الوحدة تظل جزء لابد لنا منها لصيرورة حياة الانسان، فأحيانا نفسه قد تحتاجها ليجلس مع ذاته بمفرده بعيدا عن الصخب والضوضاء، وما كان ذلك بهروب من المحيط الذي يحياه أو من الواقع الذي فرض عليه، بل لأجل الغوص في خبايا نفسه ومعرفة مكامن الخلل الذي يتسبب في تعيكر صفوها دون مواصلة المشوار بسلام، حتى يستطيع جعل حد لها.
لكن هذا لا يعني أن لا يكون اجتماعيا ويتأقلم مع مختلف الفئات وشرائح المجتمع، بل بالعكس فبعد أن تأخذ ذاتك وقتا كافيا لمجالسة نفسها وإزاحة عنها ما قد أثقلها وحملها فوق طاقتها من ضغوطات الحياة واحداثها المفاجئة، تبحث بعدها عن من تتودد إليه وتستأنس به وتلود إليه عند الضرورة اذا ما وجدت فيه من الصفات ما يشبهها، لتعتبره الملاد الذي تهفو إليه عند اللزوم. وما يعزز ذلك تلك مقولة "هونوري دي بالزاك"العزلة أمرٌ جيد، ولكنك تحتاج شخص ما لتخبره بأن العزلة جيدة. "هونوري دي بالزاك"
فالعزلة التي تفرضها على نفسك لتكون وحيدا ما هي إلا طريقة للوصول إلى الروح، لأن غيابك الطويل عن ذاتك قد يفقدك نفسك ويجعلك غريبا عنها لتصبح بعدها لا تعرف حتى نفسك، وابتعادك بالمرة عن مجالسة الغير قد يولدك شعور بالغربة إلى أي مكان وطئته، فلا تستطيع حينها مجاراة الناس ولا معايشتهم. ليظل الحل الأمثل هو الوسطية والاعتدال. وليس غريبا أن نتخذ الاعتدال منهجنا في الحياة وقد وصانا به ديننا الحنيف.
#سميا_دكالي
أنت تقرأ
خواطر (تابع)
Romanceالاختلاء رفقة الكتابة في ركن منعزل نور يبدد الظلام وجواب لكل سؤال غامض حاولت التملص منه فطاردك غصبا عنك ! فكم سألت قلمي لماذا تترنح أحيانا ؟؟ أجابني ليس لأني لا أريد بل كوني أخشى عليك كم أعشق قلمي💕 هذا الكتاب يحمل كل ما يخالج خواطري🍁 وأتمنى أن يلق...