقة بوجه أحمر مبتلّ غير قادرة على التنفس وببطء أكملت صلاتها تحاول أن تتذكّر ما عليها أن تقوله بالضبط قبل أن تسلّم وترتمي بملابس صلاتها على السجّادة كما هي تبكي وتشهق...
صوت رقيق باكٍ غير واثق اخترق أسماعها المرهفة دوما لصوته: ماما
شهقت آنجلا ورفعت رأسها فزعة قائلة: ماذا هناك حبيبي هل بك خطب؟
مدّ عبدالله يده يبحث بها عنها دونما فائدة فقد كان بعيدا عنها بأكثر من خطوة كي تصل يده الصغيرة إليها بينما يقول: لقد سمعتك تبكين... لماذا تبكين ماما؟
أنت تقرأ
عندما يعشقون صغاراً (ج2 من سلسلة مغتربون في الحب) لِـ "نيڤين أبو غنيم"
Romanceالرواية للجميلة بامبولينا.."نيڤين أبو غنيم" وأتشرف بسماحها لي بنشرها هنا على صفحتي بالواتباد.. كلمة لِـ نيڤين .. سُعدت جدااا بتجربتي الأولى بكتابة "عيون لا تعرف النوم" وسعدت أكثر بمشاركتكم إيّاها وبردّات الفعل الإيجابية التي تلقيتها وهذا ما شجعني عل...