🍒الفصل السابع🍒

1.1K 48 2
                                    




🍒الفصل السابع🍒


تقف على باب غرفة ابنتها القديمة تناظرها والألم والقهر يملآن قلبها فيفيضان في عينيها مرارة وحسرة، لقد ظنت أنّ سوء الحظّ الذي لازم ابنتها قبل أعوام قد غادرها بعد أن انتهت من زوجها الأوّل وتزوجت فادي، كم بدت لها حياة ابنتها مستقرّه معه وهادئة بعد أن كانت شائكة محتدمة مليئة بالمشاكل والمنغصات طوال فترة زواجها من معتز، من كان ليعتقد أنّ فادي ابن العائلة المحترمة والسمعة الطيبة كان متعاطيا حشّاش

كم كان اتصال مي مفزعا منذ يومين عندما أتاهم قبل منتصف الليل بقليل وقد كانت مرتجفة تبكي ترجو أخاها أن يأتي إليها وما ان ذهب وعاد بها أفزعتهم بشحوب مظهرها وسوء أخبارها فالشرطة قد أتت لمنزلهم وبعد أن فتشته بالكامل وعاثت فيه الفساد وجدت بضع قطع من الحشيش مخبأة في غرفة المكتب فأمسكت بفادي واقتادته معها... يالحظ ابنتها هذه صدقوا حين قالوا همّ البنات للممات

نظرت مي بطرف عينها لترى نظرات مبطنة باللوم تلوّن سواد الحزن في عيني والدتها فقالت لأمّها بصوت جريح ينضح بالسخرية: ليش بتتطلعي علي هيك؟ مش هاد اختياركم؟ مش هاد هو اللي غصبتوني عليه وحكيتولي عنه عريس ما بيتعوض؟
احتدّت نظرات أمها وقالت: واحنا يعني شو عرّفنا إنّه حشّاش؟ بتلومينا بدل ما تلومي حالك عايشة معه خمس سنين ما عرفتي؟
ابتسمت مي بسخرية وقالت: مين حكى ما بعرف؟
الصدمة شلّت لسان والدتها قبل أن تستطيع القول: بتعرفي وما بتحكيلنا؟ انتي متى راح تصيري تشركينا بحياتك وتشاورينا؟

التفت مي بجسدها نحو والدتها وقالت هازئة: يعني لو كنت حكيتلكم شو كنتو راح تعملوا؟ راح تطلقوني؟ ولا راح تقوليلي نصيبك اتحملي واصبري والوحدة ما الها إلّا دار جوزها؟ لأنّي بصراحة ما عمري سمعت منّك غير هالكلمتين؟
نظرت الأم لابنتها مبهوتة وقالت: وهاد هو الصحيح ولو كنتي تردّي علي كان ما صار اسمك مطلقة تلات مرات والله أعلم هلأ شو كمان راح يصير مع فادي!
احتدّت نظرات مي وقالت: مش كان مفروض عليكي وانتي بتحكيلي اصبري تعلميني كيف أصبر... كنتي دايما تحكيلي احتويه وما بعمرك فهمتيني شو يعني أحتويه!!

فتحت امّها عينيها على اتساعهما فها هي ابنتها تعود لموضوع معتز من جديد ألن ينتهي جنونها به أبدا وها هي تلقي كلّ اللوم على ظهرها الآن: كنتي صغيرة وما بتسمعي الكلام أبوكي ضل يدللك ويطبطب عليكي لمّا كسرتي ضهره!
احتراقة ألهبت جوفها واختنقت بها فقالت بضعف وأمنية خاسرة بعودة الأيّام تلهب قلبها: ومع ذلك رجعتو جوزتوني صغيرة... المهم تخلصوا منّي وما أضل مطلقة وقاعدة بوجهكم!
ابتلعت الأم ريقها وقالت بانفعال شديد: انتي هلأ بشو بتناقشي؟ تجربتك مع معتز علمتك وهيّك خمس سنين الك مع فادي عايشة عمرك ما اشتكيتي

عندما يعشقون صغاراً (ج2 من سلسلة مغتربون في الحب) لِـ "نيڤين أبو غنيم"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن