🍒الفصل الواحد والعشرون/ج1🍒

990 39 5
                                    




🍒الفصل الواحد والعشرون🍒
الجزء الأول


"بالأمس عندما أخبرني أبي عن طلبك بالزواج مني... مجددا... استغربت.. نعم... أعلم أنّك ستستغرب استغرابي فمن المفروض أنّني أعلم برغبتك تلك منذ حوالي الشهر لكنّني... بصدق لم أصدّقك!!

أنت... أنت تريد أن تتزوّجني أنا!! أنت يا من كنت تقيم الدنيا ولا تقعدها إن رأيت عينا ذكورية تنظر إليّ... يا من حرمتني الكثير والكثير من الجمعات العائلية فقط لكون ابن عمّي قد يكون حاضرا فيها فقط لأنّه أرادني زوجة يوما ما رغم علمك شدّة بغضي له... أنت يا من كنت تريدني أن أتسوّق معك صمّاء بكماء فأشير لك كما معتوهة على ما أريد كي تطلبه لي أنت... أنت يا من خاصمتني في شهر عسلنا ثلاثا من الليالٍ فقط لأنّني أحرجت عندما مدّ لي المضيف في المطعم يده فخجلت ولم أرفض السلام ومددت يدي... أتريد أن أذكّرك بالمزيد أم أنّ هذا يكفيك كي تفهم وتدرك أنّني ورغم تقدّمك الرسمي لوالدي بذات الطلب... لا زلت لا أصدّقك... جاهلة لدوافعك ولكنّني لا أصدقك!!

ملاحظة: طلبت منّي أن أخطّ فيه حياةً جديدة وها إنّني أخربشها فيك... يبدو أنّك ستظلّ دوما بداياتي و... نهاياتي"

تنهّدت مي وأغلقت الدفتر الأبيض الذي أهداها إيّاه معتز منذ أكثر من شهر والضيقة لا زالت تخنق صدرها منذ أخبرها والدها بالأمس عن سبب قدوم معتز لبيتهم... آه كم كانت لحظات مؤلمة تلك التي جمعتهما معا تحت سقف واحد... أن تدرك كم هو قريب منها... وبعيد... أن تعلم كم من الممكن أن يكونا معا من جديد... وكم أنّ ذلك محال... آآه منك يا معتز بعدك نار وقربك نار أحرّ

كما معزوفة عبقرية كانت نبضاتها تشدو منذ الأمس... ابتدأت خافتة بطيئة مثيرة في تلك اللحظة التي أعلن فيها معتز رسميا عن تمرّده وقراره ببعثرة خطوط حياتها الواهية التي كانت قد ابتدأت برسمها والقدوم لمنزلهم، وتستمرّ بالارتفاع رويدا رويدا مع دقائق الانتظار التي أمضتها تتساءل بجنون إن كان حقّا سيتجرّأ ويقوم بخطبتها حتّى وصلت لقمّتها... لجذوتها... لسرعة ايقاعاتها المحفزة لخلايا أعصابها الروحانية في تلك اللحظة التي جاء فيها والدها لغرفتها ليجد نظرات الترقب والخوف والحيرة تصرخ مترنحة من بين مقلتيها فيجلس على سريرها ويقرّبها منه محتضنا إيّاها ليقول بذات الحيرة والخوف: معتز طلب إيدك

فيخفت اللحن الصاخب فجأة مرجفا القلوب ترقبا ونشوة بشكل خاطف للأنفاس في ذات اللحظة التي هطلت منها دمعتان... بطيئتان من ذات زاوية العين اليسرة... مريرتان قبل أن تقول: احكيله طلبك مرفوض

لتعتقد في حينها أنّ المعزوفة... معزوفة حياتها... انتهت... ولساعات جلست تندبها حزينة متألمة إنّما... مرتاحة... وكأنّما متقبلة لقدرها فيها حتّى جاءت تلك اللحظة التي أغمضت عينيها فيها تبحث عن راحتها بسويعات من النوم فعاودت المقطوعة العزف... بطيئة... هادئة... مترقّبة مستفزّة للأعصاب بشكل مخادع

عندما يعشقون صغاراً (ج2 من سلسلة مغتربون في الحب) لِـ "نيڤين أبو غنيم"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن