🍒الفصل الرابع عشر🍒بعد أيّام
تركت زوزو كتابها متأففة وصداع رهيب يعبث بتركيزها وأفكارها فلا يجعلها قادرة على انهاء التقرير الذي من المفترض بها أن تقدّمه غدا للطبيب المشرف عليها عن الحالات التي كانت مسؤولة عنها في الأسبوع الفائت، هي لا تعلم حتّى أيّ لعنة جعلتها بطريقة أو بأخرى تنفّذ كلماته وإن رغما عنها
"فكري زاكية... فكري ولا تستعجلي... لا تخلّي كبرياءك الغبي وكرامتك المجروحة تعميكي عن حقيقة إنّه إحنا التنين أكتر شخصين مخلوقين لبعض بهاي الدنيا"
أغلقت زوزو شاشة حاسوبها بغضب وملل وقرّرت النزول للمطبخ علّ كوبا من القهوة سريعة التحضير الساخنة تضرب لسانها فعقلها وتعيد لها تركيزها المعتاد
ما إن أوشكت على فتح الباب حتّى تذكرت أنّها قد سمعت سيّارة ابن عمّها مجد تصطف أمام البيت منذ قليل مما يعني أنّه حاليا هنا.. كما أغلب وقته هذه الأيّامتوقفت متردّدة قليلا بعد أن شقّت الباب لتقف للحظات فقط وكلمات أخرى تضرب عقلها تحاول خنقها وكتم صوتها ولكنّها تفشل إلّا في جعلها أكثر وضوحا
"لو كان مجد طيّب وكريم معك لدرجة إنّه يتجاهل سعادته وراحة باله ويضحّي فيهم في سبيل إنّه ما يجرحك ليش إنتي ما تقابليه بنفس الطيبة والكرم وتختصري عليه تعاسته... تعالي على حالك... وتستري!"
زفرت زوزو وأغلقت الباب بعد تردّد في حنق واتجهت مرغمة إلى باب خزانتها واستخرجت منها بلوزة أكثر طولا واحتشاما من تلك الرماديّة بأكمامها القصيرة جدا التي كانت ترتديها لتلبسها وشعور بالخسارة يقوّض إرادتها
بعد دقائق كانت زوزو وبعد أن جهّزت الكوب ووضعت فيه القهوة السريعة والمبيّض الخاص به، تقف أمام غلّاية الماء تراقب ذلك الضوء المشتعل الصغير في أسفلها تنتظر انطفاءه معلنا اكتمال عملية الغليان وبالتالي انتهاء مهمتها وعودتها السريعة لغرفتها
سماعها لصوت توقّف الغّلاية ترافق بأذنيها مع صوت شتيمة نابية أتتها منطلقة من شبّاك المطبخ
أصخت زوزو السمع لتدرك أنّ الصوت كان لمجد والذي كان يتكلّم بفقدان للأعصاب و... حزن وتعب
"ما تعبتي.. ما ملّيتي... طيب ما حنّيتي؟"
"إنتي ليش ما بدّك تفهمي ليييش... زوزو بنت عمّي وبس لا هي تصرفت برة هالعلاقة ولا أنا بعمري اتطلعتلها بغير هيك نظرة بعمرها ما كانت بنظري بتختلف عن سراب"
"كيف بتلبس هاد مش مشكلتي أنا.. الوحيد اللي بقدر يحكي معها بهيك موضوع هو أبوي وطالما هو ساكت فالموضوع خارج صلاحياتي وطول ما البنت محترمة حالها فغير الاحترام ما حتشوف مني"
"بدّي أفهم إنتي ليش حاطيتها براسك ما بكفّيها الظلم والضيم اللي شافته من عمّي الله يرحمه بدّك نكمّل عليها احنا كمان"
اسمعي يا بنت الناس هالكمتين منّي وهدول آخر كلامي... صبرت عليكي كتير وما صبّرني غير حبّي إلك ولأني شاريكي بس أنا زلمة ما إلي خلق وطولة بال على قلّة عقل النسوان... أهلي ما راح أقطعهم وبنت عمّي راح تضلها عرضي وشرفي برضاكي ولا غصبن عنّك ولو لا سمح الله صار بيوم إشي لأبوي راح أتكفّل فيها وبيتي بيتها ما راح أتخلى عنها شو ما يكون وهاد آخر كلامي معاكي أسبوع ما في غيره يا بترجعي عبيتك معزّزة مكرّمة يا كل واحد منّا بطريقه والولاد أنا مش قاصر عن تربيتهم"
صوت شئ ارتطم على السور خارجا بقوّة أخرج زوزو من استغراقها بفظاعة ما سمعت من كلمات فشهقت بألم وخرجت من المطبخ مهرولة متجاهلة صوت الغلّاية يعلن انتهاء مهمّتها وصدى الألم في صوت مجد واليأس بكلماته يضيّق على روحها الخناق
.................................................. .........................................
أنت تقرأ
عندما يعشقون صغاراً (ج2 من سلسلة مغتربون في الحب) لِـ "نيڤين أبو غنيم"
Romanceالرواية للجميلة بامبولينا.."نيڤين أبو غنيم" وأتشرف بسماحها لي بنشرها هنا على صفحتي بالواتباد.. كلمة لِـ نيڤين .. سُعدت جدااا بتجربتي الأولى بكتابة "عيون لا تعرف النوم" وسعدت أكثر بمشاركتكم إيّاها وبردّات الفعل الإيجابية التي تلقيتها وهذا ما شجعني عل...