🍒الفصل التاسع عشر🍒بعد شهر
مقطّبا جبينه سارحا بقلب عقله يفكّر في معضلته التي يكاد لا يجد لها حلّا بينما يعمل بتركيز على بعض حسابات محلّات والده المهمّة... من يرى ما في عقله من دوّامات أفكار سيتعجّب لا بدّ من ذلك التركيز فكيف يعمل بتلك الدقّة دون خطأ بينما عقله وقلبه بذات الوقت هناك معها... لن يفهمون أنّ في داخل عقله عقل آخر و... قلب... مي لطالما كانت جزءا من عقله أيضا لا قلبه فقط والمأساة أنّها دوما كانت ولا زالت الحدّ الفاصل عنده بين العقل والجنون ولهذا فقط يكاد هو بذاته أن لا يصدّق أنّه لم يرتكب جريمة شنعاء حتّى الآن
شهر بحاله قد مضى... ثلاثين يوما بلياليها لم يعرف فيها للراحة طعما... عذاب صرف ما يعيشه منذ تلك الليلة التي رأى فيها ابن عمّها في بيتهم يتحدّث معها ويبرز ما يظنّه خفة ظلّه أمامها... ماذا كان يقول وكيف كانت تشعر... أغازلها أحاول ملامسة يدها "خطئا" عن قصد كما فعل قبل سنوات عندما كانت هي زوجة له وعلى ذمّته حين مدّ يده ليأخذ منها كوبا من الماء ذهب إلى المطبخ كي يطلبه منها فلامسها بينما يتناول الكوب فاعتذر بسماجة فيما عيناه وسعادته أوضحتا كم أنّه كان غير آسف ليدخل معتز والذي كان قد لحقه متعمّدا لما يعلمه عنه من قلّة أدب ويرى ما يرى فيمسكه من عنقه يبتغي ضربه لولا مي التي أخذت ترجوه باكية أن لا يكبّر الموضوع ويتسبب في فضيحة علنيه في بيت أهلها فيكتفي هو من أجلها هي بإسماعه أغلظ الكلمات مما يخدش الحياء بمجرّد سماعه وأخذها والمغادرة من المكان كلّه ملقيا عليها يمينا بأن لا تذهب لبيت أهلها بوجود بيت عمّها أبدا
لا شكّ لدى معتز بأنّ ابن عمّها يريدها وبأنّه سيستغلّ فرصة عدم ارتباطها أخيرا ليطلبها للزواج وهذا ما يؤجج من النيران المشتعلة في أعلى سهام الغيرة التي تنغرس موجعة حادة حارقة في كلّ جزء من صدره وقلبه وروحه فحرمته نعمة النوم والأكل وحتّى الشرب أحيانا فما الذي عليه أن يفعله كي يجد لنفسه الراحة لا سيّما وأنّها تزيد من مواجعه برفضها القطعيّ له
نعم لقد فعلها... من بعد كلّ الصبر الذي كان يحاول غرسه في نفسه مقنعها إيّاه بأن يطول من أجلها حتّى تتعافى وتجد نفسها فتلتقط من أنفاسها ما تستطيع قبل أن يبدأ هو هجومه ويقنعها معه ببداية جديدة ولكن ومن بعد تلك الليلة لم يعد للصبر من حدود ولا حتّى حاجة
أن يقف أمام مرآهما عاجزا بلا علاقته ولا شأنه أن يكون مكبّلا بمنطق يحاول فرضه على نفسه لأجلها ولأجله ولأجل مستقبل معها يطمح إليه كان عذابا صرفا... يتنهّد الآن ويحمد الله أنّه وفي سباق عنيف ما بين عقله والجنون قد سبق الأوّل وفي سابقة لم تحصل عنده من قبل بلحظة واحدة قبل أن يدخل بيت أهل مي ويمسك ذلك السمج ويقذفه خارجا من دون وجه حقّ إلّا حقّه في حبّها هي... حقّه... سنوات من الحبّ كانت بينهما... أوليس للعشرة حقّا
أنت تقرأ
عندما يعشقون صغاراً (ج2 من سلسلة مغتربون في الحب) لِـ "نيڤين أبو غنيم"
Romanceالرواية للجميلة بامبولينا.."نيڤين أبو غنيم" وأتشرف بسماحها لي بنشرها هنا على صفحتي بالواتباد.. كلمة لِـ نيڤين .. سُعدت جدااا بتجربتي الأولى بكتابة "عيون لا تعرف النوم" وسعدت أكثر بمشاركتكم إيّاها وبردّات الفعل الإيجابية التي تلقيتها وهذا ما شجعني عل...