🍒الفصل الثاني والعشرون🍒

1K 36 3
                                    



🍒الفصل الثاني والعشرون🍒

بلهفة النظرات التي تشقّقت قاحلة من شدّة الشوق رآها تنزل من سيّارة الأجرة التي توقّفت أمام أحد المراكز التجارية الكبرى، تجول بعينيها حولها كما لو أنّها تريد أن تبتلع بنظراتها كلّ ما قد تطاله

تبعتها قدماه لا إراديا بينما تلج إلى داخل المركز كما لاحقتها والشوق يلهث نابضا والعقل يتصبّب عرقا لشدّة ما يبذله من جهد كي يكون هو صاحب السيطرة فيلوّح بحباله ويرميها يطوّق بها نبضاته الجامحة غير المروّضة والتي لا يرضيها إلّا بجرفها معه بسيول شوقه وعشقه الهادرة

فيما يده على صدره وجعا تبعها من بعيد من متجرّ إلى متجرّ تاركا لها فسحة خاصّة من الوقت تلتقط فيها أنفاسها قبل أن يباغتها بحقيقة وجوده... بحقيقة تواجدهما... حرّين... إلّا من قيود قلبه

وبعد حوالي الساعة وبينما يرى تلك الابتسامات الدبقة والمبالغ بها التي كان يرشقها بها بائع في متجر مختصّ ببيع بالحقائب علم أنّه قد اكتفى

دخل إلى حيث كانت ملقيا السلام بصوت هادر أجفلهما ولكن في حين تجاهله البائع بعد أن ردّ السلام وعاود النظر إليها شحب وجهها هي وقد ميّزت صوته بما يحويه من انفعالات مكتومة

من بين تخبّط أفكارها وصلها صوت البائع السمج من جديد والذي كان يحاول استبقاءها بشتّى الطرق بعرض المزيد والمزيد من الحقائب عليها فيما تعتذر هي منه في كلّ حين رافضة تبديل اختيارها أو اختيار المزيد

قاطعته قائلة: لو سمحت خبّرتك إنّه هالشنتة عاجبتني يا ريت تخبرني كم حسابها بدّي أمشي

ابتسم البائع وقال بسماجة: خلّيها على حسابنا يا ستّ الكلّ

يدا مي تشنّجتا وما غابتا عن عيني معتز المشتعلتين ورآها كيف وضعت الحقيبة من يدها على الطاولة أمام البائع بكلّ هدوء قبل أن تستدير تريد الخروج متجنّبة النظر إلى عينيه ولكنّها وقبل أن تخطو خارج المتجر تقدّم البائع بتهوّر مادّا يده يودّ إيقافها بينما يقول: لحظة لحظة لسّة ما تفاهمـ.....

انقطاع جملته أوقف قدميها فيما نبضات قلبها كانت تزداد ارتفاعا بارتعاد ألا يكفيها أن تسمع صوته وتشعر بقربه بأوّل مواجهة حقيقية لها مع العالم الخارجيّ كأوّل خطوة لها عملية للتحرّر أستكون نهاية الأمر بفضيحة علنية لها في أحد أكبر مراكز التسوّق في عمّان... أستجد قصّتها غدا بتفاصيلها على معروضة على مواقع التواصل الاجتماعي؟

صوته مكتوما جامدا أتاها قائلا مدّعيا الهدوء: "المدام" رمت شنتتك وطالعة واللبيب من الإشارة يفهم... ولّا الأخ مش لبيب؟!!

عندما يعشقون صغاراً (ج2 من سلسلة مغتربون في الحب) لِـ "نيڤين أبو غنيم"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن