🍒الفصل الثاني عشر🍒لا يعلم عمر بأيّ خطوة لا مرئية اقترب ولا كيف امتدّت يده فعليّا هذه المرّة لتلتقط ما تبقى من حبّة المثلجات والتي كانت قد استقرّت على فتحة قميص نومها القطنيّ الأحمر ولكنّه فعل... ربّما شهقة البرودة تلك التي خرجت من حنجرتها متفاجئة.. وربما نظرة الذهول التي لامست مقلتيها بينما تنظر إليه بعدم تصديق وإحراج وبرد.... وربما... ربّما لأنّه فقط ولأوّل مرة في حياته عطّل العقل عنده لثانيتين فقط بالضبط وترك لحسّه العنان ليعتلي صهوة القيادة وكما توقع... لقد كان متهورا أحمق!!
منظر قطعة الآيس كريم في يده زاد من صدمتها وإحراجها وبلحظة كانا جامدين كما لو أنّ الزمن تجمّد للحظات يراقبان بانشداه القطعة الحمراء الذائبة والتي توشك على التلاشي في يده فيما قطراتها تتسرب من بين أصابعه ملامسة سجّادة الغرفة بتباطؤ رتيب لعب على أوتار أعصابهما الحسيّة...
ما الذي عليه أن يفعله بها.. سؤال أيضا لم يعط عقله المجال ليفكّر به وترك للامنطق حريّة التصرف بدلا عنه، فرفع كفّه بما تحتويه ووضعها داخل فمه مبتلعا إيّاها مستمتعا ببرودتها ولما تحتويها من حلاوة... مضاعفة... فيما عيناه وكما منوّم مغناطيسيا تترقبان وجهها ويراقب اختلاجاته... اضطراب عينيها... انفراج شفتيها اللتين كانتا ملونتين بلون الآيس كريم الأحمر... اللذيذ... والذي ما شبع من طعمه بعد... ترى أتكون شفتيها بذات طعم ما تذوقة الآن... أتكونان بذات البرودة والإنعاش... لا بدّ أنّهما كذلك وإلّا فما سرّ ارتعاشتهما... إنّهما باردتان ومن حقّها عليه كزوج أن يقوم بتدفئتهما
شهقتها الصغيرة فقط هي ما ضربت عقله بهول ما يفعل، ولكن حينها فقط أدرك أنّ الأوان قد فات فالصائم لا يدرك حقّا مدى جوعه إلّا عند تناوله لأوّل لقمة طعام وحينها فقط يبدأ بالالتهام.. دون شبع... وهذا ما كان...غارق في غيبوبته العاطفية كان عمر ينهل من رحيقها غير قادر على التوقف فما يحدث الآن شئ... عاصف جدا... مهلك... يفوق قدرته وبمراحل على الصمود ومن هو أساسا ليقف أمام هذا السيل الجارف من العواطف التي ما خبرها ولا خبر لذّتها يوما والذي يكاد يجرفه نحو انحدارات خطيرة لا خبرة له في مكابح خاصة بها فيوقفها!
أمّا هي فما كانت ارتعاشاتها بقادرة على التوقف بل كانت تتزايد، سالبة منها كلّ قوّة فتتركها متراخية مستسلمة لجاذبية الأرض لوما يداها اللتين كانتا متمسكتين بجانبي قميصه الخمريّ المخطط تستمدّان منه قوّة تساعدها على الوقوف ... عقلها فقط من كان بأوج نشاطه بل وأكثر، إذ كان يدور بدوامة لا يهدأ...
أما يحدث يحدث حقّا أم أنّها تظنّه كذلك فقط... أجل لا بدّ أنّه فقط أحد أحلامها يتحقق... لا بدّ أنّ كثرة قراءتها للقصص العاطفية قد أثّرت على أفكارها فما عادت بقادرة على التمييز ما بين الواقع والخيال...
بل إنّه يحدث... فهذا عمر وهذه رائحته وإنّه لدفئه الذي لطالما حلمت به... تمنّت الاقتراب منه وإنّه ليغمرها الآن به وهذا... فوق طاقة احتمالها بكثير
الحلاوة التي انقلب طعمها بين شفتيه إلى ملوحة هي ما أرّقت عنف انفلاته العاطفيّ وأنبأته أنّ جسده بات بحاجة لجرعة عالية التركيز من الاكسجين، وما إن ابتعد بشفتيه عنها حتّى أنّ متحسرا على روعة ما فقد وأراد أن يعود لينهل من رحيقها من جديد ولكنّها شهقته القويّة التي حاول بها ابتلاع أكبر كميّة من الهواء هي من أجبرته على التوقف والتريث قليلا حتّى يشحن طاقاته من جديد بينما يغمض عينيه بقوّة رافضا السماح لأيّ شئ التسلل لعقله وزعزعة القوقعة المتوهجة التي كانت تحتويه وتجرفه معها بلا وعي ولا تفكير
أنت تقرأ
عندما يعشقون صغاراً (ج2 من سلسلة مغتربون في الحب) لِـ "نيڤين أبو غنيم"
Romanceالرواية للجميلة بامبولينا.."نيڤين أبو غنيم" وأتشرف بسماحها لي بنشرها هنا على صفحتي بالواتباد.. كلمة لِـ نيڤين .. سُعدت جدااا بتجربتي الأولى بكتابة "عيون لا تعرف النوم" وسعدت أكثر بمشاركتكم إيّاها وبردّات الفعل الإيجابية التي تلقيتها وهذا ما شجعني عل...